الأربعاء 29 مايو 2024

أمهات الشهداء في عيد الأم.. دموع وآهات لفراق الأبناء وآمال معلقة بـ«سيناء 2018» للثأر لأروح أولادهن

تحقيقات21-3-2018 | 11:32

والدة الشهيد محمد أيمن: غاب الجسد والروح باقية وكل صوت في الانتخابات رصاصة في قلب الإرهابي

والدة الشهيد محمد كريم: أذهب لزيارة قربه لأشعر بوجوده معي

والدة الشهيد «السواح»: هدية عيد الأم لنا القضاء على الإرهاب والإرهابيين


وسط الاحتفالات السنوية بعيد الأم، بالتكريمات والهدايا والزيارات، بقيت أخريات محرومات من وجود فلذات أكبادهن على قيد الحياة، هن من فقدن أبناءهن على مدار السنوات الماضية في عمليات إرهابية عصفت بأسر الكثيرين، اليوم تجلس أمهات الشهداء وحيدات، دامعات العينين، يتذكرن من كانوا يوما هنا، صابرات على الفراق وعزائهن أن أولادهن فدوا وطنهم لحمايته وانتقلوا إلى الجنة شهداء.

"غاب الجسد لكن الروح والسيرة باقية" بهذه الكلمات بدأت عزة درويش والدة الشهيد محمد أيمن شويقة مجند الجيش والذي ضحى بروحه ليفتدي أرواح زملاءه من المجندين بعد أن احتضن إرهابيا كان يرتدي حزاما ناسفا ويستهدف 8 من جنود القوات المسلحة في شمال سيناء ديسمبر عام  2015.

«يقين أن حق نجلها سيعود»

تقول والدة الشهيد إن محمد كان الابن والأخ والصديق وفرحتها الأولى ومثالا في الأخلاق والإقدام والشجاعة منذ صغره، لكن ما يلقي في قلبها الصبر هو أن نجلها في الجنة وفخر لها ولأسرته ومثالا لحب وطنه وفدى بروحه أرواح زملاؤه الذين لم يتخلوا عنها منذ غيابه ولا زالوا يذكرونها بزياراتهم واتصالاتهم.

وبعد أن عرفت بانطلاق العملية الشاملة سيناء 2018 وهي تشعر أن حق نجلها قد عاد وأن كل إرهابي يموت هو انتقام لروح ابنها الشهيد وكل شهداء القوات المسلحة والشرطة الذين راحوا ضحية هذه العناصر الإرهابية، تقول أنها بعد أن عزاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في وفاة ابنها الشهيد أيقنت أنه لن يتخل عن حق محمد أو زملاؤه من الشهداء.

وتضيف "انتظر بيان القوات المسلحة يوميا وأشعر أن كل إرهابي يموت هو انتصار، ويهدأ قلبي بأن حقه سيعود"، وترى الأم أن بطولة نجلها ستجعل سيرته مستمرة وأن كل شهيد من شهداء الجيش هم مصدر فخر لأسرهم وأوطانهم، مخاطبة كل أم فقدت نجلها في أي من العمليات الإرهابية في ذكرى عيد الأم "كل عام وأنتِ بخير أولادنا في الجنة وفي قلوب المصريين".

فيما توجه رسالة لجميع المصريين أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ضرورة، قائلة "كل صوت يطلع في الانتخابات هو رصاصة في قلب الإرهابي، وحق أولادنا لن يضيع".

«تزور قبره لتشعر بوجوده معها»

"مفيش عيد أم" تصف والدة الشهيد محمد كريم أحمد الملازم الأول بالجيش الثاني الميداني بعد أن أودى هجوم مسلح على سيارة للقوات المسلحة بحياته قبل ما يزيد عن أربعة سنوات وتحديدا في ديسمبر 2013، لم تجف دموع الأم على فراق الابن لا تزال تبكي حين يأتي ذكره ولم تتوان عن زيارة قبره في مثل هذا اليوم لتشعر بوجوده معها.

تؤكد أنها ستذهب لزيارة قبره اليوم كما اعتادت أن تزوره طوال العام، لكن اليوم يختلف الأمر فهي ترغب بشعورها أنها بجواره، لكن ما يجعل يوم عيد الأم هذا العام مأساويا أكثر هو فقدانها لوالدتها التي لم تمر سنة على فراقها للحياة، "ابني مش هيقول لي كل سنة وانتي طيبة ولا أنا هقولها لحد بعد ما توفيت أمي" تكمل حديثها.

إلا أن يقينها أن ابنها الشهيد في مكان أفضل عند الله وأنها تحتسبه عند الله في منزلة الشهداء هو ما يفرغ الصبر على قلبها وقلب أمهات كل الشهداء، مضيفة "مصبرني انه في مكان أحسن من الدنيا وهو عند الله شهيد حي يرزق".

تضيف الأم أنه حين حضرت تشييع جثمان خالها قبل عام تقريبا وفتحت مقبرة ابنها الشهيد كان الجثمان سليم كأنه لسة متوفي اليوم، قائلة "وجدت ابني كما هو بجسمه ولحمه ودمه وأحتسبه عند الله شهيد".

وبعد انطلاق العملية الشاملة سيناء 2018  في فبراير الماضي رأت الأم في هذه العملية عودة لحق ابنها الشهيد وزملائه في الجيش والشرطة من أودت العمليات الإرهابية بحياتهم خلال السنوات الماضية، فيما تؤكد أن يقينها لم يهتز في أن الثأر لروحه وكل شهداء الوطن قادم وأن النصر قريب.

«فخورة بابني البطل»

«ابني مصدر فخر لي ولبلده» كلمات بدأت بها منال صابر والدة الشهيد محمد جودة السواح، نقيب الشرطة الذي استهدفته عبوة ناسفة زرعها إرهابيين في الطريق الدولي بدائرة قسم رابع العريش في سيارة شرطة، وانفجرت أثناء مرور قافلة أمنية بالطريق، في أكتوبر 2015.

بقلب صابر، وقوة تستمدها من كونها «أم البطل» تقول أم الشهيد أنها تحمد الله وتفتخر بولدها وتضحيته لأجل بلاده، مؤكدة أن الدولة ترعاها وكل أمهات الشهداء في محافظتها الدقهلية، وأنه بعد استشهاد نجلها صدر قرارا بترقيته من رتبة ملازم أول إلى نقيب وهو ما أسعدها، وتأمل أن تنجح العملية «سيناء 2018» في  القضاء على الإرهاب والإرهابيين كهدية لها ولكل أمهات الشهداء في عيد الأم ليعود حق أبنائهم.