الإثنين 20 مايو 2024

بالصور: قاعة الدوريات بدار الكتب خارج نطاق الخدمة

21-1-2017 | 10:38


كتب : خلف جابر 

 


"دار الكتب والوثائق " تلك الهيئة المسؤلة بشكل كبير عن توفير الوثائق والمراجع للباحثين والدارسين، فهي بذلك أحد ركائز البحث و كعبة الباحثين والدارسين والذين يأتون إليها من ربوع مصر ومحافظاتها المختلفة أملين أن تقضاء حوائجهم بكل يسر، هؤلاء الباحثين غالبا مايواجهون مشاكل داخل دار الكتب تجعل من مهمتهم شبه مستحيلة وعملية الحصول على ما يحتاجون من مخطوطات او وثائق حالة من المغامرة الغير محسوبة.
" الهلال اليوم " كان بين هؤلاء الباحثين ما يزيد عن ساعتين داخل قاعة "الدوريات" رصد خلالها مشاكلهم ولاحظ وجود قصة "صيانة التراكيب " والتي تعد إهدار للمال العام. 

تقع قاعة الدوريات بالدور الثاني بمبنى دار الكتب ، وهدفها الأساسي هو تقديم خدمة البحث لزوار القاعة، ولكن الغريب من خلال تواجدي داخل القاعة لمدة جاوزت الساعتين، أنني لم أجد سوى موظفي القاعة، الذين يتجاوز عددهم الثلاثين موظف، وبسبب هذا الفراغ المميت فلن تسمع صوت بالقاعة سوى أصوات الأحاديث الجانبية بين الموظفين،

وبعد فترة آخيرا وجدت أحد الباحثين من وهو طالب دراسات عليا بكلية الآداب قسم التاريخ جامعة حلوان، وبسؤاله عن الخدمات التي تقدمها القاعة للباحثين؟  قال أن أكثر من 80% من الدوريات الورقية القديمة متوقفة منذ أكثر من سنتين، وبسؤاله عن سبب هذا التوقف؟  قال الموظفين بمخازن القاعة يقولون أن هناك أعمال صيانة للتراكيب الموجود عليها الدوريات، والمقصود بكلمة التراكيب هي الأرفف،
 وأكمل أحمد أن هذا ترتب عليه توجه الباحثين إلى حجرة الميكروفيلم الموجودة أيضا بقاعة الدوريات، ولا يوجد بحجرة الميكروفيلم سوى أربعة أجهزة فقط؟!  وهذا يصعب الوضع على الباحثين فنحن ندخل الحجرة بالدور بسبب كثرة الباحثين وقلة عدد الأجهزة، ناهيك عن سوء إستخدام الأجهزة التي توقف إستخدامها منذ عقود وحل محلها أجهزة الكمبيوتر؟!

وبتوجهنا إلى حجرة الميكروفيلم وجدنا مشهد عبثي يذكرك بأنك تجلس في أحد السناتر لحجز دور في مباراة بلستيشن، توافد الباحثون داخل وخارج حجرة الميكروفيلم يسأل باحث زميله " أنت قدامك وقت كتير؟! " لا ينقص المشهد سوء ان يتدخل الموظف ليتقمص دور صاحب "السيبر" ويوجه كلامه للباحث " وقتك انتهى يا استاذ ".

 وإلى جوار أحمد إلتقينا بالباحث عبد الصبور الهواري الذي قطع مئات الكيلو مترات قادما من الصعيد بحثا عن مادة علمية لرسالة الماجيستير، وتابع عبدالصبور الحديث بقوله أنه حجز لمدة أسبوع في لوكاندة بمنطقة باب البحر حتى يتمكن من إنهاء مهمته، التي طالت فهو منذ أكثر من عام ولم يصل إلى مايريده بسبب أعمال الصيانة الوهمية التي لن ولم تنتهي على حد قوله، وتابع عبد الصبور: اللي يعرف موظف هنا في القاعة وبيسلك أموره بيطلعوا له الدوريات اللي هو عايزها، أما إحنا فلنا الله، فمنذ عام وأنا أريد الإطلاع على دورية الوقائع المصرية ولكن دون جدوى.

 ويبقى السؤال إذن إذا كان هذا هو الحال في مكان هدفه الأساسي خدمة الباحثين، أفلا يعد ذلك إهدارا للمال العام؟!