الجمعة 24 مايو 2024

خبراء عن «نقل مصانع الأسمنت خارج الكتلة السكنية»: خطوة هامة وحماية للبيئة وصحة المواطنين وتحقيق للتنمية المستدامة.. ومساحة الصحراء شاسعة تصلح كبديل

تحقيقات5-2-2018 | 17:53

خبير اقتصادي: نقل مصانع الأسمنت خارج الكتل السكنية خطوة هامة للغاية

وزير سابق: نقل مصانع الأسمنت خارج العمران حماية للبيئة والمواطن

برلماني: صحراء مصر شاسعة تصلح لنقل مصانع الأسمنت إليها

 

وصف خبراء دراسة قطاع الأعمال العام نقل مصانع الأسمنت خارج الكتلة السكنية، بالخطوة الهامة لحماية البيئة والمواطنين وتقليص التلوث الناتج عن انبعاثات هذه المصانع، موضحين أن هناك بدائل تتمثل في المساحات الشاسعة من الصحراء والأماكن البعيدة عن العمران مع اتخاذ كافة الاشتراطات البيئية.

كانت الجمعية العامة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية برئاسة خالد بدوى، وزير قطاع الأعمال العام، قد قررت إعداد دراسة تفصيلية خلال شهر لجدوى نقل مصانع الشركة القومية للأسمنت خارج الكتلة السكنية إلى أرض يتم تخصيصها من الدولة، مع النظر في استغلال أرض الشركة على النحو الأمثل بالتعاون مع الجهات الإدارية المسئولة.


خطوة على الطريق الصحيح

في البداية، قال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن قرار مجلس إدارة الشركة القابضة إعداد دراسة تفصيلية لجدوى نقل مصانع الشركة القومية للأسمنت خارج الكتلة السكنية هو خطوة على الطريق الصحيح بعد أن تأثرت طبيعة البيئة في القاهرة بشكل عام وحلوان تحديدا من وجود هذه المصانع داخله.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن حلوان كانت مشفى طبيا بسبب طبيعة الجو والمياه الكبريتية هناك، موضحا أن وجود مصانع الأسمنت والطوب والحديد والصلب داخلها أحاط القاهرة ومختلف المحافظات بسحابة من السموم والملوثات أدت لارتفاع الإصابة بأمراض الصدر والحساسية.

وأكد الدمرداش أن القرار خطوة هامة للغاية لتصحيح هذا الخطأ لأن هذه المصانع كانت تهدد حياة 15 مليون مواطن والعالم أصبح يتخذ تدابير لتجنب حدوث تبعات سلبية بتركيب فلاتر ودراسة اتجاهات الرياح والخروج عن الكتلة السكنية وهو ما ستركز عليه الدراسة التي تعكف الشركة القابضة حاليا إعدادها.


وأوضح أنه يجب إعداد سياسة شاملة والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في التعامل مع الصناعات الثقيلة لكي لا تكون في نطاق الكتل السكنية واستخدام فلاتر للتنقية ومراعاة الاشتراطات البيئية والصناعية، مضيفا أن حلوان والمنيا ونجع حمادي وأسوان بها أبرز الصناعات الثقيلة سواء الأسمنت أو الطوب أو الحديد والصلب والكيماويات.


وأشار الخبير الاقتصادي أن هذه الخطوة هي إحدى عناصر التنمية المستدامة التي تعني بالاهتمام بالعنصر البشري من كافة النواحي والحفاظ على موارد الدولة.

 

حماية للبيئة والمواطن

وقال المستشار محمد عطية، وزير التنمية المحلية الأسبق، إن دارسة قطاع الأعمال العام نقل مصانع الشركة القومية للأسمنت إلى خارج الكتلة السكنية قرار سليم يحقق فوائد هامة في الحفاظ على البيئة وتقليص نسبة التلوث في المناطق السكنية وما يتبع ذلك من تأثير على صحة المواطنين والمزروعات.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن كل مصانع الصناعات الثقيلة يجب أن تكون في منطقة صحراوية بعيدة عن العمران والمباني السكنية والأراضي الزراعية، موضحا أن وزارة قطاع الأعمال العام والشركة القومية للأسمنت ستراعي توفير بديل من أراضي الدولة لهذه المصانع ووضع حيز زمني للتنفيذ.

وأوضح عطية أن قرار نقل أماكن مصانع الأسمنت لا يعني إغلاقها أو تقليل نشاطها إنما هو إنقاذ للبيئة ولحياة المواطنين والحفاظ على صحتهم وتقليل الإنفاق على علاجهم، مضيفا أن الدولة في حاجة إلى مزيد من مصانع الأسمنت لتقليل الاستيراد وتطوير عمل الحالية لوقف الخسائر وهذا من المفترض أن تركز عليه الدراسة الجاري إعدادها.

صحراء مصر شاسعة

ومن جانبه، قال النائب تادرس قلدس، عضو مجلس النواب، إنه كان قد تقدم بطلب إحاطة في مجلس النواب بشأن تهديد مصانع الأسمنت لصحة المواطنين نتيجة الانبعاثات الناتجة عنها، مضيفا أن دراسة قطاع الأعمال العام لنقل هذه المصانع إلى خارج الكتلة السكنية خطوة هامة لحماية صحة المواطنين.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أنه يجب تشكيل لجنة من الوزارات التنفيذية المعنية في الدولة وأصحاب المصانع واللجان المختصة في مجلس النواب لبحث هذه الخطوة ودراسة التطبيق على فترات زمنية محددة وفق ما تنتهى إليه دراسة الشركة القابضة للأسمنت وعمل منطقة خاصة للصناعات الكيماوية خارج المناطق السكنية.

وأوضح قلدس أن منطقة حلوان كانت مشفى طبيا يأتي إليها الزوار من مختلف أنحاء العالم بسبب نقاء الجو بها لكن بعد انتشار مصانع الأسمنت والطوب تغيرت طبيعة البيئة هناك، مضيفا أن المناطق الصحراوية في مصر شاسعة ويجب دراسة منطقة محددة واتجاهات الرياح بها لكي تكون بديلا لنقل هذه المصانع إليها.