الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

بين المنع والمنح..ازمات تعصف ببيت العرب

12-3-2017 | 09:45

نظيمة سعد الدين

تشكل الخلافات العربية-العربية  وسوء الفهم بين بعض الدول ، التحدى الاخطر فى العلاقات العربية ،حيث نجد الجامعة العربية فى حيرة وشلل نتيجة لعدم قدرتها على رأب الصدع العربى ،والذى يرجع الى قيام بعض الدول بمحاولات لفرض سيطرتها وهيمنتها على قرارات الجامعة العربية. وذلك  عن طريق عدم  تمويل تلك الدول  للجامعة  _ كنوع من انواع الضغط _سواء كانت تلك الاموال  ضمن حصتها فى الميزانية الخاصة بالجامعة او تمويلها لمشاريع انسانية تابعة للجامعة فى العديد من الدول العربية الفقيرة.

تخوف يدفع للاستقالة:

اكدت مصادر داخل جامعة الدول العربية إلى أن استقالة 15 موظفاً_ اكثر من نصفهم ينتمون الى الوظائف الادارية العليا_تعد سابقةً هي الأولى من نوعها منذ عودة الجامعة العربية من تونس عام 1989.

والجدير بالذكر ان مرتبات  العاملين تتراوح ما بين الـ500دولار  - الـ5 آلاف دولار لكبار الموظفين  وتضطر الجامعة فى الوقت الحالى  الى السحب من الاحتياطى النقدى لصرف مرتبات الموظفين.

 

ويبلغ متوسط مكافأ نهاية الخدمة لموظف قضى فى وظيفته 25 سنة ويحصل على راتب 3000 دولار(متوسط المرتبات بالجامعة)حوالى 105000 دولار،حيث يحصل على راتب ثلاث اشهر عن كل سنة خدمة.وفى حال تخفيض الرواتب وتنفيذ الدراسة المزعومة بتخفيض المكافأة لتكون شهر عن كل سنة خدمة ستصل المكافأة الى  75000دولار فقط.

وتحتاج الجامعة حوالي 1.7 مليون دولار شهريا لصرف اجور ومرتبات اكثر من 500 موظف وعامل في الامانة العامة للجامعة العربية وسداد التزامات الجامعة تجاه بعثاتها ومكاتبها المعتمدة في الخارج.

 وانه بالرغم من عدم حصول الموظفين على اى زيادة فى الرواتب منذ عدة سنوات، الا ان زيادة سعر الدولار بالمقارنة بالجنية  المصرى لم يجعل العاملين يشعرون بان مرتباتهم تحتاج الى زيادات.

واشارت المصادر الى  أن الاستقالات المتتالية للموظفين_ معظمهم من المصريين باستثناء يمني وعراقي ولبناني_ لا يرجع لخلافات مع إدارة الجامعة العربية، وإنما يعود للأزمة المالية التي تفاقمت بها ، منذ عدة سنوات؛ لعدم قيام معظم الدول  الاعضاء بتسديد حصتها بموازنة الجامعة العربية، ولكل دولة اسبابها فهناك اساب قد تتعلق بظروف اقتصادية او سياسية،اوربما لاستخدامها كورقة للحصول على مطالب معينة من الجامعة،توظيف عمالة،او استصدار قرارات او الحصول على امتيازات.

اسباب مفتعلة:

ترددت معلومات داخل اروقة الجامعة  إن سبب الرئيسي للاستقالة ،هو تخوف العاملين بالجامعة العربية_ بعد ان انتشرت اشاعات عن دراسة تعدّها الجامعة العربية قد تؤدى الى لتخفيض الرواتب _ومن ثم تخفيض مكافأة نهاية الخدمة ،وهي ثلاثة أشهر ،عن كل عام حسب آخر راتب، وهي التي سيتم اعتمادهم عليها بعد سن التقاعد، مع رفض إقامة نظام للضمان الاجتماعي بالجامعة..وهناك اقوال تتردد فى داخل الجامعة تشكك فى اهداف تلك الاشاعات ،وارجعت انتشارمثل تلك الاشاعات دفع عدد كبير من الموظفين بالجامعة،فى الوظائف العليا للاستقالة ،ومن ثم تخفيف كاهل الجامعة من اكبر عدد ممكن من هؤلاء الموظفين،والتى تثقل وترهق ميزانيتها .

ورقة التمويل:

 باتت ورقة التمويل سيفا مسلطا على الجامعة العربية تلجأ لها بعض الدول للتأثير  والضغط على مخرجات الجامعة من قراراو،او لزيادة عدد موظفيها داخل الجامعة لكى تصب فى مصالحها فحتى الآن رغم مرور 3شهور، على بداية العام الجديد لم تسدد الدول العربية الاعضاء فى الجامعة حصتها السنوية فى الميزانية التى تصل إلى 62 مليون دولار سنويا باستثناء ثلاث دول هى :السعودية وقطر ودولة الكويت أما باقى الدول، لم ترسل  حصتها السنوية بعد.