خبير موارد طبيعية يُعدد
مزايا الصوب الزراعية التنموية
أستاذ اقتصاد زراعي: تصدير محصول «الصوب الزراعية» يحقق طفرة هائلة
لمصر
«زراعة النواب»: إنتاجية
الصوب الزراعية تبلغ 10 أضعاف الأرض المكشوفة
أكد خبراء بالاقتصاد الزراعي أن مشروع الـ100 ألف فدان من الزراعات
المحمية التي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي المرحلة الأولى منها اليوم الخميس في
محافظة مرسى مطروح، ستعمل على تحقيق مزايا تنموية منها تقليل استهلاك المياه
ومضاعفة إنتاجية الفدان وتوفير احتياجات مطروح من الخضراوات والفواكه، موضحين أن
الإنتاجية للصوب الزراعية تبلغ 10 أضعاف الزراعات المكشوفة.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم ، افتتاح المرحلة الأولى
من مشروع الـ100 ألف صوبة بقاعدة محمد نجيب العسكرية في منطقة الحمام بمحافظة
مطروح، والتي يعادل إنتاجها نحو مليون فدان من الزراعات التقليدية، حيث وتحتوي
قاعدة محمد نجيب العسكرية على 1302 بيت زراعي بأحدث التقنيات العالمية وتتراوح
مساحة البيت من 3 – 12 فدانا على مساحة 500 فدان وتتولى إحدى الشركات العالمية
توريد وتركيب 116 بيتا زراعيا وتوفر 3 أنواع عالية الدقة من البيوت متوسطة
التكنولوجيا.
مزايا تنموية عديدة
الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية،
قال إن الصوب الزراعية هي حي متميز لكل المشكلات والأزمات المائية والزراعية التي
تواجه أية دولة، مضيفا أن هذه الصوب توفر مزايا عديدة، منها الإنتاجية الأعلى عن
الزراعات المكشوفة، وكذلك استهلاك كميات مياه أقل وتوفير فرص عمالة وزراعة محاصيل
في غير موعدها.
وأوضح شراقي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مشروع الـ100
ألف فدان من الزراعات المحمية الصوب الزراعية التي يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي
المرحلة الأولى منها اليوم في محافظة مرسى مطروح ستحقق هذه المزايا فضلًا عن سد
الفجوة الغذائية، لأنها المفتاح لحل المشكلة الزراعية في مصر، مضيفا أن البناء
الأول فقط هو ما يحتاج لتكلفة عالية في البداية لكنها في ما بعد تغطي تكلفتها
وتستمر الصوبة لنحو خمس سنوات أو أكثر.
وأضاف أستاذ الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية أن المشروع
يحقق فائدة تنموية أخرى لمحافظة مرسى مطروح لأنها ليس بها زراعات وتعتمد في
محاصيلها على الإسكندرية والمحافظات المجاورة، موضحًا أن وجود هذا المشروع
بالمحافظة الحدودية سيعمل على توفير احتياجات المحافظة من الخضروات والفواكه
بأسعار أقل وكذلك توفير فرص عمل لسكانها، مشيرا إلى أن احتياجات الصوب الزراعية من
المياه تكون أقل من الزراعات المكشوفة ما يعني أن مساحة الـ100 ألف فدان ستوفر نحو
2 مليار متر مكعب من المياه، موضحا أن إنتاجية الصوب الزراعية تكون أضعاف الأراضي
المكشوفة بنحو 5 أضعاف أو أكثر كما أنها توفر المحصول في غير موعده وبالتالي فيمكن
تصديره في هذا التوقيت بسعر أعلى.
وأكد أستاذ الموارد الطبيعية أن مصر تتبع نظام الصوب الزراعية منذ
نحو 30 عاما لكن كان على مستوى فردي، إنما التوسع في هذا النوع من الزراعات برعاية
الدولة بهذا الحجم الهائل للمشروع للمرة الأولى هو خطوة إيجابية مهمة.
