حذر رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة
من خطورة مخطط إعادة تشكيل خارطة المنطقة العربية والشرق الأوسط الذي يهدف الى تصفية
القضية الفلسطينية بدل الحديث عن إيجاد حلول لها.
وقال الروابدة - خلال لقاء حواري مع عدد من رؤساء وأساتذة
الجامعات نظمته جمعية الأكاديميين الأردنيين اليوم السبت بغرفة تجارة إربد - إن إضعاف
الأردن وتفتيت قوة جبهته الداخلية وإضعاف هيبة الحكم وإشغاله بالتحديات والظروف الاقتصادية
الصعبة هي جزء من أدوات إعادة تشكيل المنطقة أو ما يسمى بصفقة القرن.
ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"
، فقد أوضح الراوبدة أن المخطط الذي يهدف الى فصل المنطقة الى جسمين وتحويل كل منهما
الى منطقة اقتصادية يكون فيها المشرق العربي تابعا وليس لاعبا رئيسيا من خلال وضع مقاليد
الأمور شكليا بيد قوى غير عربية كإسرائيل وتركيا وايران لضمان عدم تشكل أغلبية قومية
واحدة يمكن أن تستند على المكون الاقتصادي الجديد لفرض هيمنتها وربما اختراع قيادة
جديدة له.
ودلل الروابدة على ذلك بأن الصراعات والحروب الدائرة في الدول
والمنطقة العربية ليست اسرائيل طرفا فيها على الأرض بعكس تركيا وايران، وهو ما يعطي
مؤشرا للسيناريوهات القادمة ويجعلنا أكثر حاجة الى إعادة أساليب تفكيرنا وتعاطينا مع
الاحتمالات القادمة لنصل الى إجابة أنفسنا عن ماذا نريد وما هو السبيل إليه وهل يسمح
لنا بالوصول إليه.
وأشار الى أن محاولات تفكيك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جزء من معادلة الاستهداف لأن وجود الأونروا مرتبط
بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتصفيتها يعني إلغاء الحديث عن مفهوم حق العودة في
استراتيجية راسمي السياسات الدولية المرتكزة على ضمان بقاء إسرائيل وديمومتها.
وأكد الروابدة أن قوة الدولة الأردنية المرتكزة على شرعية
التاريخ والدين والعقيدة والقيادة والإنصهار التام بينها هي عنصر المقاومة والممانعة
الذي قد يكون الأوحد في التمسك بمركزية القضية الفلسطينية والدفاع عنها، وأن حلها
وليس تصفيتها يجب أن يكون على حساب مغتصب الحق وليس على حساب الأردن، محذرا من مغبة
إضعاف هيبة الحكم وتغييب القيادات الوطنية لصالح بروز قيادات وهمية.