الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

شهر الانتخابات الرئاسية.. مارس 1919- 2018.. 99 عامًا من تلاحم ونضال المصريين

10-3-2018 | 22:12

من خلال ما رصده التاريخ نجد أن الشعب المصري أكثر شعوب المنطقة تلاحماً ونضالاً، وظهر ذلك في مشاركته في كل ما مرت به مصر من مواقف سياسية واقتصادية وعسكرية وغيرها من الأحداث التاريخية، ومن مفارقات القدر أن يكمل الشعب 99 عاماً من التلاحم والنضال الشعبي والمشاركة في مجريات الأحداث في مارس المقبل، وهو موعد إجراء الإنتخابات الرئاسية المصرية، حيث كانت انتفاضته الأولى في مارس 1919 عندما خرجت جموع الشعب ثائرة على الاحتلال البريطاني وهو ما سُمي بثورة 1919.


بدأت جموع الشعب في المشاركة في الأحداث الوطنية بشكل واضح في 9 مارس 1919، وهو يوم بدء التظاهر والاحتجاج في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي، ونجح هذا التلاحم الشعبي في إلغاء الحماية البريطانية على مصر وصدور الدستور المصري وقانون الانتخابات وإلغاء الأحكام العرفية.


بعد ثورة يوليو وتحديداً في عام 1953 بدأت رحلة التكاتف الشعبي من أجل تسليح الجيش، وكان للشعب دور بارز في التبرع لأسبوع التسليح، ولا ننسى أيضاً دور نجوم الفن في جمع المساهمات من جماهير محافظات مصر من خلال "قطار الرحمة"، وكان لكوكب الشرق أم كلثوم دور نضالي بإقامتها حفلات داخل مصر وخارجها من أجل تسليح الجيش.


ومن مظاهر التلاحم الشعبي ومؤازرة الشعب للجيش، رصد التاريخ مشاركة الشعب في أحداث العدوان الثلاثي عام 1956، ولم يتأخر أي فرد في الشعب المصري عن المشاركة في ردع العدوان وظهر ذلك جلياً في شعب مدن القناة وكل من تطوع من باقي المحافظات حتى تحقق النصر على المعتدين.  


أما أول تلاحم شعبي ومشاركة جماهيرية في الانتخابات الرئاسية، فكانت تشكل ظاهرة أبهرت العالم عام 1958 عندما خرجت جموع الشعب لتدلي بصوتها وتختار الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بنسبة 99.9%، وكان الاستفتاء الأسرع في تاريخ الانتخابات المصرية في شهر يونيو1967، عندما همت جموع الشعب بتجديد الثقة وانتخاب الرئيس جمال عبد الناصر بعد قرار التنحي وتم انتخابه بعد 17 ساعة فقط قضاها عبد الناصر مواطناً عادياً.


قصص التلاحم الشعبي المصري منذ ذلك التاريخ لم تنتهِ، فهناك أحداث كثيرة مرت وتحتاج إلى صفحات لرصدها، وكان الشعب فيها هو من يحدد مصيره، وكانت آخر ثوراته في يونيو 2013 احتجاجاً على حكم الإخوان لمصر، ثم تفويضه للجيش لمواجهة العنف والإرهاب، ثم تلاحمت جموع الشعب المصري بالخروج للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية عام 2014 والتي نتج عنها فوز الرئيس السيسي بنسبة 96.94%

99 عاماً من التاريخ المشرف للشعب المصري، تكتمل في شهر مارس الجاري، بخروج كل أبناء الشعب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، وعُرف عن الشعب المصري ذكاؤه في رصد ما يحيط بالوطن من أخطار داخلية وخارجية، ولم يهتم قط بالدعوات المحبطة التي تدعوه لمقاطعة الانتخابات من قوى الشر، فالأمر ساطع كالشمس.. مصر الآن تبنى.. مصر تكثف تسليح جيشها.. مصر الآن صامدة في وقت تكاد تتلاشى فيه بعض الدول في المنطقة.