في محاضرته أمام أساتذة وطلاب الجامعة الإسلامية
بإسلام أباد:
مفتي الجمهورية: على العلماء استعادة الصورة
الحقيقية للإسلام من قوى الظلام والإرهاب.. الإسلام دعا إلى ضرورة بناء الجسور مع الآخر
بقلوب مفتوحة
أكَّد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
أن المتطرفين موجودون في كل الأديان، وليسوا محصورين في الإسلام فقط، وأن الاستجابة
العاجلة والعمل الجماعي واجبان للتصدي لجرائم الإرهاب ومنع وقوعها ضد المدنيين الأبرياء
سواء باسم الدين أو العرق أو أية ذريعة أخرى.
وشدَّد مفتي الجمهورية -في محاضرة ألقاها
في الجامعة الإسلامية العالمية بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد- على ضرورة تكاتف جهود
المسلمين عامة والعلماء والدعاة خاصة لاستعادة الصورة الحقيقية للدين الإسلامي من قوى
الظلام والإرهاب والتطرف، محذرًا من أن الخطر الحقيقي يتمثل في انتشار أفكار هذه التنظيمات
المنحرفة عن تعاليم الإسلام ومبادئه وسط بعض الشباب المسلم الذي وقع في براثن الفكر
المتطرف عن طريق وسائل الاتصال الحديثة.
وتابع :أننا نسعى من جانبنا في دار الإفتاء
إلى التواصل مع الجاليات المسلمة في العالم أجمع لدعمهم من الناحية الشرعية سواء في
جانب التدريب أو الإصدارات أو في الفضاء الإلكتروني. ونحن على أتم الاستعداد لمناقشة
أي تعاون مثمر يصب في مصلحة جميع الأطراف".
وأشار فضيلة المفتي خلال اللقاء إلى أن
دار الإفتاء المصرية ترفض كل أشكال العنف والإرهاب باسم الدين، مشددًا على أن ما حدث
ويحدث من قِبل التنظيمات الإرهابية لا يُقرُّه شرع أو دين.
وعرَض مفتي الجمهورية ما تقوم به دار الإفتاء
من جهود كبيرة لتفكيك الأفكار المتطرفة والرد عليها بشكل علمي لتحصين الشباب من الوقوع
في براثن هذا الفكر المنحرف.
وواصل: "إن هؤلاء المتطرفين هم نتاج
بيئات ظلامية، واعتمدوا على تفسيرات مشوهة ومنحرفة، وغايتهم هي تحقيق مآرب سياسية محضة
لا أصل لها من ناحية الدين؛ وأن همَّهم إشاعة الفوضى"، مضيفا: "أن دورنا
بوصفنا أهل العلم هو كشف زيف هؤلاء المدعين وتفكيك الآراء الشاذة والمتطرفة والرد عليها
بشكل علمي منهجي".
وقد اختتم مفتي الجمهورية مؤكدًا أن الإسلام
نسق عالمي مفتوح لم يسعَ أبدًا إلى إقامة الحواجز بين المسلمين وغيرهم؛ وإنما دعا المسلمين
إلى ضرورة بناء الجسور مع الآخر بقلوب مفتوحة وبقصد توضيح الحقائق.