الأحد 26 مايو 2024

نجيب الريحانى .. ريحانة الفن الخالدة

14-1-2017 | 18:06

    يقولون ان لكل إنسان من اسمه نصيب، ربما لم ينطبق هذا المثل على بني آدم كما انطبق على علم الفن الذي لايزال يرفرف في سماء سعادتنا وفرحنا وشجننا، نجيب الريحاني. فهو ريحانة لايزال عبيرها يفوح بالبهجة والإبداع.

“نجيب إلياس ريحانة”، ولد في 21 يناير 1889 في حي باب الشعرية بالقاهرة لأب من أصل عراقي يعمل بتجارة الخيل، درس في مدارس الفرير الابتدائية لكنه اكتفى بشهادة البكالوريا عقب تدهور تجارة والده، ثم التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر في نجع حمادي إلا أنها لم تشبع طموحه فاستقال منها وعاد إلى  القاهرة.

خلال مسيرة فنية امتدت على مدار 30 عامًا، ترك الريحاني، بصمة فارقة في تاريخ المسرح و السينما العربية، من خلال أعمال جمعت بين الفكاهة والدراما، والتي عكست بدورها ملامح الحقبة التي عاش فيها، لتمنحه بجدارة لقبي زعيم المسرح الفكاهي والضاحك الباكي

كانت البداية الفنية لمشوار “الريحاني” بعد أن عرض عليه أحد أصدقائه “محمد سعيد” تكوين فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية، ليبدأ من شخصية كشكش بك، ليسطع نجمه فيما بعد، بينما لم يتجاوز إنتاجه السينمائي عشرة أفلام، إلا أنه استطاع أن يخلد اسمه على المستوى الفني والجماهيري. وقد استطاع أن يُسلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية الصعبة للبلاد من خلال أسلوب فني ساخر.

إعتزل “الريحاني” المسرح عام 1946م بعد أن قدم مع توأمه في الفن “بديع خيري” حوالي 33 مسرحية من أبرزها “الجنيه المصري” و”الدنيا لما تضحك” و”الستات ما يعرفوش يكدبوا” و”إلا خمسة” و”حسن ومرقص وكوهين” و”تعاليلى يا بطة” و”كشكش بك في باريس” و”وصية كشكش بك” و”مجلس الأنس” و”عشان سواد عينيها” و”المحفظة يا مدام” و”ياما كان في نفسي”.

كما شارك في بطولة العديد من الأدوار السينمائية من أبرزها “صاحب السعادة كشكش بيه” و”حوادث كشكش بيه” و”ياقوت أفندي” و”بسلامته عايز يتجوز” و”سلامة في خير” و”أبو حلموس” و”لعبة الست” و”سي عمر” و”أحمر شفايف” و”غزل البنات”.

تزوج الفنان “نجيب الريحاني” في بداية حياته من الراقصة اللبنانية “بديعة مصابني” التي كانت تملك كازينو  بديعة بميدان الأوبرا، وأنجب منها ابنة واحدة ثم انفصلا ليتزوج بعد ذلك من الألمانية” لوسي دي فرناي” عام 1919 التي أنجب منها ابنته الثانية “جينا”.

وفي 8 يونيو عام 1949 توفي الفنان المصري “نجيب الريحاني” بعد أن قدم آخر أدواره في فيلم “غزل  البنات” إثر إصابته بمرض التيفود الذي كان سببًا في وفاته، وكشف الناقد المسرحي “أحمد سخسوخ” عن أن وفاة الريحاني كانت بسبب اهمال الممرضة التي أعطته جرعة زيادة من عقار الاكرومايسين.