ينظم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين
أتباع الأديان والثقافات بمقره في العاصمة النمساوية فيينا، يومي الإثنين والثلاثاء
26- 27 فبراير الجاري، مؤتمره الدولي الثاني بعنوان: الحوار بين أتباع الأديان من
أجل السلام.. تعزيز التعايش واحترام التنوع وترسيخ المواطنة المشتركة.
وصرح فيصل بن معمر أمين عام المركز بأن هذا المؤتمر يأتي
استكمالًا للنجاح الذي حقّقه اللقاء الأول بعنوان: متحدون لمناهضة العنف باسم الدين عام 2014م، وشكل مساهمة إضافية في مسيرة المركز كمنظمة حوار دولية فريدة تجمع بين
الدول المؤسسة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية صاحبة المبادرة، بالشراكة مع
جمهورية النمسا، ومملكة إسبانيا، الفاتيكان كعضو مؤسس مراقب، في مجلس الأطراف، وممثلين
في مجلس الإدارة من المسلمين، والمسيحيين واليهود والبوذيين، والهندوس، ومجلس استشاري،
يتكون من مئة عضو من أتباع أديان وثقافات متنوعة من العالم.
وأوضح ابن معمر أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز التعايش واحترام
التنوع وترسيخ المواطنة المشتركة من خلال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بمشاركة نحو (250) مشاركا، ومشاركةً من الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة وصانعي
السياسات من المؤسّسات الدولية المتنوعة، وذلك من خلال قراءة موضوعية للمخاطر الكبيرة
التي تهدد التعايش واحترام التنوع في مناطق كثيرة من أنحاء العالم، مثل توظيف الدين
أو الأيديولوجيا المتطرفة لتبرير العنف والتحريض على الكراهية، مشيرًا إلى نجاح المركز
في تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات في تنفيذ
العديد من المبادرات تعزيزًا للمشتركات الإنسانية؛ وترسيخًا لقيم التعايش واحترام التنوع
والتعددية في ظل المواطنة المشتركة.
وأكّد أمين عام المركز أهمية تأسيس إطار عملي ومنهجي دائم تعمل من خلاله
هذه المؤسسات والقيادات بشراكات بين بعضها البعض، يسمح لها بتبادل الخبرات وبناء شراكات
علمية وتربوية وحياتية، لافتًا إلى أن المؤتمر الدولي الثاني يركز على دعم التعايش واحترام
التنوع وإطلاق مبادرات إقليمية لتطبيق نتائج هذه اللقاءات.
وأشار إلى ضرورة استثمار هذا الجمع النخبوي من الأفراد والقيادات
والمؤسّسات الدينية وصانعي السياسات من أنحاء العالم لمراجعة ودراسة الأعمال المنجزة
والبرامج الحالية، إضافة إلى رسم الخطط المستقبلية لمواجهة التحديات المحتملة على المدى
المنظور، بالنظر إلى المؤسسات الدينية والقيادات الدينية التي باتت أكثر وعيًا وإدراكًا
لأهمية العمل بتعاون وثيق وتنسيق مسبق بهدف مساندة صانعي السياسات، بوصفهم جزءًا من
الحلول المطروحة للتحديات الراهنة؛ لضمان تعزيز ثقافة الحوار وبناء السلام والأمن.
وأوضح بن معمر أن موضوعات الحوار تتركَّز حول ثلاثة محاور
رئيسة تشمل توظيف وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار ، وتعزيز الحوار والتعايش
المشترك ، وبناء التماسك الاجتماعي من خلال التربية الحاضنة للتنوع ، مشيرًا إلى أن
المؤتمر سيناقش خطة العمل المعتمدة خلال المؤتمر الأول ؛ وتعزيز ثقافة الحوار بين أتباع
الأديان والثقافات من خلال الأنشطة والبرامج المتفرعة عن المبادرة ، ودراسة سبل تعزيز
العلاقة بين القيادات الدينية وصانعي السياسات، ومشاركة تجارب دول أخرى لمناهضة العنف
باسم الدين للاستفادة من الخبرات والتجارب في مناطق مختلفة من العالم؛ وتحديد أطر النجاح
والتحديات الاستراتيجية المحتملة، وسبل التغلب عليها، معربا عن أمله في أن يسعى المؤتمر الثاني إلى ترسيخ الحوار
بين أتباع الأديان من أجل السلام لتعزيز التعايش السلمي واحترام التنوع وترسيخ المواطنة
المشتركة، والاتفاق على إطار مؤسسي لإطلاق خطط عمل فاعلة للمضي قدما في تطبيق برامج
وأنشطة على أرض الواقع تهدف لبناء السلام وتعزيز التعايش السلمي تحت مظلة هذه المبادرة.