الخميس 26 سبتمبر 2024

جلسة خاصة لمجلس الأمن عن فلسطين.. سياسيون: اجتماع الثلاثاء مهم سياسيًّا ودبلوماسيًّا ويناقش 3 قضايا.. وخطاب قوي لأبو مازن يعترف بالدولة الفلسطينية

تحقيقات17-2-2018 | 17:56

الرقب: ثلاث قضايا فلسطينية يناقشها مجلس الأمن

فهمي: جلسة مهمة للحراك الدبلوماسي الفلسطيني بشأن القدس

مسؤول بـ«فتح»: خطاب قوي لأبو مازن في جلسة الثلاثاء


أكد خبراء سياسيون أن جلسة مجلس الأمن المقبلة هي استكمال للتحرك الدبلوماسي الفلسطيني والعربي بشأن القضية الفلسطينية والحفاظ على الوضعية القانونية للقدس، وأن خطاب الرئيس الفلسطيني محمد عباس أبو مازن، سيركز على تبعات القرار الأمريكي بشأن القدس وتأكيد القرارات الدولية السابقة بالحفاظ على الوضعية القانونية للقدس وضرورة احترامها.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة الثلاثاء المقبل، لمناقشة القضية الفلسطينية، حيث يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، في أعمالها، وسيلقي خطابًا أمام المجلس، لاستعراض آخر المستجدات عقب صدور القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي.


ثلاث قضايا

الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال إن اجتماع مجلس الأمن الثلاثاء المقبل سيناقش ثلاث قضايا، هي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وطلب المجموعة العربية بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وآلية إحياء العملية السياسية تحت رعاية دولية.

وأوضح الرقب، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، سيشرح الظروف الفلسطينية ويتناول موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره في ديسمبر الماضي، مضيفا أن أبو مازن سيوضح تأثير ذلك القرار على العملية السياسية.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن أبو مازن سيطلب من مجلس الأمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وأن يمارس مهامه برعاية أية مفاوضات مع إسرائيل وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، موضحا أن وجود رئيس السلطة الفلسطينية أمام مجلس الأمن كان بناء على طلب فلسطيني تقدمت به الكويت بصفتها ممثلة المجموعة العربية في المجلس، مضيفًا أنه في ما يخص الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية إذا تمت موافقة ٩ من أعضاء مجلس الأمن على أي قرار فإنه يكون قد تم تمريره الخط الأزرق ويسمح التصويت عليه، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يدركون أن الفيتو الأمريكي ينتظرهم ولكن هذا لن يفقدهم الوسيلة في مزيد من الحراك للضغط على المجتمع الدولي لنيل كل حقوقهم.

وألمح الرقب أنه في حال استخدام الفيتو الأمريكي ستكون الجمعية العامة للأمم المتحدة بديلا تحت قرار الاتحاد من أجل السلام، ليكون القرار بقوة قرار مجلس الأمن، مضيفا أن كل محاولات العمل الدبلوماسي هي حراك لإثبات الحق.


الحراك الدبلوماسي الفلسطيني

بينما قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن القضية الفلسطينية ستتصدر أعمال جلسة مجلس الأمن الثلاثاء المقبل، وهي جلسة تشاورية إجرائية ستشهد إلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لخطاب أمام الأعضاء، مضيفا أن دلالة انعقادها مهمة وستشهد حضورا كاملا لممثلي مجلس الأمن وأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجلسة المقبلة لها أهمية سياسية لتأكيد المركز القانوني وتثبيت الوضع الفلسطيني في القدس وكذلك تأكيد مسؤولية مجلس الأمن قراراته السابقة التي صدرت طوال السنوات الماضية بشأن القدس، والتي يجب احترامها والتعامل معها بجدية وأنه لا يمكن لدولة واحدة إسقاطها.

وأكد فهمي أنه من المرجو من هذه الجلسة أن تمهد الأجواء لبداية الحراك الدبلوماسي للوفد الفلسطيني للحصول على عضوية 22 منظمة دولة وتغيير الوضع القانوني لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، مضيفا أن كلمة الرئيس أبو مازن ستتناول كل هذه القضايا خاصة وضع مدينة القدس باعتبارها أرضا فلسطينية، مشيرًا إلى أن أي مفاوضات مقبلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ينبغي أن تحترم القرارات الدولية بشأن القدس وأنه لا يمكن تقسيمها واعتبارها أرضا لكل الأديان إلى أن يتم حسم التفاوض بين الجانبين، موضحا أن التحرك الدبلوماسي في الفترة المقبلة أمام مجلس الأمن مطلوب من جانب الوفد الفلسطيني مدعوما بالمجموعة العربية للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة قبل ديسمبر المقبل موعد بدء دورة انعقاد جديدة.


خطاب قوي

وقال الدكتور ياسر أبو سيدو مسؤول العلاقات الخارجية بحركة فتح، إن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أمام مجلس الأمن سيكون قويًّا بشكل أكبر من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الماضي، مضيفا أن الخطاب سيكون مدعوما بالقوى التي تساند الشعب الفلسطيني وحقوقه.

وأضاف أبو سيدو، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجلسة المقبلة تأتي في أعقاب لقاءات فلسطينية دولية مهمة أجراها الرئيس الفلسطيني في أوروبا وروسيا، مؤكدا أن لقاء أبو مازن وبوتين سينتج عنه مواقف إيجابية ليست استبعاد لأمريكا كوسيط إنما في أن لا تكون هي الوسيط المنفرد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأوضح مسؤول العلاقات الخارجية بحركة فتح أن الوضع الفلسطيني مدعوم بعدة نقاط أساسية، هي عدم موافقة مجلس الأمن على القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيلـ فكانت النتيجة  14 صوتا مقابل صوت واحد هو الولايات المتحدة، وكذل المواقف الصادرة عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومؤتمر الأزهر الشريف وكذلك مواقف مؤسستي الأزهر والكنيسة.

وأشار أبو سيدو إلى أن أبو مازن سيعلن القبول بعملية السلام كقرار استراتيجي ولكن ليس السلام الذي تريده إسرائيل ولا الوساطة الأمريكية المطلقة، ولكنْ سلام قائم على العدل ومراعاة حقوق الفلسطينيين، مضيفا أن الكويت باعتبارها ممثلة المجموعة العربية بعد انتهاء عضوية مصر قدمت الطلب إلى المجلس.