أكد المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، التزام مصر
بتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع جيرانها وشركائها من الدول أعضاء منظمة الاتحاد
من أجل المتوسط ، حيث تراقب مصر عن كثب التوسعات التي يشهدها قوام أعضاء اتفاقية أغادير
وترحب مصر بانضمام كل من لبنان وفلسطين لعضوية الاتفاقية، مشيراً إلى ضرورة تكثيف جهود
الدول أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط لمواجهة التحديات التي تقف حائلاً دون تحقيق التنمية
الاقتصادية والحفاظ على مصالح كافة الدول أعضاء الاتحاد.
وأضاف أن الدول الأعضاء
لا تزال تواجه عدد من التحديات في مقدمتها القضايا الأمنية وقضية الهجرة، مشيراً إلى
أهمية تعزيز التنمية الإقليمية وتحقيق الازدهار الاقتصادي لدول جنوب المتوسط لمواجهة
هذه القضايا.
ونوه قابيل أن مصر تؤمن بأن التعاون الوثيق بين الدول أعضاء
الاتحاد لن يتأتى إلا من خلال إتباع منهج شمولي كلي يتعامل مع كافة القضايا بصفة متساوية
حيث قامت مصر في هذا الصدد بالتصديق على خطط العمل الخاصة بالتعاون القطاعي ومكافحة
القرصنة والتزييف، لافتاً إلى ضرورة إرساء منهج متوازن ومرن في تنفيذ هذه الخطط يراعي
الظروف والاحتياجات الخاصة بدول جنوب المتوسط مع الالتزام بدعم تنمية الصناعات المتعثرة
والاقتصاديات النامية.
وأكد الوزير دعم مصر لقواعد المنشأ التفضيلية الأورومتوسطية
الجديدة، مشيراً إلى أن عدد من الدول في المنطقة لا تزال في حاجة لفترة انتقالية للتأقلم
مع بنود هذه الاتفاقية الجديدة وتنفيذها حيث لا يعد الانتقال من "عملية تحويل
واحدة" في النظام القديم إلى عمليتي تحويل أو أكثر في إطار الاتفاقية أمراً بسيطاً.
وأشار إلى سعي مصر بالتعاون مع الدول الأعضاء في الاتحاد
لمد هذه الفترة الانتقالية لتصبح 5 أعوام بما يتيح للاستثمارات الجديدة والمؤسسات تطبيق
تلك التغيرات الإجرائية بطريقة فعالة ،لافتا إلى أهمية مشاركة القطاع الخاص في كافة
المبادرات التي يدشنها الاتحاد من أجل المتوسط .
كما حث قابيل رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط وكبار ممثلي الدول
الأعضاء بالاتحاد على الموافقة على مؤشرات قياس الأداء الرئيسية والتي تعكس الأهداف
الفعلية التي تتضمن زيادة معدلات التجارة بين دول شمال وجنوب المتوسط ودول جنوب وجنوب
المتوسط، لافتاً في هذا الصدد إلى خطر التهميش الذى تواجهه دول جنوب المتوسط والذى
يتطلب بذل مزيد من الجهود وإيجاد حلول جديدة وذكية من أجل خلق منطقة من الأسواق المتكاملة
وسلاسل الإمداد، فى ظل التغيرات الجذرية التى شهدتها التجارة الدولية مؤخراً خاصة في
ظل التكتلات الاقتصادية المختلفة فى قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وأوضح أن مصر تؤمن بأهمية تنشيط التجارة بين الدول شركاء
حوض المتوسط وكذا أهمية خلق روابط تجارية جديدة بينها، مشددا على أهمية تعزيز العلاقات التجارية المتميزة بين الدول على
جانبى المتوسط من خلال تحديث الاتفاقيات التجارية الموقعة داخل المنطقة وتوسيع نطاقها
الجغرافى، وكذا إدراج مزيد من الدول الأصغر.
وأشار قابيل إلى أهمية السعي نحو إرساء منطقة تجارية مستقرة
ومزدهرة على جانبى المتوسط، والوضع في الاعتبار ما يعانيه الشركاء فى فلسطين بشكل يومى
من اجل الانخراط فى التجارة الدولية، مؤكدا على ضرورة العمل بشكل جماعى من اجل الوصول
إلى تطور سريع وملموس فى هذا الصدد احتراماً لكون فلسطين جزءً لا يتجزأ من الاتحاد
من أجل المتوسط.
وحث قابيل سكرتارية الاتحاد على دعم الجهود المبذولة من أجل
التصدي للتحديات القادمة وتعزيز العلاقات التجارية التي تربط بين دول حوض المتوسط وزيادتها
لمستويات جديدة.
جاء ذلك في سياق
كلمة الوزير التي ألقاها خلال مشاركته بفعاليات المؤتمر العاشر لوزارة تجارة دول منظمة
الاتحاد من أجل المتوسط، والذي عقد بالعاصمة البلجيكية بروكسيل بمشاركة عدد كبير من
وزراء تجارة الدول الأعضاء بالاتحاد وتحت الرئاسة المشتركة لسيسيليا مالمستروم، المفوضة
التجارية بالاتحاد الأوروبي والمهندس يعرب القضاة، وزير التجارة الأردني
وقد ضم الوفد المصرى المرافق لوزير التجارة والصناعة فى الاجتماع
الوزارى لدول الاتحاد من أجل المتوسط السفير خالد البقلى سفير مصر ببلجيكا والسفيرة
ماجدة شاهين مستشار الوزير للشئون الخارجية والوزير مفوض تجارى يحيى الواثق بالله رئيس
المكتب التجارى المصرى ببروكسل .