الإثنين 17 يونيو 2024

في ذكرى رحيل مرسي جميل عزيز.. لماذا قرر اعتزال تأليف الأغاني؟

9-2-2018 | 19:23

تحل اليوم ذكرى رحيل شاعر الألف أغنية مرسي جميل عزيز، الذي ساعدت كلماته العديد من المطربين كي يصبحوا نجومًا للغناء، وأيضاً وضعت كلماته كثيرًا من الملحنين في مصاف المبدعين وكانت سبب شهرتهم، في ذكرى رحيله تطرح «الهلال اليوم» كنوز الماضي كعادتها، حيث نلقي الضوء على أسباب إصرار الأطباء على منع مرسي جميل عزيز من تأليف الأغاني وقد أوشك أن يعتزل بالفعل.


تعرض الشاعر مرسي جميل عزيز في منتصف شهر فبراير 1961 لمحنة المرض، فهمّت مجلة الكواكب بزيارته في بيته، من خلال محررها جميل الباجوري الذي ذهب ليطمئن عليه ويعرف المزيد عن تفاصيل إجهاده ومرضه، وأفاد مرسي جميل بأن الأطباء نصحوه بالراحة التامة ثلاثة أشهر، شهر منها لا يغادر فيه الفراش ولا يبذل أي مجهود ذهني أو عضلي.


وكانت وصية الأطباء له بالراحة حتى لا يجهد قلبه، ما أثار خوف الشاعر الكبير بأن هناك ما يخفيه عنه الأطباء، وقرر أنه سيمتثل لأوامرهم بالراحة وأيضاً بعدم الكتابة، وأكد أنه ينوي بالفعل اعتزال كتابة الأغاني، فقد فَقَدَ في السنوات العشر الأخيرة ما يقرب من عشرة آلاف جنيه، لأنه ضحى بتجارته وتفرغ لكتابة الأغاني، وأنه من الصعب عليه أن يجمع بين العملين.


أكد مرسي جميل عزيز بأنه بدأ يشعر بالخطر يهدد صحته، لأن طريقته في الكتابة تدعوه لأن يقسو على نفسه، فالأغنية الواحدة قد تستغرق في كتابتها 30 يومًا من السهر، ورغم ما بذله من جهد سابق فلا يجد من يقدِّر عمله ويشعر بأنه لن يترك أثرًا كبيرًا.. ولكن الأيام خالفت ظنونه وأصبح من عباقرة التأليف الغنائي وبالفعل ترك إرثًا وأثرًا كبيرًا في مجال الأغنية المصرية.


فقد سعى جميل عزيز لأن يرتفع بمستوى الأغنية المصرية في عهده، وقد نجح بالفعل وأضفى عليها جماليات لم تكن بها من قبل، وهو من ضرب الرقم القياسي في رفع ثمن الأغنية، حيث أوصلها ليصبح ثمن الأغنية الواحدة 500 جنيه عن الفيلم والأسطوانة، ورغم ذلك فما يجنيه من كتابة الأغاني لا يكفي احتياجات بيته، إضافة إلى تدهور صحته بسبب ذلك الإجهاد.

 

وما أثبتته الأيام بعد ذلك أن شاعرنا المبدع مرسي جميل عزيز، تعافى من شدته، واسترد صحته، وداوم على كتابة الأغاني، وأثرى السينما المصرية والإذاعة بروائع الأغاني، التي أصبحت اليوم رصيدًا فنيًا خلد اسمه ضمن كبار شعراء الأغنية.