التقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أمس، وزير خارجية اليابان تارو
كونو، بمقر وزارة الخارجية اليابانية؛ إذ عقدت مائدة مستديرة حول مواجهة فكر
التطرف .
وأكد وكيل الأزهر، خلال مشاركته على أن جميع دول العالم معرضة لخطر الإرهاب
فلا أحد بمأمن منه وإن لم يكن وصل الإرهاب بعض الدول بعد، ومن ظن أنه آمن منه فهو
مخطئ .
وبين الدكتور عباس شومان، الجهود التي تبذلها مصر في مكافحة الإرهاب على
كافة المسارات، ومنها دور الأزهر الذي يقود أكبر حركة فكرية لمواجهة فكر عصابات
التطرف والإرهاب من أجل حماية الشباب في
مصر والعالم من خطر الوقوع في براثن تلك الأفكار المتطرفة.
وأشار إلى أن الجهود التي بذلها الأزهر في تحديث المناهج التعليمية لتكون
قادرة على معالجة قضايا التطرف والإرهاب، وما عقده من العديد من المؤتمرات الكاشفة لزيف العصابات
المتطرفة والإرهابية، وفي هذا الإطار أنشأ مرصدا إلكترونيا متطورا يعمل بعدة لغات
لرصد وتفتيت البنية الفكرية للتطرف والإرهاب، والتصدي لشبهات تلك العصابات
الإرهابية التي تصدرها للشباب بغية تحصينهم من الوقوع في شراكهم، كما يرسل بشباب
الأزهر إلى عدة دول لاسيما الدول الأوربية في قوافل سلام لبيان صحيح الإسلام،
وتصحيح المفاهيم المغلوطة هناك لمجابهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
ولفت إلى أن الأزهر الشريف شارك في إنشاء مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه
شيخ الأزهر بهدف نزع فتيل الأزمات ونشر السلام في العالم، وأنشأ بيت العائلة
المصرية الذي يجمع علماء الأزهر ورجال الكنائس المصرية في كيان واحد ،وفتح حوارات
مع كنائس الشرق والغرب ،ويشارك الأزهر بوفود رفيعة المستوى في مؤتمرات الحوار التي تجري في العالم شرقا وغربا للتأكيد على إمكانية العمل المشترك بين كافة
أتباع الديانات والثقافات.
وطالب وكيل الأزهر، اليابان بدعم جهود مكافحة التطرف والإرهاب التي تقودها
مصر، حيث يمكن لليابان دعم تلك الجهود اقتصاديا وتكنولوجيا برفع كفاءة المواجهة
الإلكترونية من قبل المؤسسات كمرصد الأزهر، وتزويد الجهات الأمنية بتقنيات وأجهزة
تملكها اليابان لتمكين قوات الأمن من الكشف المبكر عن تحركات المتطرفين ومن تسلل
منهم للبلاد عبر المنافذ، وأبان أن تبادل قواعد البيانات وتحديث الأجهزة والوسائل
في غاية الأهمية للوقاية من خطورة التطرف والإرهاب، كما يمكن لليابان التي تملك
تعليما متطورا أن تدعم التعليم المصري بشكل كبير، ولا يخفى أن الارتقاء بالتعليم
واستخدام التقنيات والمناهج الحديثة هو أهم وسائل الوقاية والتصدي للإرهاب ، وأوضح
وكيل الأزهر أن على اليابان أن تعلم أن الاستثمار في مواجهة الإرهاب في أي مكان في
العالم وبخاصة مصر التي تقود حربا في سيناء الآسيوية هو حماية لأمن اليابان التي
تقع في نفس القاهرة.