فهمي: اجتماع اللجنة السداسية والاتحاد الأوروبي مهم لتحديد موقفهم من «دولة فلسطين»
هريدي: الموقف الأوروبي والعربي من القضية الفلسطينية متقارب
سياسي فلسطيني: قرار نقل السفارة الأمريكية في مايو طعنة للقانون الدولي
أكد سياسيون أن الاجتماع المقبل بين اللجنة السداسية العربية ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يأتي في توقيت مهم في ظل إعلان الخارجية الأمريكية نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس مايو المقبل، وكذلك قرب طرحها عملية سلام، موضحين أن اللقاء مهم للغاية في ظل التقارب بين الرؤيتين العربية والأوروبية بشأن القضية الفلسطينية وتحديد موقف الاتحاد الأوروبي من الاعتراف بدولة فلسطين والحصول على دعم أوروبي للموقف العربي.
ويشارك السفير سامح شكري وزير الخارجية المصري، في اجتماع اللجنة السداسية العربية بشأن القدس مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين المقبل، في بروكسل، لبحث تداعيات القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وبحث سبل إحياء المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية والحفاظ على المرجعيات الخاصة بعملية السلام.
كانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت أمس عزمها نقل سفاراتها في إسرائيل إلى القدس في مايو المقبل بالتزامن مع الذكري الـ70 لقيام دولة إسرائيل، موضحة أن السفارة ستكون في البداية داخل مبنى حديث في حي أرنونا بجنوب القدس يدار من داخله حاليا عمليات القنصلية الأمريكية.
موقف الاتحاد الأوروبي من «دولة فلسطين»
الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، قال إن اجتماع وزراء خارجية اللجنة السداسية العربية المعنية بالقدس مع الاتحاد الأوروبي يأتي استكمالا للتحرك العربي بعد كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أمام مجلس الأمن الثلاثاء الماضي، مضيفا أن الاجتماع يهدف لتحديد موقف الاتحاد الأوروبي مما طرحه أبو مازن للاعتراف بدولة فلسطين.
وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا الاجتماع يتزامن أيضًا مع تهديد الإدارة الأمريكية بطرح عملية سلام ردًّا على كلمة أبو مازن وما أعلنته الخارجية الأمريكية أمس بنقل سفارتها إلى القدس في مايو المقبل، واستمرار خياراتها الانفرادية، مضيفا أن عملية السلام الأمريكية أو ما يعرف بصفقة القرن ستأتي من جانب واحد في إطار عام دون ذكر تفاصيل.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الوفد الوزاري العربي المصغر عقد اجتماعا في عمّان يناير الماضي عقبه اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الشهر نفسه والتي كانت بمثابة اجتماعات سيبنى عليها التحرك، مضيفا أن اللقاء بين الوفد الوزاري والاتحاد الأوروبي مهم خصوصا في ظل الموقف الألماني والفرنسي الداعم للموقف الفلسطيني، مؤكدًا أن الاجتماع مهم لسببين أولهما هو التعرف على موقف الاتحاد الأوروبي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك محاولة بناء موقف عربي فلسطيني مدعوم أوروبيا ومن روسيا أيضا كداعمين للتحرك ما يقوي الموقف الفلسطيني، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي داعم للتحركات الفلسطينية في هذا التوقيت خصوصا ألمانيا وفرنسا.
تقارب المواقف
وأكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اللجنة السداسية العربية المعنية بالقدس تشكلت عقب الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في ديسمبر الماضي في أعقاب القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفا أن مهمة هذا الوفد المكون من ستة وزراء خارجية عرب هي تأكيد ثوابت الموقف العربي وحل الدولتين.
وأضاف هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اللجنة تتبنى السعي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وألا يترتب على القرار الأمريكي بشأن القدس أية آثار تغير الوضع القانوني للقدس الشرقية باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين وكونها أرضا عربية احتلت عام 1967، مضيفا أن تواصل اللجنة مع وزراء الخارجية العرب هام للغاية لأن الموقف الأوروبي يقترب من الموقف العربي.
وأشار هريدي إلى أنه ينبغي التركيز على المستقبل وعدم الوقوف على القرار الأمريكي بشأن القدس في حد ذاته إنما ضرورة ألا يترتب عليه تغيير للوضع القانوني وألا تحذو أية دولة أخرى حذو الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا ضرورة الاعتراف الدولي بقيام دولة فلسطين وعاصمته القدس الشرقية.
طعنة للقانون الدولي
وعن بيان الخارجية الأمريكية أمس، أكد أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، الدكتور أسامة شعث، إن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في مايو المقبل، يعد طعنة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مضيفا أن الولايات المتحدة تؤكد مرة تلو الأخرى أنها تستخف بالمنظمات الدولية دون إدراك مخاطر ذلك على السلم والأمن الدوليين.
وقال شعث -في تصريح لـ"الهلال اليوم"- أن اختيار التوقيت في مايو المقبل موعدا لنقل السفارة وتزامن ذلك مع تاريخ النكبة الفلسطينية، ضربة للقرارات الدولية التي أقرت بشأن فلسطين وخاصة القرار رقم (181) المتعلق بتقسيم فلسطين إلى دولتين واعتبار القدس أرضا دولية مفتوحة لكل الأديان.
وأضاف شعث أن الاجتماع المقبل للجنة السداسية العربية ينبغي أن يتطرق إلى هذا الملف خصوصا أن الإدارة الأمريكية تكافئ المجرم على تجاوزاته التي تعد انتهاكا واضحا وبلا مبرر، مضيفا أن النظام الدولي والمنظمات جميعها تقف اليوم على المحك لاختبار قدرتها على وقف هذا التغول والتجاوز في حق الشعب الفلسطيني.