واصلت القافلة الدعوية لوزارة الأوقاف، عطاءها الدعوي بالمساجد الكبرى بجزيرة الوراق بمديرية أوقاف الجيزة، وفقا لتوجيهات وجه الشيخ جابر طايع، بتسيير قافلة دعوية لجزيرة الوراق، أمس الجمعة.
وألقى أعضاء القافلة خطبة الجمعة الموحدة بالمساجد الكبرى بجزيرة الوراق تحت عنوان "رعاية الأيتام واجب ديني ومجتمعي"، مؤكدين أن الدين الإسلامي دين رحمة، اهتم بالفئات الضعيفة اهتمامًا عاليًا، وأولاها رعاية فائقة، وعناية خاصة، ومن تلك الفئات الضعيفة "اليتامى".
من على منبر المسجد الكبير، أكد الشيخ الأمير سعد علي، إمام وخطيب بأوقاف القاهرة، خلال إلقائه خطبة الجمعة، أن رعاية اليتيم وإصلاح شأنه خلق إنساني وحضاري رفيع دعت إليه جميع الشرائع السماوية.
ومن فوق منبر مسجد الإيمان، أشار الشيخ السيد على بحيرى، إمام وخطيب بأوقاف القاهرة، إلى أن الإسلام دعا إلى إصلاح جميع أحوال اليتامى والقيام على شئونهم، فقال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، والمتدبر في الآية الكريمة يرى أن التعبير القرآني قد جاء بكلمة "إصلاح" ليكون شاملًا لكل وجوه العناية والرعاية.
ولفت إلى أن الإصلاح اسم جامع لكل ما يحتاج إليه اليتيم، فقد يحتاج إلى المال فيكون الإصلاح برًّا وعطاءً ماديًّا، وربما يكون اليتيم غنيًّا فيحتاج إلى التقويم والتربية، فيكون الإصلاح هنا رعاية وتربية، وقد يحتاج إلى من يتاجر له في ماله أو من يقوم على شئون زراعته أو صناعته فيكون الإصلاح هو القيام بذلك، وقد لا يحتاج إلى هذا ولا ذاك، وإنما تكون حاجته إلى العطف والحنو والإحساس بمشاعر الأبوة فيكون الإصلاح بتوفير ذلك له، وقد يكون الإصلاح في تقويم زيغه واعوجاجه وتهذيب سلوكه وأخلاقه، وبهذا المعنى الشامل للرعاية والكفالة جاءت النصوص القرآنية والنبوية تحثنا وتدعونا إلى إصلاح أحوال اليتامى، ورعاية شئونهم.
ومن على منبر مسجد الصحابة، قال الشيخ عبد الحميد عبد الرحيم، إمام وخطيب بأوقاف القليوبية، إن الرعاية النفسية لليتامى ضرورية، فقد نهى الإسلام عن استذلالهم، أو إهانتهم، أو احتقارهم؛ محافظة على نفسيتهم، ورعاية لمشاعرهم، فقال تعالى مخاطبًا نبيّه (صلى الله عليه وسلم) ومُعلمًا لأمته:{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}، أي: لا تحقره، ولا تظلمه، ولا تستذله، ولا تمنعه حقه الذي في يدك، وكن له كالأب الرحيم، كذلك جعل القرآن الكريم إهانة اليتيم، وعدم إعطاءه حقه، وعدم الإحسان إليه من صفات المكذبين بدين الله (عزّ وجلّ)، فقال تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}، أي: يدفعه دفعًا عنيفًا بجفوة وأذى، ويردّه ردّا قبيحًا بزجر وخشونة إذا طلب منه شيئًا.
كذلك حثت السنة النبوية المطهرة على مراعاة نفسية اليتامى، ورفع معنوياتهم، والإحسان إليهم، ومن مظاهر ذلك المسح على رؤوسهم.
ومن فوق منبر مسجد عمر بن الخطاب، أكد الشيخ أحمد عبد العال حسن إمام وخطيب بأوقاف القليوبية، أن تخصيص يوم لليتيم فكرة نبيلة ينبغي أن نسعى فيه جميعًا إلى إدخال السعادة والسرور على من فقدوا آباءهم، وإشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم في الحياة، وإن كان الله (عز وجل) قد قدر عليهم فقد آبائهم فإن هذا التقدير لا يخلو من حكمة، ويجب علينا أن نجعلهم في قلوبنا، ومحل رعايتنا واهتمامنا، مؤكدين أن الأمر لا يقتصر على يوم واحد في العام، وإنما ذلك من باب الذكرى لمن شغلتهم الحياة عن هذا الواجب الإنساني والمجتمعي.