للمطرب محمد فوزى
قالي لي تمثالها ذات يوم: «هل تحبني؟»
قلت له : «أحبك لأنك صورة طبق الأصل من مديحة»..
قال: وإذا جاءت مديحة؟
قلت: إذا جاءت مديحة أي إذا وجد الماء بطل التيمم
قالت: إذن سأكشف لمديحة عن عيوبك
قلت: قل ما تريد فأنا لا ارتكب ما أخشي أغضابها منه.
قال: أنت تنسي نصائحها الدائمة لك تنسي نفسك فتضي في وضع لحن واحد عدة ليال، وتسهر إلي ساعة متأخرة وقد يؤرقك وحي الفن فتسيقظ في الليل عدة مرات
قلت: هل تعتبر هذا عيبا؟
قال: نعم اعتبره عيبا لأن لبدنك عليك حقا وإذا أسرفت ساعات في وضع لحن فلابد أن تريح جسمك في النهار قليلا
قلت له: تعب كلها الحياة .. يامديحة من حجر
قال: هل تتعمد أن تكون فيلسوفا وتعلق علي كل عبارة أقولها بكلمة مأثورة حفظتها
قلت له: هل يتطور بك الأمر إلي استفزازي؟
قال: وماذا يحدث إذا استفززتك
قلت: أحطم رأسك
قال: أنا تمثال مديحة!
فقلت علي الفور: متأسف.. اقصد أحاول اقناعك بأنني لا أتفلسف عليك
قال: لقد قضي الأمر ... أنت تريد أن تحطم رأسي.. ياللهول!
قلت له: لقد اعتذرت لك.. أنها غلطة لسان.
قال لي: ولكنها تعبير عن رغبة دفينة
قلت له: أنت الذي تتفلسف الآن ليس لفلتات اللسان اتصال بالرغبات الدفينة سأعرض الأمر علي مديحة وهي تحكم بيننا
قال: هل تضمن أن مديحة ستنصرك علىّ!
قلت له: أنا متأكد من هذا لأنني أعرف مديحة جيدا أنها تفضلني علي نفسها فما بالك بقطعة من حجر
قالي لي: هل سنعود للتلبيخ وتقول قطعة من حجر
قلت له : أليس هذا هو الأمر الواقع
قال: إن الأمر الواقع أنني إبداع من عبقرية فنان وظل لأجمل فنانة لا قطعة حجر
قلت له: أنا متأسف للمرة الثانية فإنما قصدت مادتك
قال : إذا سامحتك ولن أبوح بشيء مهما حدث بيننا
العدد 226 الكواكب - 29 نوفمبر 1955