قال الدكتور عباس شراقي، مدير مركز
تنمية الموارد الطبيعية بمعهد بحوث الدراسات الإفريقية، إن علماء مصر في الداخل
والخارج لديهم رؤية للتعامل مع المشاكل وأفكارا للحل، مضيفا أن مؤتمر "مصر
تستطيع بأبناء النيل" له أهمية معنوية لجذب علماء مصر بالخارج وربطهم
بالأوضاع في الداخل لمناقشة رؤيتهم وأفكارهم في ملف المياه وهو ما يتطلب إرادة
التنفيذ وبالفعل الدولة بدأت في خطط ومشروعات كمعالجة مياه الصرف وتحلية مياه
البحر.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال
اليوم" أن مشكلات نقص المياه حلها يحتاج إلى إمكانيات وبعضها يتطلب العمل
خارج حدود الدولة المصرية مثل التعاون مع جنوب السودان لاستكمال قناة جونجلي التي توفر
لمصر 20 مليار متر مكعب من المياه وبدأ العمل بها في الثمانينيات ويصل طولها 360
كيلو متر تبقى منها 100 كيلو متر فقط والتي توقفت نتيجة الأوضاع في جنوب السودان.
وأوضح شراقي أن إحياء هذا المشروع وكذلك
إقامة مشروعات أخرى مع السودان وإثيوبيا يوفر لمصر حصص من المياه ضخمة، مؤكدا أن
مصر لا تواجه أزمة في مياه الشرب إنما في الزراعة التي تستهلك 85% من مياه مصر وهذا
يتطلب استخدام مياه أقل في الري بتحديث طرق الري وهو ما يتم في الأراضي الجديدة
أمام القديمة تروى بطريقة الغمر.
وأشار إلى أن الأمر يتطلب أيضا
صيانة شبكة الترع لتقليل البخر ومحطات المياه لوصول المياه لنهايات الترع، مضيفا أنه
يجب مراجعة التركيب المحصولي لأن بعض الزراعات شرهة للمياه كالأرز وقصب السكر
والموز، والتوسع في معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والتي تصل لـ13مليارمتر مكعب
وهذا توجه تسير فيه الدولة ويتكلف نحو 700 مليار جنيه.
وبدأت اليوم فعاليات مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل"، الذي
تعقده وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، بمحافظة الأقصر، تحت رعاية الرئيس
عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بمشاركة وزراء الري والبيئة والإنتاج الحربي
وعدد من الخبراء والشخصيات العامة، وبمشاركة 23 عالما من علماء المصريين فى الخارج
لمناقشة ملف المياه والزراعة والري.