الإثنين 17 يونيو 2024

معاناة أرملة

13-3-2017 | 14:01

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة :

 رغم حرصي على متابعة أبواب المشاكل فى الصحف إلا أنني لم أتصور يوماً أن أكون بطلتها و هو ما دفعتني إليه الظروف .. فأنا سيدة في منتصف العقد الرابع من العمر .. تزوجت من أبن عمي منذ أكثر من ربع قرن .. و أنجبت منه 3 أبناء فانشغلت بهم عن استكمال دراستي الجامعية حيث تفرغت تماماً لأسرتي الصغيرة و أصبح دوري كربة منزل بما يتطلبه من أعمال منزلية كالطهي و خلافة هوايتي المفضلة  التي أجد نفسي فيها بل و صنعت من بيتي واحة حب و سعادة لأبنائي و زوجي الذي حرص من جانبه على احتوائي معنوياً و مادياً حتى أنني لم أخطو طوال سنوات زواجنا إلى أي مكان دونه .. هكذا،.. عشت معه في سعادة و أمان حتى أن معظم أقاربي من النساء كن يحسدونني على ما أنا فيه مؤكدين أنني أعيش حياة زوجية من زمن فات !!  .. و لأن بقاء الحال من المحال كما يقولون فقد رحل زوجي فجأة عن عالمنا بعد أصابته بالمرض اللعين و الذي لم يقوى جسده عن مقاومته لأكثر من 30 يوم فقط .. حدث ذلك منذ عامين مما أسفر عن إصابتي بانهيار عصبي ظللت أعالج منه لمدة عام كامل .. بعدها ،.. فقدت الشعور بالأمان فضلاً عن فشلي في استكمال حياتي بشكل طبيعي خاصة بعدما كبر أبنائي و أصبح لكل منهم مشاغله الخاصة .. أكاد أفقد عقلي من جراء هلعي من الوحدة فضلاً عن فشلي التام في الاعتماد على نفسي بعد رحيل صمام الأمان الوحيد في حياتي ..فهل من سبيل يخرجني من معاناتي ؟!

الرد : لاشك أن الأمان العاطفي جزء لا يتجزأ من سعادة المرأة إلا أن حرمانها منه لا يعنى نهاية الكون .. فقد منحك الله سبحانه و تعالى نعمة الأمان في كنف زوج محب لعدة سنوات  ..  لكن ،.. ماذا لو أخذ الله سبحانه و تعالى وديعته إلى عالم أفضل من دنيانا ؟!.. هل نستسلم لأحزاننا أم نحارب لتحقيق الاستقلالية التي تؤهلنا للتأقلم مع واقعنا الجديد !! ... فكم من نساء أجبرتهن الظروف على الحياة دون رجل فاستثمرن وحدتهن في عمل أو هواية كان لها مردود ايجابيً على نفسيتهن .. لذا أدعوكِ للتركيز في الأشياء التي تحبينها .. فإذا كانت أعمال منزلية كما ذكرني فيمكنك شغل وقت فراغك في مشروع لطهي الأطعمة المنزلية و بيعها للنساء العاملات و هو من المشاريع المربحة و المسلية في الوقت ذاته .. كذلك يمكنك الانضمام لأي من الجمعيات الأهلية التي تساعد على اندماجك في أنشطة و علاقات اجتماعية من خلالها تتغلبين على مخاوفك من الوحدة و تطردين المشاعر السلبية خارج جدار قلبك ..