الإثنين 27 مايو 2024

الأمهات المثاليات لـ«الهلال اليوم»: الدولة تمنحنا الأمل بالغد المشرق.. وتكريم مصر يأتي بالمشاركة في الانتخابات.. « لمياء» تخطت الصعاب بـ3 أبناء.. صباح انتصرت على «العمى».. و«ثناء» داوت أبناءها بالطب

تحقيقات20-3-2018 | 20:32

أبدت الأمهات الفائزات بلقب «الأم المثالية» سعادتهن، معتبرين تكريم الدولة لهن تعويضًا عما عانينه في حياتهن لتربية أولادهن وإعدادهن جيلا قادرا على تحمل المهام وحمل الراية، متفهما لمقدرات بلده، وناشدت الأمهات المثاليات جميع الأمهات والأسر المصرية بالاحتشاد أمام صناديق الانتخابات والمشاركة في الانتخابات الرئاسية لدعم الحياة السياسية وقطع الطريق على المتآمرين والمتربصين بالبلاد.

وروت 3 أمهات لـ«الهلال اليوم» كواليس معاناتهن خلال سنوات عجاف تحملن فيها المسئولية الكاملة بعد رحيل الأزواج، وصمودهن في مواجهة التحديات، معتبرين أن التكريم يمنحهن الأمل ويعبر لهن عن المستقبل المشرق والتقدير الكريم من دولتهن.


تكريم مصر والمشاركة في الانتخابات

لمياء محمد عبد الوهاب العبساوي، الأم المثالية الأولى على محافظة المنوفية، دعت جميع الأمهات للمشاركة في انتخابات رئاسة الجمهورية، وحث أبنائهن وأقاربهن على النزول والمشاركة في الاستحقاق الدستوري، الذي يساعد في استقرار البلاد ويدعم الحياة السياسية في مصر ويقطع الطريق على المشككين.

وقالت الأم المثالية التي تعمل كبير مهندسين بمديرية الزراعة، بدرجة مدير عام: "عاوزة أقول للرئيس شكرا يا سيادة الرئيس على كل حاجة، شكرا على التكريم الجميل، وربنا يوفقك وتحمل الخير لمصر، وهنتخبك وأتمنى لك فترة رئاسية جديدة ناجحة".

وأضافت أن مصر تحتاج لمساندة الجميع لأنها أم لجميع أبناء الوطن، والمشاركة في الانتخابات هو التكريم المناسب اللي ممكن نكرمها بيه.

وأعربت "لمياء" عن سعادتها لحصولها على لقب الأم المثالية هذا العام، قائلة إنها تعمل كبير مهندسين بمديرية الزراعة، وزوجها مهندس أيضا توفي بمرض الكبد الوبائي عام 1997، حيث كان أكبر أبنائها يبلغ من العمر 10 سنوات، وأنها كافحت من أجل تربية أولادها، حتى يكونوا من ضمن الأجيال القادرة على حمل راية الغد".

وأشارت إلى أن لديها ثلاثة أبناء، "ولد وبنتان"، الأول خريج كلية الآداب قسم اللغة العبرية، وبنتان إحداهما خريجة صحافة وإعلام، والأخرى خريجة مساحة، مؤكدا أن تربية أبنائها لم تمنعها من ممارسة عملها الطبيعي، فضلا عن مشاركتها في الأنشطة الاجتماعية بمركز شبين كوم، مؤكدة أن معاناتها بدأت مع بداية مرض زوجها، إذ كانت تقسم أوقاتها بين مراعاة أبنائها، ومتابعة حالة زوجها في المستشفى.

وتابعت: "لكن ربنا وفقني وقدرت أتحمل وأكمل، والمعاناة زادت مع زيادة متطلبات الأولاد، خاصة أن الابن الكبير كان في ثانوية عامة ويأخذ الدروس الخصوصية، غير إني بتابعهم وأذاكر لهم وفاتحة البيت مدرسة".

وقالت: "التكريم في حد ذاته حاجة جميلة ويدعو للأمل والتفاؤل، والمستقبل أفضل ويرفع من الروح المعنوية ودفعة معنوياتنا نحو المستقبل، وده شيء جميل ورائع".


