الأربعاء 26 يونيو 2024

سياسيون عن مؤتمر «المانحين لدعم العراق»: توقيته هام لإعادة الإعمار و5 محافظات كاملة تدمرت.. والشركات المصرية لها فرصة كبيرة.. ونجاحه يتبعه ملتقيات أخرى بشأن سوريا وليبيا

تحقيقات11-2-2018 | 15:53

محلل سياسي عراقي: 5 محافظات دمرت.. ونخشى الاستيلاء على أموال إعادة الإعمار

«الزنط»: 3 نتائج سياسية واقتصادية لمؤتمر إعمار العراق

دبلوماسي سابق: الشركات المصرية سيكون لها دور هام في إعمار العراق

 

أكد خبراء سياسيون أن مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي تستضيفه الكويت غدا الإثنين هو ملتقى هام في توقيته نظرا لحاجة العراق لإعادة بناء البنية الأساسية للعودة للحياة والقضاء على البيئة الحاضنة للإرهاب بعد أن تدمرت نحو 5 محافظات كاملة، موضحين أن مصر لها دور هام في هذا الملف وأن الشركات المصرية تلقى قبولا وترحيبا داخل العراق.

وتستضيف الكويت بدءًا من الغد وحتى الأربعاء المقبل مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار العراق بمشاركة عدد من الدول المانحة والمنظمات الدولية والإقليمية ورئاسة خمس جهات هي الاتحاد الأوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي، فيما يشارك وفدا مصريا برئاسة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية ووزراء الإسكان والكهرباء وعدد من الشركات المصرية.

 

5 محافظات دمرت

ويقول الدكتور عبد المطلب النقيب، أستاذ العلاقات الدولية العراقي: إن مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي تنظمه الكويت بدءًا من غد الاثنين، وبمشاركة أطراف من مختلف أنحاء العالم العربي والغربي، يأتي في وقت مهم في ظل حاجة العراق للمعونات لإعادة بناء ما دمرته السنوات الماضية من بنيته التحتية.

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، هناك خمس محافظات تدمرت بالكامل بنيتها الأساسية وتساوت مدن كاملة منها بالأرض، وهي محافظات "الموصل وكركوك وديالي وصلاح الدين والأنبار" التي تعادل مساحتها ثلث مساحة العراق، مشيرا إلى أن التشرذم بين القوى السياسية في الشمال والمركز وعدم الاتفاق بين الأعراق المختلفة يؤثر على إمكانية إعادة الإعمار.

وأكد النقيب، المؤتمر إذا سار في الطريق الذي يتأمله المواطن العراقي سيحقق نقلة هامة للعراق، وهناك مخاوف من أن تذهب الأموال المقدمة من الدول المانحة كما ذهبت غيرها بسبب الفساد، الذي يسعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لمحاربته، إلا أنه يُقابل بصد من قوى سياسية كبرى في بغداد.

وطالب بضرورة توزيع المحافظات الخمس بين الدول المانحة وبالتنسيق مع الحكومة المركزية وبوضع آلية محددة تبدأ خطوات إعادة الإعمار، قائلا: إن كل الدول المشاركة في المؤتمر تريد عودة العراق مرة أخرى لوضع أفضل للقضاء على البيئة الحاضنة للإرهاب الذي يستغل سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، لذلك فالتنمية وخلق فرص العمل حائط صد قوي للإرهاب.

وعن الدور المصري، أشار المحلل السياسي العراقي إلى أن مصر هي عمق العروبة والشركات المصرية لها فرصة كبيرة لتفيد وتستفيد في إعمار العراق بخبرتها وإمكانياتها، مؤكدا أن مواطني المحافظات الخمس التي تدمرت يكنون لمصر والمصريين بكل الحب والتقدير وسيلقون الشركات بترحيب كبير.

وأوضح النقيب، أن العراق تردت الأوضاع داخله بدءا من الحرب الإيرانية لكنه ظل صامدا وبعد دخول الميليشيات الإيرانية مسحوا مدنا سنية كاملة انتقاما من خسارتهم في الحرب، مضيفا إن هناك مؤامرة أمريكية إيرانية لتدمير المنطقة السنية في العراق.

 

3 نتائج سياسية واقتصادية

وقال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن العراق أصبح أكثر استقرارا سياسيا وفي أمس الحاجة لإعادة ترميم وإعمار البنية الأساسية للاقتصاد العراقي بعد أن تدمرت خلال السنوات الماضية، مضيفا أن مؤتمر إعادة إعمار العراق غدا في الكويت سيحقق ثلاث نتائج سياسية واقتصادية لبغداد.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن المؤتمر أولا هو دعم سياسي للعراق للعودة للحياة الطبيعية في المجتمع الدولي مرة أخرى، مضيفا أن النتيجة الثانية تتمثل في قدرة الكويت باتصالاتها الدبلوماسية على توفير الدعم المادي لاستعادة البنية الأساسية للدولة العراقية، فضلا عن أن نجاحه سيتبعه مؤتمرات أخرى لإعمار سوريا واليمن وليبيا.

وأوضح الزنط أن مشاركة مصر في هذا المؤتمر هامة وأن للدولة المصرية دور كبير في المرحلة المقبلة لأنها مؤهلة لتكون ذات مشاركة كبرى في ملف إعادة إعمار العراق، مؤكدا أن بغداد عانت من دمار تراكمي بدءا من الحرب الطويلة مع إيران التي استمرت لثمان سنوات دفع خلال الاقتصاد العراقي تكلفة مادية غالية وأضاعت الحرب عليه فرص التقدم.

وأشار إلى أن الفترة من 2003 وبعدها لخمس سنوات كانت بمثابة سنوات عجاف شهدت فسادا وسطوا على الاقتصاد والدخل العراقي تحت مسمى البترول مقابل الغذاء، مضيفا أن الحرب على تنظيم داعش الإرهابي كانت باهظة التكلفة أيضا وأدت هذه الفترات التراكمية إلى تخريب للعراق.

 

دور هام للشركات المصرية

فيما قال السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد للبرلمان العربي سابقا: إن مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي تنظمه الكويت بدءا من غد الاثنين ولمدة ثلاثة أيام، هو ملتقى في غاية الأهمية، ومصر تهتم بهذا الملف، والرئيس عبد الفتاح السيسي أوفد مساعده المهندس إبراهيم محلب لبحث مشاركة مصر ودورها في إعمار العراق.

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، إن العراق دمرته الحروب والعمليات منذ 2003 تدميرا شاملا لكل البنية الأساسية، موضحا أن الشركات المصرية سيكون دورها مهم في إعمار العراق مرة أخرى؛ نتيجة لطبيعة العلاقات التاريخية والعميقة التي تربط الدولتين، فهما من أول الدول التي وقعت على ميثاق إنشاء الجامعة العربية عام 1945.

ووصف حامد مؤتمر الكويت بأنه يشبه مشروع "مارشال الجديد" الذي تبنته الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لإعادة إعمار الدول التي دمرتها الحرب، مؤكدا أن العراق أنهك تماما وتبددت ثرواته النفطية والبشرية، وكذلك دول عربية أخرى كسوريا التي هي في حاجة ماسة للإعمار بعد تشريد نحو 5 ملايين سوري ومقتل الآلاف منذ الحرب في 2011.