قال كريم إبراهيم مدير مشروع إعادة اكتشاف الأصول التراثية لمدينة إسنا بمحافظة الأقصر، إن الحكومة تبذل جهودا كبيرة لتطوير والحفاظ على المدن التراثية والتاريخية خاصة في صعيد مصر.
جاء ذلك خلال ندوة أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة، مساء اليوم، تحت عنوان "التنمية المتكاملة كمدخل للحفاظ علي التراث العمراني لمدن صعيد مصر.. مدينة إسنا نموذجا".
وصرح كريم إبراهيم، بأن مدينة إسنا بالرغم من امتلاكها للعديد من الأثار الإسلامية والقبطية إلا أنها تعاني حاليا من انخفاض عدد السياح، وانعدام الخدمات العامة، والاحتياج إلى تطوير البنية التحتية، وصيانة المناطق التراثية، وتوفير فرص عمل وجذب العديد من الاستثمارات.
وأوضح "إبراهيم"، أن هذا المشروع يهدف إلى تطوير وتطبيق وترويج مفهوم بديل للتنمية السياحية لمنطقة المركز التاريخي لمدينة إسنا والذي يقوم على ترويج السياحة الثقافية، وتحقيق التوازن بين الحفاظ علي التراث و متطلبات السياحة و احتياجات التنمية المحلية، تحسين العوائد الاقتصادية للمجتمع المحلي وكذلك تمهيد الطريق أمام عملية مستدامة لإعادة إحياء المنطقة.
وكشف أن المشروع الذي يتم تنفيذه من خلال شركة تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة و شركة cid consulting و ذلك بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يهدف أيضا إلى إلقاء الضوء على القيمة التاريخية للموقع، زتوفير الخدمات المختلفة وكذلك المعلومات الخاصة بالمدينة إلى جانب تقديم مستوي جيد للحفاظ المعماري والعمراني.
و نوه بأهمية ميثاق واشنطن للحفاظ علي المدن و المناطق التاريخية والذي من أهم بنوده أن الحفاظ علي المناطق العمرانية جزء لا يتجزأ من سياسات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية وكذلك مشاركة السكان الذي يمثل عنصر أساسي لنجاح الحفاظ العمراني.
ومن جانبه، قال أشرف ماهر مدير مكون التنمية المجتمعية بالمشروع، إن من ضمن الأهداف الأساسية للمشروع أن يشعر سكان إسنا بأهمية المدينة وكذلك الترويج المحلي و الدولي للمدينة للتعريف بتراثها.
وشدد على أهمية إعادة اكتشاف الحرف اليدوية بالمدينة لربط التطوير العمراني بالتنمية الاقتصادية لأهالي إسنا وتمكينهم من تطوير حرفهم، مشيدا بالتعاون المثمر بين الحكومة و منظمات المجتمع المدني لرفع كفاءة العاملين بالحرف اليدوية.
يذكر أن مدينة "إسنا" تقع على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد حوالي 55 كم جنوب الأقصر، والى الشمال من مدينة أسوان على بعد حوالي 150 كم، وهى مدينة قديمة يرجع تاريخها القديم إلى عصور ما قبل التاريخ حيث عثر على جبانات خاصة بتلك المرحلة في منطقة العضايمة جنوب غرب إسنا بحوالي 10 كم.
وكان لإسنا عدداً من الأسماء في القدم: أيونيت، تا-سـِنـِت، ولاتوبوليس. ويرجع اسم لاتوبوليس لسمكة البلطي Lates niloticus المتواجدة بكثرة في ذلك الجزء من النيل. وعرفت إسنا في العصور الفرعونية باسم "تاسنت - أو تاسنى" ربما بمعنى أرض العبور، حيث كانت ملتقى لطرق القوافل الصحراوية التي تربط الوادي بالسودان. وفى العصر اليوناني الروماني عرفت باسم "الاتوبوليس" نسبة إلى نوع من السمك يسمى " لاتو" أو "اللوت". وفى العصر القبطي حٌرف الاسم من " تاسنى " إلى "سنى" ثم سماها العرب إسنا، بعد دخول الإسلام مصر.
وخرج من مدينة "إسنا" عدد من العلماء والفقهاء الذين ذاع صيتهم داخل وخارج مصر.