قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء
المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن هجومَيِ الجمعة الماضية، على رئاسة أركان
القوات المسلحة وعلى السفارة الفرنسية في "واجادوجو" عاصمة بوركينا فاسو،
هما تطور نوعي كبير في العمليات الإرهابية في تلك المنطقة، ومؤشر على التطور الكبير
في قدرات وإمكانات التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من تلك المنطقة معقلًا لها، إضافة
إلى أنها باتت تشكل أحد أهم معاقل تنظيم "القاعدة" في الغرب الأفريقي.
وكانت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"
التابعة للقاعدة في "مالي" قد أعلنت مسئوليتها عن الهجومين، وقالت الجماعة
التي يتزعمها الطارقي المالي "إياد أغ غالي" إن الهجوم جاء ردًّا على مقتل
عشرات من قادتها في هجوم للجيش الفرنسي في شمال مالي قبل أسبوعين.
ويشير العمل الإرهابي الكبير الذي
وقع بالعاصمة واجادوجو إلى تطور كبيرة في قدرة العناصر التكفيرية على جمع المعلومات
وترتيب الأعمال الإرهابية التي تستهدف المؤسسات الأمنية والحيوية داخل بوركينا فاسو،
وذلك وَفق ما أعلن عنه وزير الأمن "كليمون ساوادوجو" من أن الاعتداء استهدف
-على الأرجح- اجتماعًا عسكريًّا للقوة المتعددة الجنسية من مجموعة دول الساحل الخمس
(مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد وموريتانيا)، كان سيعقد في قاعدة دمرها تفجير سيارة
مفخخة.
كما أن اللافت للنظر في تلك العملية
هو قدرة تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" على تنفيذ هجومين إرهابيين في قلب
العاصمة، الأول استهدف السفارة الفرنسية، والآخر استهدف رئاسة الأركان، وبالرغم من
عدم وقوع ضحايا فرنسيين في الهجوم على السفارة، فإن هجوم رئاسة الأركان قد أسفر عن
سقوط نحو ثمانية من قوات الأمن وإصابة 12 آخرين، فيما قتل ثمانية مهاجمين.
وظهرت جماعة "أنصار الإسلام والمسلمين"
في مطلع شهر مارس من العام 2017، لتضم أربعة جماعات رئيسية، هي: "إمارة منطقة
الصحراء الكبرى"، و"تنظيم المرابطين"، و"جماعة أنصار الدين"،
و"جبهة تحرير ماسينا"، وذلك بهدف تعزيز نفوذها وتنفيذ عمليات نوعية في منطقة
الساحل والصحراء.
وأشاد المرصد بتحالف دول الساحل الخمس
وتشكيلهم قوة مشتركة متعددة الجنسية من الدول الخمس لمواجهة الإرهاب والجماعات التكفيرية
الموجودة في المناطق الحدودية، مؤكدًا على ضرورة دعم جهود هذا التحالف للقضاء على تلك
التنظيمات والعناصر المتطرفة، التي تستغل الظروف الحياتية الصعبة في تلك المناطق لتتخذ
منها معقلًا لها وملاذًا آمنًا بعيدًا عن السلطات المركزية.