التصدير طفرة لمصر
قال الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن مشروع الـ100 ألف
فدان من الصوب الزراعية هو الحل لما تواجهه مصر من قلة الموارد المائية، مضيفا أن
الصوب الزراعية تعطي كمية أكبر أضعاف الفدان المكشوف لأن القائم على الزراعة يتحكم
في ظروف الإنتاج داخلها وتحمي المحصول من الظروف الجوية غير المناسبة.
وأوضح صيام في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن مصر تصدر نحو 3
ملايين طن فقط من المحاصيل من الخضراوات والفواكه، تشمل الموالح والبطاطس، وهو رقم
يحتاج إلى الزيادة، وهذا ما ستحققه الصوب الزراعية، مؤكدا أن الصوب التي يفتتحها
الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في محافظة مطروح على أعلى مستوى متقدم، وتوجيهها
للتصدير يحقق طفرة هائلة في الصادرات الزراعية.
وأكد أستاذ الاقتصاد الزراعي أن الحصول على شهادات المُصدّر
للممارسات الزراعية الجيدة والتصدير في أوقات تنافسية في أسواق الخليج والاتحاد
الأوروبي هو أمر مهم للغاية، موضحا أن التصنيع والتصدير يحقق قيمة مضافة للمحصول
بدلا من تصديره طازجا، كما أن الاهتمام بالزراعات العضوية في الخضر والفواكه له
سوق متميزة في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف صيام أن مصر تنتج نحو 30 مليون طن من الخضراوات والفواكه وتستهلك
السوق منها 20 مليون طن فقط، بينما يبلغ حجم الفاقد 10 ملايين طن نتيجة سوء
التداول والتخزين والتبريد وهو خطوة يجب الاهتمام بها لتقليل حجم الفاقد.
إنتاجية 10 أضعاف الأرض المكشوفة
قال رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن افتتاح الرئيس
عبد الفتاح السيسي للمرحلة الأولى من مشروع الـ100 ألف فدان من الصوب الزراعية هو
نقلة زراعية كبرى لمصر، مضيفا أن البداية في محافظة مرسى مطروح بقاعدة محمد نجيب
العسكرية بمدينة الحمام له دلالة أن الدولة معنية بالمناطق الحدودية وتعمل على
تنميتها حيث توفر نحو 10 آلاف فرصة عمل.
وأضاف تمراز في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الصوب الزراعية
تستخدم تربة تم شراؤها من الخارج بتكلفة 40 قرشا للمتر وهي تمكن من الزراعة في أية
مكان سواء أرض صحراوية أو صخرية أو مالحة أو فوق أسطح المنازل، موضحا أن الفكرة
يمكن توسيعها ونشرها بعمل صوب زراعية صغيرة في أية أماكن أخرى لأنها تحقق فوائد
تنموية يمكن من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي كما أنها تستخدم تسميدا عضويا.
وأوضح وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب أن إنتاج المحاصيل من الصوب
الزراعية يمكن تصديره للخارج ما يوفر عملة صعبة ما يؤكد أن مصر دولة زراعية كبرى
وبهذه المشاريع يمكنها المنافسة وفي سنوات قليلة ستحقق الاكتفاء الذاتي من
المحاصيل الهامة لتصبح من الدول الأول اقتصاديا زراعيا، مضيفا أنها تحقق نقلة في
الزراعة فيمكن توفير أصناف الخضر والفواكه المختلفة لإنتاجها في مصر خلال أشهر
معدودة.
وأكد تمراز أن الصوب توفر المياه وتحقق إنتاجية أعلى من الفدان
الواحد المكشوف وتنتج بنحو 10 أضعاف الفدان من الأرض العادية كما توفر فرص عمل
وطاقة باستخدام التكنولوجيا الحديثة في الري والمبيدات والآليات الحديثة في
الزراعة والحصاد.