الخميس 27 يونيو 2024

تمثالها قال لي ....

12-3-2017 | 11:46

للمطرب محمد فوزى

قالي لي تمثالها ذات يوم: «هل تحبني؟»

قلت له : «أحبك لأنك صورة طبق الأصل من مديحة»..

قال: وإذا جاءت مديحة؟

قلت: إذا جاءت مديحة أي إذا وجد الماء بطل التيمم

قالت: إذن سأكشف لمديحة عن عيوبك

قلت: قل ما تريد فأنا لا ارتكب ما أخشي أغضابها منه.

قال: أنت تنسي نصائحها الدائمة لك تنسي نفسك فتضي في وضع لحن واحد عدة ليال، وتسهر إلي ساعة متأخرة وقد يؤرقك وحي الفن فتسيقظ في الليل عدة مرات

قلت: هل تعتبر هذا عيبا؟

قال: نعم اعتبره عيبا لأن لبدنك عليك حقا وإذا أسرفت ساعات في وضع لحن فلابد أن تريح جسمك في النهار قليلا

قلت له: تعب كلها الحياة .. يامديحة من حجر

قال: هل تتعمد أن تكون فيلسوفا وتعلق علي كل عبارة أقولها بكلمة مأثورة حفظتها

قلت له: هل يتطور بك الأمر إلي استفزازي؟

قال: وماذا يحدث إذا استفززتك

قلت: أحطم رأسك

قال: أنا تمثال مديحة!

فقلت علي الفور: متأسف.. اقصد أحاول اقناعك بأنني لا أتفلسف عليك

قال: لقد قضي الأمر ... أنت تريد أن تحطم رأسي.. ياللهول!

قلت له: لقد اعتذرت لك.. أنها غلطة لسان.

قال لي: ولكنها تعبير عن رغبة دفينة

قلت له: أنت الذي تتفلسف الآن ليس لفلتات اللسان اتصال بالرغبات الدفينة سأعرض الأمر علي مديحة وهي تحكم بيننا

قال: هل تضمن أن مديحة ستنصرك علىّ!

قلت له: أنا متأكد من هذا لأنني أعرف مديحة جيدا أنها تفضلني علي نفسها فما بالك بقطعة من حجر

قالي لي: هل سنعود للتلبيخ وتقول قطعة من حجر

قلت له : أليس هذا هو الأمر الواقع

قال: إن الأمر الواقع أنني إبداع من عبقرية فنان وظل لأجمل فنانة لا قطعة حجر

قلت له: أنا متأسف للمرة الثانية فإنما قصدت مادتك

قال : إذا سامحتك ولن أبوح بشيء مهما حدث بيننا

العدد 226 الكواكب - 29 نوفمبر 1955