الأربعاء 25 سبتمبر 2024

أرملة منديلا أمام قمة الحكومات: يصعب التحدث عن الزعيم بصيغة الماضي

13-2-2018 | 16:05

استضافت القمة العالمية للحكومات في اليوم الأخير من فعالياتها ، غراسا ماشيل أرملة المناضل الإفريقي نيلسون مانديلا في جلسة بعنوان "حياتي مع مانديلا".
وقالت ماشيل الرئيس التنفيذي لصندوق (ماشيل للائتمان) ، الذي أسسته مع مانديلا لرعاية الأطفال والضعفاء ، إن الزعيم الإفريقي منديلا كان يرى في الأطفال ما حرمته منه سنوات الاعتقال الطويلة، وكانت العائلة خياره الأول بعد تحريره من الأسر ، لكن بعدما رأى أولاده يافعين شعر بأنه لم ينعم بدور الأب الذي يرافق أطفاله في كل مراحل حياتهم.
وأضافت ماشيل "إن الحديث بصيغة الماضي عن رمز إنساني بحجم مانديلا صعب لأن من يغير في حياة الناس لا يغيب" ، واصفة لقاءها الأول به بأنه لقاء الروح والعقل والأمل بالتغيير ، وتابعت " ما جمعني بهذا الإنسان أكبر من أن أختصره معكم في لحظات ، لدى مانديلا صفات الإنسان العظيم ، إنه الأب والزوج والقائد والصديق في آن واحد".
وتحدثت غراسا ماشيل عن عشق مانديلا للأطفال الذين أصبحوا جزءاً من برامجه النضالية والسياسية ، فقالت " فكرنا سوياً كيف يمكن أن نضمن لهم مستقبلاً أكثر أمناً وازدهاراً مما عشناه نحن ؛ فأسسنا الصندوق الذي لا زلت أديره حتى الآن لرعايتهم وتلبية احتياجاتهم".
وروت ماشيل أن حياة مانديلا في المعتقل وحيداً جعلته يقدّر قيمة الإنسان وأهمية التواصل مع الناس واحترام اختلافاتهم ، واستطاع أن يتعلم لغة حراسه ليتمكن من التحدث معهم ، معتبرة أن تلك الأحداث التي عايشها كانت بداية لعملية التفاوض الناجحة التي خاضها مانديلا مع ممثلي نظام الفصل العنصري والتي مكنته من استرداد حقوق شعبه.
وأضافت " في أول جلسة تفاوض مع حكومة جنوب إفريقيا حرص مانديلا على أن يحضر المفاوضات زوجات الرؤساء السابقين للحكومات إلى جانب زوجات المناضلين وقادة حركات التحرر ، كما وجّه دعوة لزوجة من أسس نظام الفصل العنصري فلم تأت ، وعندما سأل عن السبب قالوا إنها مريضة ، فسافر إليها ليطمئن على سلامتها".
وتحدثت ماشيل عن أسباب نجاح مانديلا في المفاوضات بأن " إيمانه بقضيته وعدالتها دفع الناس إلى التعامل معه بجدية وثقة ، وأدركت حكومة الفصل العنصري أنه لا يمكن كسر إيمان هذا الشخص الذي رفض عرضاَ يقايض فيه سنوات عمره في السجن بقناعاته ، ورفض أن يدين نضال شعبه مقابل تحريره ، هذا الثبات كان أساس الانتصار ، وهذا الثبات كان عليه مانديلا في محبته لعائلته ولي ولشعبه". 
وأجابت ماشيل عن سؤال عن أخطاء مانديلا قائلة "لا أسميها أخطاء ، إنه لم يكن مرتاحاً لما آلت إليه الأوضاع الصحية بعد انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة وشعر بأنه انشغل في شئون القيادة وتفاصيل بناء الدولة ، ودفعه هذا الشعور إلى التوجه نحو المناطق النائية وحرص على أن يتلقى المرضى العلاج والمساعدة بدون تأخير ، هكذا هو مانديلا ، كان يسامح الجميع لكنه يقسو على نفسه إذا ظن أنه أخطأ".
واستعرضت غارسا ماشيل تجربتها في النضال السياسي والديمقراطي ، فقالت "إن النضال يحرر النفس أولا ، والمجتمعات التي خاضت دولها النضال ضد المستعمر أكثر تمكيناً من غيرها وأكثر تطوراً في علاقاتها الاجتماعية وفي مكانة المرأة على وجه التحديد ، لأنها صقلت هويتها وحددت إتجاهها بدقة وعاشت تجربة عززت فيها روح المساواة والجماعية".