الخميس 23 مايو 2024

قصص قصيرة جداً .. بنود فى دفتر أحوال؟!

12-3-2017 | 11:40

بقلم : عمرو على بركات

جمايل!؟

منذ تخرجه وجميع المتخلفين عقلياً الذين رحلهم فى القطار إلى مستشفى العباسية..كان يطلق سراحهم فور وصولهم محطة رمسيس، إلا أنه فوجئ بهم..يتجمعون ليلة الثورة أمام القسم!؟ وقد أغلقوا الشوارع بالسدادات.. وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.. ومنعوهم من اقتحام القسم..وتهريب المساجين!؟

اعتذار واجب!!

جلس أمام السيد اللواء ليحقق معه فى سبب غيابه عن خدمة الخطاب الجماهيرى فى استاد القاهرة؟! وفى ختام التحقيق المطول، سأله السؤال المعتاد:" هل لديك أقوال أخرى؟"..فقال معللاً:" وهل بعد الخطاب الجماهيرى فى الاستاد لدى أى حد أقوال؟"..واستأذن فى الانصراف ليتمكن من مشاهدة إعادة الأهداف!؟

بيانات عائلية؟

عندما كان والده يملى عليه بيانات العائلة فى استمارة الالتحاق بكلية الشرطة..اكتشف أن جده الأكبر طريد..وعمه قتل عمه الثانى، وأخفى جثته، وهرب مع زوجته.. بينما قامت والدته بتغيير وظائف أخواله أكثر من مرة!! فتردد فى التقدم لاختبار القدرات..إلا أنه عندما طالبوه باستخراج "فيش وتشبيه"..قرر سحب أوراقه من كلية الشرطة..حرصاً على سمعة عائلته.

نص الإشارة

وردت إلى نوبتجية المركز إشارة فارغة من قيادة أمنية مجهولة.. قام النوبتجى بالرد عليها قائلاً:" استلمت الإشارة".. وعرضها على السيد المأمور الذى أشر عليها بقلمه الأحمر:"علم، وينفذ فوراً، وتعلن لجميع الضباط، والأمناء، والأفراد، والعساكر، ونفاد بتمام الإعلان على وجه السرعة".. وعندما هرب المساجين من الحجز.. وقف السيد المأمور فى المحكمة يدافع عن نفسه قائلاً:" لقد نفذت نص الإشارة حرفياً"!!؟

حركة مجرمين!!؟

وعدوه أنهم سيستجيبون لرغبته فى النقل إلى مدينته فى حركة تنقلات هذا العام.. تحقيقاً للعدالة.. وتقديراً لجهوده فى العمل مع المجرمين..فبات ليلة الحركة يتذكر المجرمين أصحاب الفضل عليه.. وفى الصباح لم يجد اسمه فى حركة التنقلات كما وعدوه.. فأدرك أنها كانت مجرد.."حركة" جعلته يدرك فضل المجرمين.

قصور مهنى؟!

على الرغم من أنه كان خبيراً.. بارعاً .. قوياً.. صبوراً.. طويل البال .. فى العمل المباحثى.. إلا أنه لم يتزوج!!؟ وعندما سألوه عن السر؟ أجاب:" قصور مباحثى!!؟".

تناقض منطقى؟

عندما كان السيد الرائد "سقراط " رئيساً لمباحث المركز.. نجح فى منع الجريمة.. إلا أنه قدم للمحكمة التأديبية، للإخلال بمقتضى واجبات الوظيفة؟! لأن جميع محاضر جمع الاستدلالات التى حررها.. والتى أمرت النيابة بالقبض على المجرمين بمقتضاها.. كانت نفسها سبباً للإفراج عنهم فى المحكمة!!؟

بلوكمين الرواية؟!

كان حضرة الصول" نجيب محفوظ" بلوكمين المباحث.. مازال يعمل على بند المكافأة بعد بلوغه سن الستين، لبراعته فى ديباجة محاضر التحريات التى يكتبها.. حتى أنى سألته يوماً؟ أن يكتب قصصاً، وروايات، فهو يجيد حبكة محاضر تحرياته، ووصف أطراف الجريمة، وصياغة شهادة الشهود، بل كثيراً ما كنت أعيد محاضر التحقيق فى جرائم الجنايات لكى تتماشى مع حبكة الأحداث فى مذكرات تحريات عم " نجيب"، ووصفه لمسرح الجريمة الذى لم يره.. إلا أنه اعتذر قائلاً:"لا وقت عندى لكتابة القصص، والروايات.. فمحاضر التحريات تستغرق كل وقتى.. وأتربح منها، ما لا يمكن أن أتربحه من جائزة نوبل".

