الإثنين 17 يونيو 2024

ماسبيرو والتنسيق الإيجابي مع الحكومة

14-3-2017 | 10:42

بقلم: فوزي إبراهيم

ربما يكون عجز الإمكانيات في ماسبيرو هو السبب الأول في هذا التعاون والتنسيق الذكي والإيجابي الذي شاهدته فى إحدى الأمسيات علي شاشات ماسبيرو حيث مسابقة للمواهب الشابة من إنتاج وزارة الشباب بمشاركة وإشراف فني وتقني من التليفزيون المصري تقدم بصورة شيقة ولائقة علي القناة الفضائية المصرية المليئة بالكوادر شديدة التميز والتمكن في صياغة جماليات الصورة إضاءة وتصويرا وإخراجا إذا ماتوفرت الإمكانيات،إنها مسابقة(إبداع 5)التي فتحت طاقة من الأمل لمئات الموهوبين في مجالات الموسيقي والغناء والتأليف والتلحين والتمثيل والاستعراض والفنون الشعبية والفنون التشكيلية والأفلام القصيرة وكتابة السيناريو والحوار والتأليف المسرحي وأكثر من عشرين مجالا ثقافيا وفنيا وذلك من طلبة الجامعات والأكاديميات الحكومية والخاصة والأزهرية ووفرت لهم أسماء كبيرة وخبرات مميزة في لجان التحكيم،أمثال جلال الشرقاوي وسميحة أيوب في المسرح،وحلمي بكر وهاني مهني في الموسيقي ومحمود تيمور وجمال بخيت في شعر العامية والفصحي والشعر الغنائي،وهيثم الحاج وبهاء عبدالحميد في القصة القصيرة ومحمد السيد عيد وإنعام محمد علي ونادية رشاد في السيناريو والحوار، وإبراهيم عبد المجيد وحسين حمودة في الرواية د.غادة جبارة وهاني خليفة في الأفلام قصيرة وغيرهم من أقطاب الأدب والفن،أما البداية فكانت مع الإنشاد الديني ومجموعة من الأصوات الرائعة وقد أسعدني وأبهرني صوت شاب قدم مزجا من الإنشاد والمديح بأدائه لجزء من إنشاد الشيخ محمد الفشني ثم الفنان محمد الكحلاوي بإحساس رائع شجي وسلس انتقل فيه بين مقامات موسيقية أربعة هي البياتي والعجم واللامي والصبا بسلاسة واقتدار دفع لجنة التحكيم-أحمد الكحلاوي ومحمود التهامي وحسام صقر- للوقوف والتصفيق له إعجابا بموهبته،ورغم أنها ليست الدورة الأولي إلا أن جماليات الصورة المنقولة علي شاشة الفضائية المصرية بإضاءة علي رشاد وعين المخرج محمد ناجي وإشراف المخرج مجدي لاشين لفتت انتباهي لهذا النجاح المزدوج لوزارة الشباب وللتليفزيون المصري والذي يصب في مصلحة شباب المبدعين ويوسع جماهيرية ماسبيرو بين الشباب وأسرهم في كل محافظات مصر.

ومع الثقافة..

فاجأني في نفس الليلة نجاح مزدوج آخر علي شاشة القناة الثانية و(نايل لايف) ونقل حفل الفنان مدحت صالح من دار الأوبرا بمناسبة عيد الحب،تأكيدا لتعاون مثمر بين الجهتين عوض العجز الملحوظ لماسبيرو في تقديم حفلات من ناحية ووسع جمهور دار الأوبرا وحفلاتها الراقية من ناحية أخري حتي أصبحت حفلاتها كاملة العدد تنفد تذاكر دخولها بعد ساعات من فتح باب الحجز،وأتيح لنا الاستمتاع بالطرب الحقيقي مع مدحت صالح الذي كان في أحسن حالاته في تلك الليلة وفي كل ليلة وقف فيها علي مسرح دار الأوبرا وأمام جمهورها من كل الشرائح العمرية،وتألق مدحت صالح في مجموعة من أغانيه وأغاني كبار مطربينا، مثل: فريد الأطرش وأغنية مش كفايا ياحبيبي، ومحرم فؤاد وأغنية ياواحشني رد علي إزيك سلامات، وبعد أن ألهب القاعة بأدائه لأغنية كوكب تاني،أبدع في رائعة أم كلثوم-إنت عمري-ومنها إلي سلطنة أخري وبهجة لا تخلو من شجن مع أغنية عبد الحليم حافظ أي دمعة حزن لا،وكعادته ختم الحفل والجمهور يطلب المزيد،أما متعة المشاهدة فقد شارك فيها المخرجان محمد إبراهيم وأحمد الشرقاوي.

وتنتهي مشاهداتي في تلك الليلة بنصيحة أوجهها لرئيس التليفزيون المخرج مجدي لاشين بأن يوسع مساحة التعاون والتنسيق مع وزارات أخري مثل السياحة والآثار لإنتاج برامج منوعات مشتركة تصور في الأماكن الأثرية والسياحية وتتاح لها الإمكانيات لتخرج بصورة شيقة تحقق مكاسب ونجاحات مزدوجة تروج لسياحة بلدنا وآثارها وتثري الشاشة بما لا يمكن أن يتحقق لغيرها.