قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جساريفيتش إن نشاط الأنفلونزا لا يزال مرتفعًا في المنطقة المعتدلة لنصف الكرة الشمالي.
وأشار جساريفيتش ـ في مؤتمر صحفي عُقد في جنيف اليوم الثلاثاء ـ إلى أن معظم البلدان التي تعاني حاليًا من موسم الأنفلونزا أبلغت عن حدوث أمراض شبيهة بالأنفلونزا تصل إلى مستويات معتدلة مقارنة بالسنوات السابقة، مع بلوغ عدد قليل من البلدان مستويات تفوق مستوياتها في السنوات السابقة.
ولفت إلى أن بعض البلدان أبلغت عن مستويات دخول للمستشفيات ووحدات العناية المركزة بلغت أو تجاوزت مستويات الذروة مقارنة بمواسم الأنفلونزا السابقة.
وألمح جساريفيتش إلى أن منظمة الصحة توصي البلدان التي لديها نشاط أنفلونزا حالي أو تدخل موسمها باتخاذ التدابير اللازمة لضمان إدارة الحالات المناسبة والامتثال لتدابير مكافحة العدوى والتطعيم الموسمية للأنفلونزا للمجموعات المعرضة لمخاطر عالية، منوهًا بأن المنظمة تقوم من خلال شبكتها العالمية - التي تدعى الشبكة العالمية لرصد الإنفلونزا - برصد حالة الإنفلونزا عن كثب والتصدي لها.
وأوضح أن جميع فيروسات الأنفلونزا الموسمية من النوع الثالث والنوع الفرعي (إن 1 إتش 1) و(إتش 3 إن 2) و(بي) متداولة، وإن كانت الفيروسات المتداولة تختلف من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى.
وبيَّن جساريفيتش أن نسبة الزيارات للأمراض الشبيهة بالأنفلونزا إلى المرافق الصحية في أمريكا الشمالية آخذة في الارتفاع، وهي أعلى من المواسم السبعة الأخيرة مع أنفلونزا (إتش 3 إن 2) باعتباره الفيروس الأساسي المتداول، وذلك على الرغم من أن (بي) يتزايد في نسبة بين عينات الاختبار في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن المعدل التراكمي للعلاج من الأنفلونزا يشبه المستويات التي لوحظت في نفس الفترة خلال المستويات السبعة الأخيرة.
وعن أوروبا، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن نشاط الأنفلونزا لا يزال مرتفعًا في معظم البلدان وشمال وجنوب غرب أوروبا، لافتًا إلى أنها بلغت ذروتها في عدد قليل من البلدان، وبدأت في الزيادة في أوروبا الشرقية، منوهًا بأن الإنفلونزا من نوع (بي) - وهي ما تُعرف بسلالة ياماجاتا - هي الأكثر انتشارًا للفيروس.
وأضاف أنه في شمال إفريقيا وغرب آسيا، لا يزال نشاط الأنفلونزا مرتفعًا مع فيروس (إتش 1 إن 1) يليه (بي)، مبينًا أن التقديرات تشير إلى أن أوبئة الأنفلونزا السنوية تؤدي إلى 650 ألف حالة وفاة سنويًا جراء ما تسببه للجهاز التنفسي.
وأوضح جساريفيتش أن أفضل وقاية من الأنفلونزا تبقى هي التطعيم، حيث يتم من الناحية المثالية أخذ اللقاح قبل بداية الموسم مباشرة، مؤكدًا أنه لا يزال من المفيد الحصول على تطعيم طالما أن الفيروسات آخذة في التداول، كما أن اللقاحات آمنة وفعالة واُستخدمت لأكثر من 60 عامًا، مشددًا على ضرورة أن يُجرى التلقيح السنوي للحماية من الأنفلونزا، خاصة أن فيروساتها آخذة في التغيير والحصانة تتضاءل بمرور الوقت.
وتابع المتحدث أنه في حين أن لقاح الإنفلونزا هو أفضل وسيلة لمنع الأنفلونزا، إلا أن الأدوية المضادة للفيروسات من الأنفلونزا هي خط دفاع ثانٍ يمكن استخدامه لعلاج مرض الأنفلونزا، منوهًا بأن المنظمة توصي بالتطعيم السنوي لكل من النساء الحوامل في أي مرحلة من مراحل الحمل، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، وأيضًا من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، إضافة إلى الأفراد الذين يعانون من حالات طبية مزمنة والعاملين في مجال الرعاية الصحية.