افتتح الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم
العالي والبحث العلمي، مساء اليوم الجمعة، فعاليات أسبوع شباب الجامعات الأول
لمتحدي الإعاقة تحت شعار "بالتحدي نستطيع"، الذي تنظمه جامعة المنيا
خلال الفترة من 22 – 26 فبراير الجاري بمشاركة أكثر من 2000 طالب وطالبة من 24
جامعة مصرية، ويأتي ذلك في إطار تخصيص عام 2018 لمتحدي الإعاقة، وهو ما يعكس
اهتمام الدولة وقيادتها السياسية بإرساء قيم الترابط والتعارف والروح الرياضية بين
طلاب الجامعات المصرية من متحدي الإعاقة.
في بداية كلمته أعرب الوزير عن سعادته بافتتاح
فعاليات أسبوع شباب الجامعات الأول لمتحدي الإعاقة برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح
السيسي رئيس الجمهورية، موجهًا التحية لكل الوفود المشاركة من الجامعات والمعاهد
المصرية أساتذةً وطلابًا وعاملين، ولأسرة جامعة المنيا على الجهود التي بذلتها في
حسن الإعداد والتنظيم، مشيرًا إلى أنه من حسن الطالع أن تنعقد فعاليات هذا الأسبوع
الشبابي الأول من نوعه في رحاب عروس الصعيد محافظة المنيا، التي طالما قدمت لمصر
مبدعين وعلماءً وأبطالاً في شتى المجالات.
وأشاد عبد الغفار بدور محافظة المنيا في مسيرة
العمل الوطني، مشيرًا إلى أنها كانت بلد المولد والنشأة الأولى لواحد من كبار
أعلام مصر ورموزها هو عميد الأدب العربي الأستاذ الدكتور طه حسين، الذي كان له دور
كبير في إثراء حقل الدراسات الأدبية والتربوية والفكرية في بلادنا والعالم، مشيرًا
إلى أن حياته وكفاحه ومسيرته العلمية والأدبية تمثل نموذجًا فريدًا لمتحدي
الإعاقة، وتأكيد أنه بالإرادة والعزيمة والإصرار يستطيع الإنسان أن يحقق المعجزات،
فضلًا عن دوره الرائد في تطوير التعليم ونشره من خلال أعماله الملهمة وتلاميذه
المنتشرين في مصر والمنطقة العربية.
وأكد الوزير أهمية تنظيم هذا الملتقى الشبابي
المميز تحت عنوان "بالتحدي نستطيع"، موضحًا أنه يبعث برسالة أمل قوية
وواضحة للملايين من متحدي الإعاقة في مصر، سواء من الطلاب أو من أصحاب الإرادة
الحديدية، المنتشرين في شتى مجالات العمل والإنتاج والإبداع في طول مصر وعرضها،
لافتًا إلى أن هؤلاء ما زالت أصداء نجاحهم وتميزهم تتردد في أسماعنا، وصور صعود
الأبطال منهم لمنصات التتويج على المستوى الإقليمي والدولي تتلألأ في أعيننا وأعين
متابعيهم في شتى أنحاء العالم.
وفي ختام كلمته أشاد د.عبد الغفار بحجم المشاركة
الواسعة من جانب كافة الجامعات المصرية، منوهًا إلى أنها تعكس مدى الإصرار الذي
يتمتع به شباب الجامعات، وحرصهم على المشاركة بقوة في كافة الفعاليات الرياضية
والفنية والعلمية والثقافية والجوالة، وما ينعقد بهامش الأسبوع من ورش عمل للحرف
الصغيرة ومتناهية الصغر لمتحدي الإعاقة بمختلف أعمارهم، مشيرًا إلى أن هذا يجعلنا
أمام ملتقى شبابي جامع تتجسد فيه معاني الإصرار والنجاح في مختلف صورها.
