الجمعة 24 مايو 2024

في ذكرى ميلاد شادية.. قصة سينمائية في قرطاس طعمية !!

8-2-2018 | 08:53

رغم كل ما نشر عن مسيرة الفنانة القديرة شادية وعن حياتها ، فهناك دائماً النوادر التي تحرص بوابة الهلال على تقديمها لكل محبيها وعشاق صوتها في المناسبات الخاصة بها،  وفي ذكرى ميلادها التي تحل اليوم نطرح بعض من ذكرياتها التي كتبتها بنفسها لمجلة الكواكب في ديسمبر 1960.


هجوم الكتاب الهواة
أنشأت شادية في منتصف الخمسينيات شركة للإنتاج السينمائي، وأكدت في حديث صحفي أن لشركتها "سياسة إنتاجية" تهدف إلى أنتاج أفلام جيدة تعتمد على قصص قوية ، وأنها لن تبخل بجهد أو مال في سبيل إظهار تلك الروايات الجيدة ، وأنها لن تكتفي بطلب قصص من كبار الكتاب، بل ستفتح الباب للهواة من كتاب القصة والأدباء والمغمورين والناشئين .


وبعد أيام حمل البريد إليها عشرات القصص ، فقد اهتم الهواة بتصريحات شادية، ليبلغ ما تلقته منهم عبر البريد أكثر من ثمانمائة قصة قصيرة، لم تقرأ شادية منهم واحدة وأودعتهم في دولاب خاص لعلها تعثر على فكرة جيدة من بين تلك القصص.


مُحضر على باب شادية
وذات يوم فوجئت شادية بـ "مُحضر" يدق بابها ويسلمها إنذاراً من المحكمة ، وكان من أحد الهواة الذين أرسلوا لها القصص، ويطلب منها أن تعيد إليه قصته لو قرأتها ولم تعجبها، أو تستدعيه للإتفاق معه إن نالت القصة رضاها .. ولم تهتم شادية بالإنذار ووضعته بجانب القصص الموجودة لديها، وبعد ثلاثة أيام وصلتها رسالة مسجلة من محام يقول فيها إن موكله يطلب منها تحديد موعد لشراء القصة التي أرسلها إليها.


شادية تستجيب
تذكرت شادية أن الإنذار السابق كان من نفس المحامي الذي أرسل لها الرسالة، لذا عهدت إلى المحامي الخاص بها أن ينسق مع المحامي الآخر ليحدد إجتماعاً رباعياً لقراءة القصة ، وبالفعل ذهبت شادية إلى الموعد المحدد ومعها قصة الشاب، الذي سارع بالإعتذار لها عن تلك الإجراءات، وأوضح لها أنه اتخذها حماية لحقه الأدبي، وأنه تعرض للسرقة من المنتجين والمخرجين، وأن نصف الإنتاج السينمائي من تأليفه ، وأن الآخرون نسبوه إلى أنفسهم .


المحامي يكتشف السرقة
لاحظت شادية عصبية الشاب أثناء حديثه، وأعطت القصة لمحاميه كي يقرأها بصوت عالِ، وكانت مكتوبة في أربع صفحات، استغرق المحامي ساعتين في قراءتها، نظراْ لسوء خط الشاب وكثرة الأخطاء اللغوية .. ولاحظت شادية أن موضوع القصة وأحداثها كانت في غاية الروعة .. لكن ما أثار تعجبها هو سلوك المحامي الذي كان يضرب كفاً على كف بعد قراءة كل صفحة .. ووجدته يلتفت إلى موكله بعد أن أتم القراءة قائلاً :
ــ القصة دي بتاعتك صحيح ؟ ... فأجاب موكله الأديب :
ــ أيوه .. ليه ؟ .. فبادره المحامي قائلاً :
ــ مش معقول .. القصة دي انت سارقها .. دي من تأليف الأديب "فلان" وقد نشرها في مجلة "كذا" .. وحدد المحامي اسم المجلة وتاريخ النشر ، وهنا انتفض الشاب الأديب ثائراً :
ــ ازاي تتهمني بالسرقة وانت المحامي بتاعي ؟

لاحظت شادية أن الخلاف اشتد بين الشاب ومحاميه وحاولت التهدئة دون جدوى، وانصرف محامي الأديب غاضباً وهو يهدده ويتوعده.

 

قصة في قرطاس الطعمية
بعد أيام تلقت شادية إنذاراً من نفس المحامي باعتباره محام للكاتب الأصلي للقصة ، وينذرها بعدم إنتاج القصة سينمائياً، وأن الكاتب الحقيقي سوف يبلغ النيابة ضد الأديب المغمور الذي يدعي أنه مؤلف القصة ، ورأت أن تسوي الأمر فاستدعت محاميها كي يجتمعوا مرة أخرى مع الشاب والمحامي الآخر، الذي أصر أن يعترف الشاب بالحقيقة وإلا ... واعترف الشاب بأنه ليس صاحب القصة ، وأنه قد وجدها ذات يوم في ورقة إشترى فيها طعمية ، وأعجب بها ثم كتبها بخطه وأرسلها إلى شادية آملاً أن يصل إلى الشهرة والمال بطريق سهل .. أما شادية فقد قررت ألا تقرأ باقي القصص فقد تكون أيضاً "ملطوشة" .