الإثنين 17 يونيو 2024

أم على المعاش

13-3-2017 | 14:04

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة :

 قد تكون معاناتي متشابهة مع البعض إلا أننى لا أستطيع التكيف معها .. فأنا سيدة أبلغ من العمر62 عاماً ، بدأت مشكلتي بعد وصولي لسن التقاعد .. ولكي تتفهمي سر حزني أود العودة معك إلى الوراء و بالتحديد من 37 سنة .. حين تزوجت بطريقة تقليدية من رجل لم أشعر تجاهه بأي نوع من العواطف التي كثيراً ما سمعت عنها .. و رغم ذلك فقد أنجبت منه طفلين ليعوضاني عن حرمان المشاعر فضلاً عن انشغالي بوظيفتي بإحدى الهيئات .. ليصبحا العمل و الأمومة الهدف الذي أعيش من أجله !.. هكذا ، مضت الحياة حتى أصيب زوجي بورم سرطاني منذ 10 سنوات فقمت معه بما تمليه واجباتي الزوجية .. فبذلت قصار جهدي في خدمته حتى وافته المنية بعد 6 شهور من الألم .. ولا أنكر حزني عليه باعتباره من منحنى أغلى هدية و هما ابن تخرج من خمسة أعوام و يعمل حالياً بالخليج و ابنة مثالية كما يصفها الجميع سافرت مع زوجها إلى إحدى الدول الأوربية حيث يعمل .. بينما ظلت الوظيفة الهدف المتبقي لي .. و لأن دوام الحال من المحال .. فقد خسرتها هي الأخرى بسبب وصولي لسن التقاعد .. لتبدأ معاناتي مع الوحدة التي فشلت جميع محاولاتي في مصادقتها أو التأقلم عليها حتى كدت أفقد عقلي من شدة الفراغ .. فهل من سبيل لمساعدتي ؟!

- الرد : يخطئ البعض عند اختزال أحلامه في هدف واحد ليجعله المعنى والأمل الذي يعيش من أجله .. فإذا ما تدخلت الظروف و حرمته منه دخل دوامة الحزن .. و هو ما تعانينه ، فقد ألغيت مشاعرك و حصرت حياتك في دائرة الأولاد و العمل متناسية أن تربية الأبناء جزء لا يتجزأ من غريزة الأمومة ، بينما الوظيفة جزء من مكملات الحياة و ليست كلها .. لذا يمكنك البحث عن غيرها لو ذهبت لأنه ببساطة قيمة العمل في حد ذاته لا تزال باقية و من ثم عليك إيجاد أخر مناسب و إن لم يكن بأجر أو تطوعي بإحدى المجالات المجتمعية الخدمية و ما أكثرها .. كما في استطاعتك الانضمام لأنشطة اجتماعية من خلالها تتعرفين على أشخاص مماثلين لظروفك . أو استغلال هواياتك الكامنة سواء في الطهي , التطريز أو غيرهما في مشروع يدر عليك ربحا و يشغل وقت فراغك .. و لا مانع من السفر لزيارة أبنائك إن أمكن ذلك من وقت لآخر .. و تذكري أن الوصول لسن التقاعد لا يعني نهاية الحياة بل بداية لدنيا جديدة أكثر راحة و أقل توتراً بشرط معرفة كيفية قضائها ..