الإثنين 13 مايو 2024

جينات إيزيس وجسد أوزير

15-1-2017 | 13:53

علاقة خاصة جدا تجمع بين شعب مصر وجيشها ، علاقة تعلمتها العسكرية المصرية مع أول ضوء للمعرفة البشرية .. عهد اتخذته إيزيس على نفسها أن تجمع ما تشتت من جسد أوزير، الذي مثل لها الوطن والسكن، مستعينة بعيني ولدها حورس التي كشفت لها أقصى حدود الكنانة مستظلة بجناحي حورس حاميها الأمين، وفي رحلة بحثها نثرت إيزيس جيناتها الصامدة على صفحة النيل لتروى منه أبناءها فيتعاهدوا معها على سلامة جسد الوطن المقدس وبقائه طاهرا معافى .

جينات إيزيس ظهرت جلية في قيادة أحمس لجيوش مصر وهو في الـ ١٩ من عمره ودفعته لمطاردة الهكسوس حتى شتت شملهم ودمر حصن شاروهين في عقر دارهم فلسطين.. تلك الجينات نفسها قادت تحتمس الثالث ليبنى إمبراطورية مصرية من سوريا وفلسطين إلى بلاد النوبة جنوبا ، ثم عادت لتدب في أوصال رمسيس الثاني بعد أن قطعت عنه إمداداته وفقد نصف جيشه لتحيى فيه معنى الصمود وتحثه على الالتفاف حول الحوثيين وحصارهم ثم إجبارهم على ترك عجلاتهم الحربية والهرب بالسباحة في نهر العاصي لتبقى معركة قادش بحروف من ذهب في كتب تاريخ العسكرية .

وكما كان لجينات إيزيس دور في حماية جسد الوطن قبل التاريخ عادت لتثبت وجودها على صفحات التاريخ الحديث لتصنع مع أبنائها المستحيل بعبور خط بارليف أصعب الموانع في تاريخ العسكرية الحديثة بشهادة العالم أجمع، وكما خلقت إنجازات الماضي عادت لتخلق دهاء ثعلب العرب "السادات" وعبقرية "الشاذلي" وصمود جنودها الأفذاذ لترفع معهم علم مصر عاليا على أرض سيناء الحبيبة .

ومثلما كتبت قصة إيزيس بحروف مخلدة على جدران المعابد ، كتبت أكتوبر القصة الكاملة لجينات المقاتل المصري التي توارثتها العسكرية المصرية منذ آلاف السنين، تلك الجينات الخالدة أبد الدهر حتى يرث الله الأرض وما عليها ، قصة كتبت بدماء حورس الممثلة في جنود دينهم هو أرضهم التي رفضوا أن تدنس ليعطوا للعالم أجمع درسا بأن الجندي المصري كان وسيظل دائما قاهرا للمستحيل .

كتب : أحمد عسكر

    Dr.Radwa
    Egypt Air