مأمورية آداب

أثناء التحقيق فى جميع قضايا الآداب التى اشترك فيها..عندما كان يسأل النساء عن مهنهن؟ كن يجيبن وهن يضحكن بسخرية مجلجلة: "مبدعات".. وعندما كان يسأل الرجال عن مهنهم؟ كانوا يجيبون بإذلال فاضح: "نقاد"..وفى المحكمة إعترفت النساء وهن فى قمة النشوة، بارتكابهن لجميع الجرائم الإبداعية المنسوبة لهن.. بينما أنكر الرجال بانكسار قيامهم بأى جريمة فيما أبدعته النساء.. فهم مجرد قراء..نقاد.. إلا أن القاضى حكم ببراءة النساء.. وحبس الرجال بتهمة التحريض على الفعل الفاضح.

بكاء؟!

أثناء فضه مظاهرة ضد الغلاء.. كان يقف أمام الصف الأول، ومن خلفه عساكره.. بالصيحات..وفى مواجهته يقف زعيم الثوار، ومن خلفه أنصاره.. بالشعارات، أخذا يتبادلان نظرات التهديد.. والوعيد.. ثم العتاب..وعند صدور الأمر ببدء التعامل، وإطلاق الغازات المسيلة للدموع..بكى الاثنان معاً؟!

حدث بالفعل؟

ليلة الثورة ضاع دفتر أحوال القسم..والمدون به كل البنود القديمة باليوم، والساعة، ولكن المأمور سهر ليلتها فى الاستراحة يؤلف دفتر أحوال جديداً، وبعد الثورة عثر أحد المواطنين على دفتر الأحوال القديم الضائع..فقام المأمور على الفور بمساعدة رئيس المباحث بحرق دفتر الأحوال القديم..وعندما سأله رئيس المباحث مندهشاً:" ألم يكن من المفروض حرق الدفتر المزيف الجديد؟"... فأجابه المأمور متعجباً:" ومن قال لك أن دفتر الأحوال القديم ليس هو الدفتر المزيف؟ أنت لم تستوعب أهم أهداف الثورة بعد.. ضرورة التغيير!!".. فابتسم رئيس المباحث قائلاً:" تولع دفاتر كل الأحوال..ربنا يديك طولة العمر..وتكتب لنا كمان دفاتر أحوال"، فابتسم المأمور ابتسامة رضا وقال:" هى الثورات قامت ليه؟ إلا علشان نحرق دفاتر الأحوال!!".

سيرة ذاتية معتبرة؟!

من "ملازم" حتى "نقيب"..امتنع عن القبض على أى مشتبه فيه..لحداثة خبرته.. ومن "رائد" حتى "عقيد".. كان قد حصل على فرقة القيادات الوسطى..فتعلم حسن معاملة المواطنين.. فاكتفى بالتأشير على جميع المحاضر بـ :" نُظر، وللنيابة للتصرف".. أما وهو "عميد".. فتنبه للحلال والحرام.. فكان يرفع كل الأوراق .."للعرض على السيد اللواء برجاء الاطلاع، والنظر، واتخاذ اللازم، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام".. وهو "لواء" كان يطلب البقاء فى الخدمة.. فكان يؤشر: "يتم اتخاذ اللازم، حسب التعليمات".. فأحيل للمعاش عند سن الستين.. وتم تكريمه فى العيد تقديراً لجهوده فى الخدمة.. والحفاظ على أمن الوطن!؟

عدل مساطيل؟!

نظر المقبوض عليه بتهمة تعاطى المخدرات إلى حرز الحشيش الموضوع على مكتب السيد رئيس المباحث مندهشاً..فهو لم ير فى حياته قرش حشيش بهذا الحجم من قبل.. وسأله الضابط: " حتة الحشيش دى بتاعتك؟".. فقال بثقة:" دى حشيشة البهوات الكبار قوى.. لو الحتة دى كلها بتاعتى!؟ كان اتقبض علىّ..!؟"، فقال له الضابط:" هتعملهم علىّ .. يا....؟!"... فقاطعه المتهم قائلاً:" هو سعادتك هتحبسنى علشان حششت!؟"... فأجابه الضابط ساخراً:" لا .. هحبسك علشان اتمسكت وأنت بتحشش".. فقال المتهم بسخرية:"ممكن سعادتك تعملها لى إتجار... بدل تعاطى... علشان حق ربنا".

رُتب الغرام!!

قالت لها المسجلة غرام تنصحها:" متتعبيش نفسك.. الملازم والملازم أول تزهقى منهم من الأول.. والنقيب، تستنيه بالساعات لأنه دايماً فى مواعيده بيغيب.. والرائد، كلام ملوش عايد.. والمقدم، دايماً سرحان ومسهم .. والعقيد، هيذلك.. لأنه عامل مع مراته سعيد.. والعميد، حياته محاولات.. يبدأ.. ويعيد.. أما اللواء، فليس له فى الغرام لأنه ذهب فى بعثة الحج إلى بيت الله الحرام".