الثلاثاء 28 مايو 2024

مفوض حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: على العالم أن يرد على إستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا

9-4-2018 | 20:46

قال زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن على العالم أن يرد على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا أو سيواجه عواقب وخيمة.

وأضاف رعد الحسين ـ في بيان اليوم الاثنين ـ أن التقارير التي تشير الى وقوع هجوم كيماوي قاتل آخر في سوريا يوم السبت بمدينة دوما تعكس عجز الرد الدولي على الهجمات السابقة التي زعم أنها نفذت في سوريا.

وتابع إنه وبعد عقود ساد إعتقاد بأن العالم نجح في حظر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، إلا أن العالم يجلس مكتوف اليدين في وقت يصبح استخدامها في سوريا طبيعيا ، وأشار الى أن الإستهجان الجماعي لإستخدام آخر محتمل لواحد من أكثر الأسلحة المروعة التي إبتكرها الإنسان يعكس كم هو أمر خطير للغاية.

ولفت الى أن النجاحات الماضية في الجهود الرامية الى القضاء على الأسلحة الكيميائية وتفكيك المخزونات أينما وجدت يتم تبديدها بصورة تعسفية عن طريق قيادة عالمية غير فعالة أو عرقلة عمدا ، ونوه الى أن هناك عددا من الدول القوية تشارك مباشرة في الصراع في سوريا ، ومع ذلك فشلت تماما في وقف هذا الانحدار المشؤوم نحو الأسلحة الكيماوية الحرة للجميع ، وحذر من أن العواقب قد تكون وخيمة على الجميع في العقود القادمة.

وقال زيد رعد الحسين إن الحظر المفروض على إستخدام الأسلحة الكيميائية ليس مطلقا فحسب بل حظي كذلك بدعم كامل من كل بلد تقريبا في كل مكان ، حيث صدقت 192 دولة على اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي دخلت حيز النفاذ في أبريل 1997 ، وبما يجعلها واحدة من الأكثر شمولا في الاتفاقيات الموجودة عالميا.

وأشار الى أن الدول التي صادقت على الاتفاقية ، بما في ذلك سوريا والتي كانت من بين آخر الدول التي قامت بذلك في 14 سبتمبر 2013 ، تعهدت رسميا بألا تستخدم هذه الأسلحة تحت أي ظرف من الظروف.

ولفت الى أن الاتفاقية العالمية تشدد على حظر تطوير الأسلحة الكيماوية أو إنتاجها أو حيازتها أو الإحتفاظ بها أو نقلها الى أي شخص بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وقال إنه يعتقد أن الأسلحة الكيماوية قد إستخدمت من قبل أطراف مختلفة في النزاع بسوريا في 35 مناسبة منفصلة منذ بداية عام 2013 .

وأضاف أنه من الواضح أن الإدانة اللفظية غير كافية والفشل الذريع في التحقيق بشكل صحيح في كل مزاعم الهجمات الكيميائية من جانب جميع الأطراف يشجع على استخدام هذه الأسلحة الخسيسة ويقوض شرعية النظام القانوني الدولي.

وتابع إن أطراف الصراع ومؤيديهم بما في ذلك مختلف الجماعات المتطرفة دفعوا الباب على مصراعيه نحو استخدام هذه الأسلحة ، وبما أنه لم تكن هناك مساءلة مطلقة عن جرائم الماضي فإنهم يستمرون في الدفع والاستمرار في إختبار الإفتقار العالمي الى العزيمة.

قال المفوض السامي إن أسلحة الدمار الشامل مثل تلك المستخدمة في سوريا اليوم لها تأثير مدمر على الحق في الحياة وتسبب الألم والمعاناة ، وإن الكلمات الفارغة والإدانات الضعيفة وشلل مجلس الأمن واستخدام حق النقض الفيتو يجعل من المهم دعوتها الى أن تستيقظ وتستيقظ سريعا ، وذلك لمنع الضرر الذي لا يمكن إصلاحه لواحدة من أهم أدوات حظر السلاح وتحييده عالميا.