الأحد 9 يونيو 2024

(درس فى الاصطفاف الوطنى)

2-2-2018 | 01:54

مجدى سبلة

سيناء 2018..

(درس فى الاصطفاف الوطنى)

بقلم: مجدى سبلة

لم يكن غريباً على الشعب المصرى ما نراه الآن من مشاهد التلاحم والاصطفاف الوطنى والشعبى منذ أن تم الإعلان عن العملية العسكرية الشاملة فى سيناء قبل 5 أيام. لم تقف مشاهد الاصطفاف عند الرأى العام المصرى بل تمتد إلى التأييد العربى والعالمى.

الشهادات العالمية والعربية بتلاحم المصريين تنهال على الدولة المصرية ورئيسها، وتشير بالتأييد الشعبى فى تحقيق الأهداف الإستراتيجية المخططة لدك حصون الإرهابيين بلا رجعة أرضا وجواً وبحراً بضربات مركزة لكل البؤر التكفيرية وتدمير مخازن الأسلحة وحصار المتطرفين، وتأييد شعبى وحزبى وبرلمانى مصرى وعربى غير مسبوق - ملأت الفرحة قلوب المصريين، الكبار والصغار يسمعون الأغانى الوطنية.. ألهب صوت الحرب على الإرهاب فى سيناء كل المشاعر المصرية، وأيقظها من سباتها العميق، وجلاها بعد صدأ الإرهاب وطعمها بحيوية منتشية بتباشير النصر على الإرهاب وإعلان سيناء خالية من الإرهاب.. فى عام 2018 سوف تصبح فى يد التنمية والاستثمار المصرى الخالص وسيتحول الحلم إلى حقيقة نلمسها باليد.

زغاريد التطهير لشمال سيناء تخرج من أفواه أبناء سيناء أنفسهم ملوحين بالخلاص من هؤلاء القتلة، وسيلتقى الصباح والمساء فى كعبة “ضياء سيناء” بعد حرق ظلام الدروب والمزارع الوعرة، ليسطر الجيش المصرى أكبر ملحمة للوفاء لبلدهم مصر.

لم تكن العملية الشاملة فى الحرب على الإرهاب قاصرة على سيناء فقط، بل امتدت لتشمل كافة ربوع مصر وحدودها الدولية بداية من التأمين الجوى، وكذلك أعمال التأمين لساحل البحر من رفح حتى غرب العريش بهدف قطع كل طرق الإمداد للعناصر الإرهابية مع الاستمرار فى حماية الأهداف الاقتصادية بالبحر بالتزامن مع عمليات التمشيط بطول الساحل لتضييق الحصار على هذه العناصر ومرور دورياته لتأمين السواحل الممتدة فى المنطقة الغربية من مرسى مطروح حتى مدينة السلوم.

مشاهد الاصطفاف الشعبى والوطنى مع الجيش المصرى فى هذه العمليات العسكرية طغت على محترفى الدعاية السوداء والإعلام الإرهابى الذى كنا نراه أوقات الحرب من بعض القنوات المحرضة والمشككة التى لم يعد لها مكان بين المصريين بعد أن فقدت أى مصداقية لها فى مصر أو فى المنطقة العربية بل والعالم.

الاصطفاف الشعبى حول الرئيس وحول هذه العملية العسكرية جعل القوى السياسية والشعبية تصف هذه الحرب “بالحرب المشروعة”.