ومن جانبه، أكد د. جمال أبو المجد رئيس جامعة
المنيا أن استضافة الجامعة لفاعليات هذا الأسبوع تعطي دلالة واضحة على احترامها
وتقديرها واعتزازها بأبنائها من متحدي الإعاقة وإيمانها بدورهم في تنمية المجتمع،
مشيراً إلى أن مبادرة الجامعة بإقامة أسبوع لشباب الجامعات المصرية من متحدى
الإعاقة، جاء سعياً منها لدمج متحدى الإعاقة فى الجامعة والمجتمع واستجابة لدعوة
الرئيس عبد الفتاح السيسى باعتبار عام 2018 عاماً لمتحدى الإعاقة.
وأضاف جمال أن الجامعة تعمل وفق رؤية الدولة
المصرية الشاملة في كافة مناحي الحياة، التي لا تقتصر على جانب واحد أو فئة بعينها
من أجل تعزيز وحماية حقوق كافة فئات المجتمع على قدم المساواة دون أي تفرقة،
لافتًا إلى أن الجامعة تؤمن إيمانًا شديدًا بأن تنمية المجتمع المصري مرهونة
بإطلاق طاقات الشباب في كافة المجالات ومحاربة الفقر والبطالة والجهل والأمية
والتعصب والطائفية والإرهاب.
واختتم د.جمال كلمته بتأكيد أن مشاركة طلاب مصر من
متحدي الإعاقة في هذه الاحتفالية الطلابية يؤكد تجديد معاني حب الوطن وتجديد
آمالنا في أن تتبوأ مصر مكانتها اللائقة بين الأمم، داعيًا الطلاب إلى استغلال هذا
الأسبوع كفرصة لتبادل المعارف والخبرات وإطلاق الطاقات في جو من المحبة والحماس
والانتماء للوطن.
وقد بدأ الافتتاح بعزف السلام الجمهوري، ثم دخول
طابور العرض للجامعات المصرية المشاركة، وتحية العلم، ثم أعطى د.خالد عبد الغفار
إشارة البدء بانطلاق أسبوع شباب الجامعات المصرية لمتحدي الإعاقة، وقدم الطلاب
مجموعة من العروض الرياضية والاستعراضية.
شهد الاحتفال اللواء عصام البديوي محافظ المنيا، و
د.أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية الأسبق، ود.جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة
المنيا، ود.أشرف مرعي المشرف العام على المجلس القومي لشئون الإعاقة، والسادة
رؤساء الجامعات المصرية ونوابهم، ود. يوسف راشد القائم بعمل أمين المجلس الأعلى
للجامعات، ولفيف من رجال الدولة والشخصيات العامة.
يذكر أن أسبوع شباب الجامعات لمتحدي الإعاقة، يعد
أول تجمع طلابي على مستوى الجامعات لمتحدي الإعاقة، ويشهد تنظيم العديد من الأنشطة
في جميع المجالات العلمية والثقافية والفنية والرياضية والنشاط الاجتماعي
والجوالة، حيث تشمل فعاليات الأسبوع أنشطة رياضية "مسابقات رفع الأثقال، وتنس
الطاولة، وكرة الجرس" وأنشطة اجتماعية "مسابقات الشطرنج، والطالب
والطالبة المثالية" وأنشطة ثقافية "مسابقات في حفظ القرآن الكريم، ودوري
للمعلومات العامة" وأنشطة فنية "مسابقات في الإنشاد الديني، والعزف،
والفنون التشكيلية" وأنشطة علمية "مسابقات في البحث العلمي، وقصة الخيال
العلمي" بالإضافة إلى الجوالة، وإقامة ورش عمل للحرف الصغيرة ومتناهية الصغر
لمتحدي الإعاقة بمختلف أعمارهم في النسيج والخزف وتشكيل العرائس بالورق والطباعة
بالسلك والرسوم المتحركة وصناعة الحقائب وغيرها.
كما سيقام على هامش فعاليات الأسبوع مؤتمر دولي
تحت عنوان "دور الجامعات في دمج متحدي الإعاقة في الجامعات والمجتمع"
بمشاركة العديد من الشخصيات العامة وممثلي بعض الدول من فنلندا، وروسيا، وزامبيا، وسلطنة
عمان، وتونس، وليبيا.