الخميس 20 يونيو 2024

في ذكرى ميلادها.. الحب الأول في حياة تحية كاريوكا

24-2-2018 | 07:25

 في حياة كل نجوم الفن شخصيات عديدة، وغالباً ما يترسب في وجدانهم الشخصيات التي التقوا بها في بداية مشوارهم الفني، ففيهم النبيل وفيهم الانتهازي، وكثيراً ما يجد النجم العقبات التي تعوقه عن استكمال مسيرته.. وفي ذكرى ميلاد الفنانة تحية كاريوكا نكشف النقاب عن بعض العقبات التي واجهتها عندما عملت بالفن وسر الحب الأول في حياتها .

 

اجتازت تحية حياة عائلية صعبة، ووصلت إلى صالة بديعة مصابني كي تعمل لديها ضمن عشرات الراقصات بعد أن عملت في فرقة المطربة سعاد محاسن، التي سلمتها لبديعة بعد أن حلت فرقتها وقد أوصت بديعة على تحية كي ترعاها وتضمها لفريق الراقصات لديها.

 

نجحت تحية التي حرصت أن ترقص بمهارة شديدة، وأبهرت الحضور في صالة بديعة في أيامها الأولى، وذات ليلة دخلت الصالة فرحة منتشية بما حققته من نجاح ليلة أمس، واستعاد ذهنها تصفيق الجمهور الذي طلب منها أن تعيد الرقصة، لذا اعتقدت أنها بدأت طريق المجد والشهرة .

 

دخلت تحية إلى حجرتها لتستعد وما كاد مدير المسرح أن يراها حتى أخبرها بأنها لن ترقص الليلة، وأخبرها بأن بطلة الفرقة شاهدت ترحيب وتصفيق الجمهور لها بالأمس، وهذا الحماس من الجمهور يهدد مكانتها، لذا أمرت مدير المسرح بمنع تحية من الرقص.

 

خرجت تحية مع آلامها وأحزانها إلى الصالة وانزوت في ركن بعيد وقد سالت دموعها على وجنتيها، وفجأة وجدت يد الجرسون تهز كتفها برفق، ورفعت بصرها إليه ووجدته يقدم لها مشروباً وأخبرها بأنه من شخص يجلس بالقرب منها، والتفتت تحية إلى الرجل وقد عرفته، فهو يجلس يومياً وكأنه في عالم آخر غير عابئ بمن حوله.

 

بنظرة حانية وعطوفة دعاها الرجل أن تجلس معه على مائدته، واهتز كيانها لنظراته الرقيقة ولبت دعوته، وما كادت أن تجلس على المقعد حتى سألها بنبرة كلها حنان عما يحزنها ويجعلها تذرف الدمع، وقد وجدت في سؤاله كل العطف والحنان، فبدأت تروي له ما حدث وهو ينصت باهتمام كأن الأمر يتصل به شخصياً وكأنهما أصدقاء منذ زمن بعيد .

 

لو لم تلبي تحية دعوة الرجل وتجلس معه لتغير تاريخ حياتها، فقبل أن تذهب إلى مائدته وهي في غمرة أحزانها بدأت تفكر في هجرة هذا العمل الذي يأكل فيه الكبير الصغير، وعاد صوت الرجل يلامس قلب تحية وهو يحدثها عن النجاح وطريقه الملئ بالعقبات، وعلى الإنسان أن يزيل العراقيل التي تعترض نجاحه .

 

شعرت تحية بحرص الرجل على مصلحتها فسألته متلهفة: وماذا أفعل؟، فأجابها: تختارين وسيلتك، اختاري طريقك إلى النجاح.. أنت موهوبة، وتستطيعين أن تبتكري ما يجعلك مميزة، اختاري رقصة أخرى غير التي تؤديها بطلة الفرقة .

 

في اليوم التالي لبت تحية دعوة الرجل إلى الغداء ثم اصطحبها إلى دار سينما تريموف، سينما "ريتس" لمشاهدة فيلم استعراضي، وفهمت تحية ما يرمي إليه الرجل، وخرجت بعد أن شاهدت الفيلم وقد قررت أن تظهر أمام الجمهور برقصة جديدة وهي رقصة "الكاريوكا"، ونجحت تحية عندما قدمت الرقصة وثبتت أقدامها في الفرقة ووقاها ذلك شر مديرة الفرقة .

 

ظل الرجل بجانب تحية يشجعها إلى أن أحبته، وفي يوم تساءلت.. هل الرجل يحبني؟ وإذا كان يحبها، فلماذا يعاملها كأخته؟ ولم تنتظر تحية وسألت الرجل لماذا لا يتزوجها إن كان يحبها؟.. صمت الرجل ونظر إليها وهو يفتح باب سيارته لتركب بجواره.. إلى أن وصلا إلى قرية بعيدة.. وعند حقل صغير هبط من سيارته وهو يتناول من المقعد الخلفي باقة ورد كبيرة.

 

تبعت تحية الرجل بخطوات متعثرة، وقد وجدته يضع باقة الورد على قبر وسط الحقل، وعلى القبر كانت لوحة رخامية تحمل كلمات حب ووفاء وجهها الرجل إلى زوجته التي ماتت ولم يهنأ معها بحبه وظل وفياً لذكراها.. وفهمت تحية.. ولم تستطع أن تمنع دموعها التي سالت من عينيها.. وعرفت بعد ذلك رجالاً كثيرين وأحبت وتزوجت الكثير، لكن هؤلاء الرجال الذين ارتبطت بهم بحب أو زواج لم يستطع أحد منهم أن يمحو من قلبها تلك الذكرى.. ذكرى حبها الأول، في ربيع عمرها، وظلت طوال حياتها وفية لذكرى هذا الرجل الذي أحبته بعمق.