أصبحت الثقة من جانب الشعب المصرى فى جيشه العظيم فى مثل هذه العمليات تعطى تباشير الانتصار والقضاء وسحق كل الفصائل التى جاءت إلى سيناء من كل حدب وصوب، حيث فوجئوا بنسور الجو المصرى يرصدون بؤر تمركزهم ويعرفون كيف يتجنبون فى ضرباتهم المدنيين من أهالينا فى سيناء. بالرغم من أنها أخطر أنواع الحروب إلا أن الشعب المصرى أصبح لديه ثقة أن جيشهم المصرى لا يهزم ولا يقهر، أمام أقزام معظمهم وافدون ومرتزقة من تنظيمات تطلق على نفسها تنظيم الدولة الإسلامية، وللأسف يستغلون بعض المارقين من الجهاديين التكفيريين ممسوحى الرأس الذين يفجرون أنفسهم فى أى من المواقع، هذه العناصر للأسف من بعض المحافظات المصرية من بقايا الجماعات الإرهابية ومن بعض الدول الأوروبية والعربية. أصبح الشعب المصرى لديه ثقة فى جيشهم وشرطتهم التى أطاحت بكل مخططات هؤلاء الإرهابيين حيث كانوا يظنون أنهم سيعلنون إمارتهم فى سيناء فى منتصف عام 2015 منذ حادث كمين الرفاعى ووقتها لقنهم الجيش المصرى درساً لن ينسوه طيلة حياتهم، لدرجة أفقدتهم وعيهم وأقدموا على حادث مسجد الروضة. 

الترحيب الشعبى المصرى الواسع لهذه العملية العسكرية فى سيناء يرسل رسائل للعالم أجمع خاصة الدول المعادية لمصر.

مشاهد هذه العملية العسكرية أعادت لذاكرة المصريين صوت الراديو، والفلاح المصرى لمتابعة جنودنا الأبطال فى سيناء طالبين النصر لهم وتلقف معرفة أخبارهم وسماع البيانات العسكرية الفاصلة والدقيقة وعدم السماع لأى شائعات من أى مصادر أخرى.

ففى الحقول والغيطان يلتف الفلاحون فى مشاهد قديمة تجددت مع هذه العملية العسكرية يتبادلون أطراف الحديث ومنهم من يسأل عن ابنه الذى يحارب الإرهاب فى سيناء، ومنهم من يتمنى عودته للأفارول الميرى ليذهب ويحارب الإرهاب فى سيناء.

سيدات القرى والمربعات السكنية تردد تسلم الأيادى وهى ترى دحر الإرهاب للإرهابيين الذين جاءوا لاغتصاب أغلى تراب فى مصر.

العمال فى المصانع يرددون كلمات النصر على الإرهاب وتملؤهم نشوة الفرح حيث ينطقون بلغة واحدة داخل المصانع “الله أكبر” ويشعرون بقوة جيشهم ويفتخرون به.

هذه العملية الشاملة يظهر مردودها الإيجابى فى جذب الاستثمار وتوفير فرص العمل لجيل من الشباب ينتظر دوره فى طابور العمل.

حالة الحرب صنعت حراكاً تثقيفياً بين القواعد الشعبية يكشف إصرار فصائل هدم الدولة، ويحدد ويكشف أنهم مازالوا يتعاملون مع هؤلاء الأشرار من الجماعات التكفيرية الإرهابية، وأتصور أن هذه التوعية سوف تعقبها نهضة اقتصادية وتنموية كبرى فى مصر التى عانت كثيراً من هذه الفئات الضالة التى يجرى تطهير أرض سيناء منهم.

 التأييد الشعبى والاصطفاف لسحق الإهاربيين ودك حصونهم فى سيناء هى مشاعر فطرية بين الشعب والجيش والشرطة المصرىة تعبر عن اصطفاف حقيقى داخل الدولة بين رئيس وشعبه.

 الجيش المصرى بدعم شعبه سوف يرسل رسالة للعالم بأن مصر بمفردها نجحت فى مواجهة الإرهاب نيابة عن العالم، وأنقذت العالم من خطورته التى أصبحت تهدد الأمن والسلم فى كل بلدان الدنيا.

الإعلام المصرى يتميز بموقفه الإيجابى مع هذه العملية العسكرية، حيث تم تحديد مصدر موثق لنشر البيانات العسكرية بدقة وانتظام؛ لكى يكشف زيف بعض وسائل الإعلام الدولية والإقليمية التى دأبت على تحريف الحقائق وتقديمها لمعالجات غير مهنية.

لكن الملاحظ فى هذه العملية الشاملة 2018 أن الإعلام المصرى تعلم الدرس جيداً من عدم الإفراط فى معلومات كان ينقصها الدقة. وكانت تعكس رأياً عاماً مشوهاً.