قالت صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية
إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موافقته على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم
يونج أون للمرة الأولى في مايو المقبل لبحث الأزمة في شبه الجزيرة الكورية كان مفاجئا
وسبب حالة من الجزع لليابانيين ، كما ترك طوكيو "وحيدة في الصقيع".
ورأت الصحيفة ، في تقرير نشرته على موقعها
الإلكتروني اليوم السبت ، أن إعلان ترامب عن اللقاء التاريخي المحتمل جاء على حين غرة
لليابانيين وتركهم جزعين بعد أن اتخذت واشنطن تلك الخطوة دون الرجوع للحليف الياباني
رغم عملهم خطوة بخطوة على هذا الملف الذي يعد التهديد الأول للأمن القومي لليابان ،
واتفاقهم على الاحتفاظ بأقصى درجة ممكنة من الضغط على بيونج يانج لوقف تصعيداتها العسكرية
، ذاهبة إلى أن الأمريكيين قد تركوا اليابان "وحيدة في الصقيع" بذلك التحرك.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن ، أمس الأول
، قبول دعوة نقلها مسئولون من كوريا الجنوبية عن الزعيم الكوري الشمالي لعقد اجتماع
مشترك معه ، مؤكدا رغبته في عقد اللقاء بنهاية مايو المقبل ، الأمر الذي مثّل تطورا
تاريخيا في العلاقات بين البلدين.
ووفقا لـ"أساهي شيمبون" ، فإنه
رغم اعتقاد المسئولين اليابانيين بحتمية إجراء الحوار في نهاية المطاف بين واشنطن وبيونج
يانج ، بناء على نظرتهم لهدف الأمريكيين في هذه القضية ، لكنهم لم يتوقعوا أبدا أن
تُعرض مسألة الحوار المباشر من جانب الأمريكيين دون استشارة طوكيو.
ونقلت الصحيفة عن مسئول بارز بالخارجية
اليابانية - لم تذكر اسمه - قوله " لم يحدث مطلقا بالنسبة لنا أن اتُّخذ مثل ذلك
القرار في هذا الوقت"، مشيرا إلى "موجات الصدمة" التي خلفها الإعلان
الأمريكي.
وقالت إن التحول المفاجئ في توجه ترامب
في التعامل مع كوريا الشمالية من التوبيخ العنيف إلى الحوار أثار مخاوف في اليابان
من أن يتم إبعادها من طاولة المفاوضات حول نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية ، لا
سيما وأن طوكيو كانت تتبع منهجا أكثر تشددا من سول في التعامل مع بيونج يانج ، وهو
السلوك الذي كانت تشاركها فيه واشنطن.
كما أشارت إلى اقتراح رئيس الوزراء الياباني
شينزو آبي ، خلال مكالمة هاتفية مع ترامب أمس ، زيارة الولايات المتحدة في أبريل المقبل
لمناقشة ملف كوريا الشمالية قبل اجتماع ترامب مع كيم، وقالت إنه أخبر الصحفيين عقب
الاتصال أن البلدين متفقان بنسبة 100 بالمئة حول تلك القضية، رغم معاناته من الورقة
التي لعبها الرئيس الأمريكي.
في الوقت نفسه ، فقد أبدى مسئولون يابانيون
لنظرائهم الأمريكيين تخوفهم من أن "الحوار بغرض الحوار لا يعني شيئا" ، فيما
رسم كثير من المسئولين صورة قاتمة لما يعنيه التحول المفاجئ في موقف ترامب، والذي ترك
اليابان "خارج الصورة"، وفقا لتعبير وزير دفاع سابق.
ولخصت "أساهي شيمبون" تلك الصورة
في تأكيده أنه في حين سيكون الحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مرحَّبا به
إذا كان سيؤدي إلى تفادي مواجهة عسكرية، تتخوف طوكيو من أن تُترك خارج الصورة
"غريبة" نظرا لكونها من بين أشد المؤيدين صراحة لفرض أعلى مستويات الضغط
على بيونج يانج.