السبت 1 يونيو 2024

طلاق الفقراء .. وطلاق الأغنياء! (2)

10-3-2017 | 14:38

كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدي كتبت لك الأسبوع الماضى عن أن الطلاق أصبح شيئا عاديا فى مجتمعنا بعد أن كان حادثا جللا وقد نوه الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى ارتفاع نسبة الطلاق وكنت قد كتبت مرارا وتكرار أنوه إلى أننا أصبحنا للأسف أصحاب أعلى نسبة طلاق فى العالم وأصحاب أعلى نسبة حوادث طرق فى العالم, للأسف الشديد وكتبت لك متأثرة جدا بحكاية قارئتى زينب 39 سنة وهى تعمل مدرسة بمدرسة إعدادية وأم لولد وبنت فى سن الطفولة وزوجة لمدرس مثلها لكنه كان يصمم على أن يأخذ منها كل راتبها أول كل شهر ولا يعطيها حتى مصروفا خاصا بها بدعوى أنه مسئول عن فتح بيت آخر هو بيت والدته التى لا عائل لها سواه  !

ولم تتذمر زينب بل كانت تأخذ مصاريف ما يلزمها من والدها وكانت تقول إن من ليس له خير في أهله ليس له خير فى أى أحد, حتى كان يوما مشؤوما فى حياتها لم تدر بنفسها سوى فى المستشفى الذى نقلتها إليه زميلاتها بعد أن سقطت فجأة وهى فى قلب الحصة التى تدرس فيها التاريخ للطالبات!  وبين دموعها تكمل زينب الحكاية التى كانت مسار دهشة كل من سمعها !

***

واستطردت زينب.. جاء تقرير الأطباء فى المستشفى أننى أعانى من سرطان فى الدم وأنه يتطلب نفقات باهظة وعلاج طويل فماذا كان موقف زوجى العزيز والد ابنى وابنتى ؟

قال: هناك مستشفيات مجانية للعلاج, وهناك والدك ووالدتك, العين بصيرة والايد قصيرة, صدمت صدمة شديدة فهل هذه هى المودة والرحمة التى طالبنا بها ديننا ؟ وبدأت مشوار العلاج فى مستشفى جامعى بعد أن باع والدى جزءا من أرضه لغلاء ثمن الدواء, لكن للأسف بدأت صحتى فى الانهيار وبدأت أعانى من عدم إمكانية الوقوف على قدمي ساعة ونصف الساعة كلما أعطى الدرس لتلميذاتى!  وبدأت أشعر بالوهن وبدأت إدارة المدرسة فى التفكير فى استدعاء من يحل محلى فى التدريس, وأخذت أجازة مرضية ثم أجازة مرضية أخرى وغيرهما وقل راتبى إلى أقل من النصف فماذا فعل زوجى المحترم؟ لامنى وعنفني ولم يرحمنى عندما رقدت فى الفراش عاجزة عن تنظيف البيت والطهى يومين فقط!  ولجأت إلى أسرتى, فأرسلت لى أمى واحدة من قريباتها قامت بكل أعمال المنزل لكنها لم تستمر نظرا للوجه الكئيب الذى قابلها به زوجى العزيز وقال لها: مافيش داعى تتعبى نفسك.. هي كويسة ومسئولة عن بيتها وعيالها !

***

واستطردت زينب.. إلى هنا وصلت إلى آخر ما أستطيع من تحمل وطلبت من والدى أن يأخذنى إلى بيته أنا وأولادى فماذا كان من زوجى العزيز؟ لم يسأل عنى ولا عن أولاده شهرين كاملين, ورفعت عليه قضية طلاق فأرسل من يطلب تنازلى عن الأثاث!  تصورى يا سيدتى الأثاث الذى اشتراه لى أبى, وأن أتنازل عن النفقة ومؤخر الصداق بل وكل شيء!  وبعد ذلك لا مانع من أن يطلقنى!  هل كنت مخطئة فى الاستمرار مع ذلك الزوج المستغل البخيل كما قال لى الجميع؟ وهل من العدل أن يتخلى عنى عندما مرضت وقل راتبى؟ ماذا أفعل وأنا ما زلت مريضة أعالج وهو لا يشعر بى وبأولادى؟

***

أقول لقارئتى مثل هذا الزوج لا يمكن أن يعتبره أى إنسان رجلا ولا إنسانا, وكان يجب عليك عدم إعطائه راتبك وكل ما لديك من مال وذهب, كما بدعوى أنه يصرف على أمه كان يجب أن تحتفظى بمالك وراتبك لنفسك ولأولادك, لا تندمى على ذلك الزوج, فإذا لم يعد لصوابه ويتولى علاجك ويتولى الإنفاق على أولاده ففى ألف داهية!  وإن شاء الله تعالى سوف تتولى وزارة الصحة علاجك على نفقة الدولة كما وعدونى أخيرا ولا تندمى على مثل ذلك الزوج الأنانى البخيل.