الجمعة 17 مايو 2024

الحجامة وأعشاب الصحراء.. هبة الطبيعة لبدو مطروح

21-1-2017 | 12:38

 

مطروح : نور عبد القادر

فرضت حياة البادية على البدو ضرورة الابتكار والاختراع واستخدام عناصر البيئة، لمواجهة الأمراض والمصاعب التى كانوا يواجهونها فى الصحراء ,فاخترعوا التركيبات العشبية، كما عرفوا العالاج بالحجامة، واتقنوا الخزام، و الكى، وغيرها من طرق علاجية بدائية وطبيعية، لكنها أثبتت نجاحها ، حتى أن الطب الحديث أصبح يأخذ منها الكثير ويدخلها ضمن برامجه الطبية والعلاجية بعد تهذيبها وإخضاعها للبحث العلمي الدقيق.

وتعد " الحجامة" إحدي الطرق العلاجية التي يعتمد عليها أهل البادية لعلاج الكثير من الأمراض، ومنها الصداع النصفى والكلى وزيادة الكهرباء في المخ والصرع وتمزق الاعصاب.فيقول صالح فايز محارب احد ابناء قبائل الضبعة، إن البدوي متأهل البادية قديما، كان يستخدم قرن الجاموس، أو البقر فى عمل الحجامة،  ويقوم بعمل فتحه اعلى القرن، ويتم وضع القرن على المكان المصاب بالألم، أو المقصود معالجتة، وتتم عمليه الشفط بالفم، وهذا يتطلب مجهودا كثيرا وطريقة، ربما تكون غير صحيحة، ولكن قديما ليس هناك بديل عنها.

ويضيف محارب ، بأن للحجامة عده أنواع، منها، الحجامة الرطب، والجافة، والمتزحلقة، أما الرطبة فتكون بعمل خدوش بسيطة على سطح الجلد، وفى إمكان مدروس، واستخراج الدم عن طريقها، أما الحجامه الجافة فهى تسمى بكؤوس الهواء، وليس فيها إخراج الدم والحجامة المتزحلقة عبارة عن عملية تدليك باستخدام البرطمان او قارورة خاصة للحجامة مع زيت الزيتون، أو النعناع.

ويقول ابو زوير القناشي، من أبناء قبائل الضبعة، ومعالج بالحجامة،  إن أدوات الحجامة قديما كانت تتكون من برطمان زجاجي صغير، وقطعة قماش مبللة بالزيت، ويوضع داخلها ملح، ويتم ربطها جيدا ويشعل فيها النار، ويتم وضع البرطمان عليها فتنطفئ النار، فيقوم الدخان بضغط هوائى فيسحب الدم من الجسم.

ويضيف القناشي، بأنه حديثا استُحدِ ثت أدوات للحجامة،  تُصنع خصيصًا وبمقاسات تناسب كل مكان عمل الحجامة.

ويؤكد زوير، أنه استفاد من الحجامة في العلاج من الصداع النصفى، بعد أن تردد على عدد من الأطباء، وتناول الأدوية، دون جدوى ويضيف بأنه يكرر عمل الحجامة كل فترة زمنية تتراوح ما بين 6 شهور، وسنة، حيث تساعد في تنشيط الدوره الدموية.

ويروي عمران الفردى، أحد اهالى مطروح، رحلته مع التداوي بالحجامة فيقول إنه بعد إصابته بتمزق في القدم ذهب  للحجام وتعافى الحمدلله, مؤكدا أنه لا يقدم على لقلة الأطباء وانما لمفعولها السريع في الشفاء وتجنب العقاقير التى تحمل الكيماويات دون شفاء, والكثير منا يقدم على الحجامه حتى من غير مرض فهى سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم, وقد قرأت عنها في كتب وأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

اما سعيد أبو راوي القناشى، فيقول انه لجأ للعلاج بالحجامة بعد تعرضه لآلام شديدة أصابته بظهره،  بسبب تعرضه للبرد خلال قيادته للسيارة، و فشل الأدوية التي وصفها له عدد من الأطباء الذين تردد عليهم في إزالة آلامه، وبعد أن أجرى " الحجامة " عند أحد المتخصصين فيها من ابناء البادية، كانت السبب في شفائه .

وتقول إحدى السيدات اللاتى درست العلاج بالحجامة ، أنها مفيدة جدا ويقبل عليها الكثير من المرضى خاصة الذين يعانون من آلام الظهر والصداع النصفى .

 وتقول انها كانت تعرضت لالام شديدة بالظهر ولجات للحجامة نتيجة نصيحة احدى صديقاتها وكانت تعتقد  أنها مسألة " بدائية" و "اعتقادات" و "طقوس"فقط لن تحقق العلاج، ولكن بعد تجربتها الشخصية ،  فقد تأكد لها أن الحجامة، أسلوب علمي، وليست مقتصرة على أهل البادية،وأضافت: بدأت أبحث فى هذا العلم واتقنته وتعلمته وأصبحت أعالج به السيدات مشيرة إلى أن الحجامة لم تقتصر على بدو مطروح وإنما تمارس في المدن والحضر، بجميع محافظات مصر.