سلاح العلم ينتصر على عجز البصر

روت صباح حسانين، الأم المثالية الأولى عن محافظة الدقهلية، المعاناة التي واجهتها في تربية أولادها وكيف سلحتهم بالعلم رغم فقدانهم بصرهم منذ نعومة أظافرهم.

"صباح" أم لثلاثة أبناء، ولدان وبنت وجميعهم مكفوفون، كافحت مع زوجها لتتويجهم بالتعليم رغم فقدانهما له، فنجحا في إتمام ابنهما الأول تعليمه والتحق بوظيفة إمام وخطيب بوزارة الأوقاف بعزبة واصف التي يقطنونها، كما لحقه أخوه محمد أيضًا بنفس الوظيفة بعد اجتيازه اختبارات الوزارة المقررة، بينما وضعا ابنتهما ضمن المنظومة العلمية بالمدارس فعملت فاطمة مدرسة علوم شرعية، وجميعهم يعملون، ويقيمون بعزبة واصف التابعة لمركز ميت غمر.

وقالت لـ«الهلال اليوم» إن زوجها كان أميًا مثلها ويعمل في إحدى الشركات، خلال الفترة الصباحية، وبعد انتهاء أوقات العمل الرسمية يعمل في نقل مواد البناء من الرمل والزلط لزيادة الدخل، وظل كذلك حتى مرض وتوفاه الله منذ أربعة أشهر.

ولفتت إلى أنها كانت مصممة مع زوجها على تعليم أبنائهما، متحدين جميع الصعاب، متغلبين على مشكلة النظر التي حرم منها أبناؤهما، وذلك بتقسيم أوقاتهم فكان الأب يتولى مسئولية توصيل الأبناء في الصباح، وهي تتولى مهمة عودتهم على ظهر حمار يملكونه، واستمرت هذه الطريقة حتى التحقوا بالجامعة.


مهنة الطب النجاح المحقق

وعبرت عن سعادتها بتكريمها من رئيس الجمهورية، قائلة إن الرئيس السيسي فخر لكل المصريين، سائلين الله أن يوفقه ويسدد خطاه، وينصره على من عاداه، متمنية أن يعم الأمن والأمان كل مصر.

عبرت الدكتورة ثناء فهمي عبد السميع، الأم المثالية الأولى بمحافظة دمياط، عن سعادتها باختيارها الأم المثالية عن محافظة دمياط، مؤكدة أن نجاحها في تربية أولادها هو أفضل لقب حصلت عليه في حياتها.

وقالت الطبية ثناء، إن أولادها منحوها هذا اللقب قبل أن تفوز به في مسابقة التضامن الاجتماعي، لافتة إلى أنها تزوجت بعد تخرجها من كلية الطب بثلاث سنوات، إذ تخرجت في كلية الطب عام 1973، وأنجبت ولدا وبنتين ونجحت في تربيتهم مع والدهم واستكملت الطريق بمفردها، متحدية الصعاب بعد أن توفي زوجها عنها في عام 1999، وكان أولادها الثلاث في المرحلة قبل النهائية من التعليم الجامعي.

وأكدت الأم الحاصلة على ماجستير طب وجراحة العيون، إنها تكفلت برعاية أبنائها الثلاثة «أحمد، ومنى، وعلا» حتى سلحتهم بالعلم وانتهوا من تعليمهم الجامعي، مشيرة إلى أن ابنها "أحمد" التحق بكلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، والبنتان التوأم التحقتا أيضا بكلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، وجميعهم كانوا في الفرقة الثالثة وقت وفاة والدهم بمرض الكبد، فاستكملت المسيرة بمفردي حتى تخرجوا وتزوجوا وأنجبوا لي الأحفاد.

وأشارت إلى أنها تعشق مهنة الطب ولم تنقطع عنها نهائيا، كما تعينت في نهاية العام التي توفي فيه زوجها رئيسا لمستشفى الرمد بدمياط، أي بعد وفاة زوجها بـ18 يوما، فقبلت الوظيفة وشجعت أولادي على العمل والنجاح.