الخميس 26 سبتمبر 2024

11 قرارًا للاجتماع الرباعي بين مصر والسودان.. والإعداد لقمة الرئيسين الأبرز.. وخبراء: اللقاء هام وسيُنبى عليه التحركات الفترة المقبلة لاستعادة العلاقات.. وعودة سفير الخرطوم قريبة

تحقيقات8-2-2018 | 17:25

دورية عقد آلية التشاور السياسي والأمني والإعداد لعقد اللجنة المشتركة لرئيسي البلدين
«فهمي»: اللقاء الرباعي بين مصر والسودان ناجح.. وسفير الخرطوم سيعود قريبًا

«الحلبي»: اجتماع التشاور الرباعي بين مصر والسودان سيؤسس لتوافق كبير

أكد خبراء أن اللقاء الرباعي الذي عقد اليوم بالقاهرة بين مسئولين في مصر والسودان، هو لقاء هام وناجح وسيبنى عليه التحركات في الفترة المقبلة لتقريب وجهات النظر بين الدولتين لإزالة التوترات أو أي خلاف قد يشوب العلاقات التاريخية بين القاهرة والخرطوم، موضحون أن نتائج الاجتماع إيجابية وجيدة وأن السفير السوداني سيعود قريبا.

11 قرارًا للاجتماع

وأكد الاجتماع على ثوابت العلاقات الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بما في ذلك العمل على تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، ومراعاة شواغل كل منهما، واحترام الشئون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما ووضعها في الإطار الصحيح.

كما تم الاتفاق على أهمية العمل على استشراف آفاق أرحب للتعاون المستقبلي بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث الفرص المتاحة، وتنشيط اللجان والآليات المشتركة المتعددة بين البلدين ومن بينها اللجنة القنصلية، ولجنة التجارة، والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، وأية لجان مشتركة أخرى يتم الاتفاق عليها، وتذليل أية صعوبات أو تحديات أمام تلك اللجان.

وأكد الاجتماع عزم البلدين المضي قدما في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائى، والنقل البرى والجوى والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين، مع تأكيد أهمية تطوير التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مجالات مياه النيل في إطار التزامهما بالاتفاقات الموقعة بينهما بما في ذلك اتفاقية 1959.

وقرر الاجتماع العمل على تنفيذ نتائج القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية حول سد النهضة التي عقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق إعلان المبادئ الموقع بالخرطوم في 23 مارس 2015، مع تأكيد أهمية معالجة شواغل الطرفين في إطار من الأخوة والتشاور والتنسيق البناء على كافة المستويات السياسية، وبهدف إيجاد حلول مستدامة تحقق تطلعات شعبي البلدين الشقيقين.

وخلص الاجتماع أيضا إلى تأكيد أهمية تصحيح التناول الإعلامي والعمل على احتواء ومنع التراشق ونقل الصورة الصحيحة للعلاقات الأزلية بين البلدين، العمل المشترك على إبرام ميثاق الشرف الإعلامي بين البلدين، ورفضهما للتناول المسيء لأي من الشعبين أو القيادتين، وتعزيز التشاور في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك لشرح مواقف كل طرف وتقريب وجهات النظر، بما في ذلك القضايا الإقليمية. كما تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتنفيذ التوجيه الرئاسي بإقامة صندوق ثلاثي لتعزيز البنية التحتية والمشاريع التنموية الثلاثية في مصر والسودان وإثيوبيا.

واتفق أعضاء الاجتماع الرباعي على مواصلة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وعقد اللجنة العسكرية، وكذلك اللجنة الأمنية في أقرب فرصة، مع دورية عقد آلية التشاور السياسي والأمني التي تضم وزيري الخارجية ورئيسي جهازي المخابرات في البلدين وبما يعزز التنسيق في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحل أية شواغل قد تطرأ بين البلدين، والإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم، حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016.

 

لقاء ناجح واتجاه لاستعادة قوة العلاقات

قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن اللقاء الرباعي، اليوم الخميس، بين وزير خارجية مصر والسودان ورئيسَي جهاز المخابرات في الدولتين، لقاء مهم وخرج بنتائج إيجابية وجيدة وسيبنى عليه أمور كثيرة في الفترة المقبلة، مضيفًا أن اللقاء جاء تنفيذًا لما اتفق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير، في القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي في إثيوبيا قبل أيام.

وأضاف فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اللقاء الثنائي كان على مستوى المشاورات الدبلوماسية بين وزيرَي الخارجية، وكذلك الأمنية بين رئيسي جهاز المخابرات في الدولتين، موضحًا أن اللقاء يؤكد أن هناك اتجاهًا لاستعادة العلاقات القوية بين الدولتين مرة أخرى وإزالة أية حالة من التوتر قد تكون شابت الأجواء، خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن السفير السوداني في القاهرة عبد المحمود عبد الحليم، سيعود خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الاجتماع التشاوري الأول للجنة الرباعية المصرية- السودانية كان ناجحًا وسيبنى عليه التحركات الإيجابية في الفترة المقبلة، حيث أكد وجود خريطة طريق لحل المشكلات العالقة واستعادة قوة العلاقات بين القاهرة والخرطوم مرة أخرى.

وأكد فهمي، أن الاجتماعات ستعقد بصفة دورية، وهذا وفق ما تم الاتفاق عليه بين السيسي والبشير خلال مشاركتهما في القمة الإفريقية الأخيرة في أديس أبابا، مشيرًا إلى أن اللقاء جيد وسيعمل على تحسين العلاقات بشكل كبير، لأنه يحظى برعاية من القيادة السياسية في الدولتين.

توافق كبير    

ويرى اللواء طيار هشام الحلبي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن العلاقات بين مصر والسودان استراتيجية، ومن المحتمل أن يحدث توترا في مسيرتها، لأنه لا يوجد توافق باستمرار، لكن المهم في هذا الشأن هو إدارة الملفات بصورة راقية تضمن استمرار العلاقات على مسارات استراتيجية، وهذا ما لجأت إليه مصر والسودان.

وأكد الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اجتماع آلية التشاور الرباعي بين وزيرَي خارجية ورئيسَي جهازَي مخابرات الدولتين، سيؤسس لتوافق كبير في عدة ملفات ذات اهتمام مشترك، منها مكافحة الإرهاب والقضايا التي تحتاج إلى توضيح بصورة أكبر، مضيفًا أن هذا اللقاء يضرب كل محاولات توتير العلاقات بين مصر والسودان التي تسعى قوى الشر لإحداثه بضرب علاقة مصر بأشقائها.

وأوضح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن الاجتماع مهم وتناول عدة موضوعات مشتركة، وذلك في أعقاب اجتماع قادة الدولتين الأخير في إثيوبيا، مضيفًا أن القمة التي جمعت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، عملت على تقريب العلاقات والاتفاق في ملف سد النهضة، وخرجت نتائج اللقاء إيجابية بمؤشرات توافقية كبيرة بين قادة الدول الثلاث المعنية بقضية السد وهي مصر والسودان وإثيوبيا.

وأشار إلى أن التعاون وتبادل وجهات النظر بين مصر والسودان والحوار المتواصل أمر مهم لاستمرار العلاقات الاستراتيجية التي يهم الدولتين توطيدها، مضيفًا أن السفير السوداني في القاهرة في طريقه للعودة في المستقبل القريب، خصوصًا أن هناك ترحيبا مصريا بعودته، وكان رد فعل الدبلوماسية المصرية على هذا القرار هادئًا وملتزمًا وراعى العلاقات العميقة بين الدولتين.

كان اجتماعا قد عقد اليوم الخميس، ضم إبراهيم غندور وزير خارجية السودان، والفريق أول مهندس محمد عطا المولى عباس رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني، وسامح شكري وزير خارجية مصر، واللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات مصر، تم خلاله مناقشة مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.