أكدت المفوضية العليا لشئون اللاجئين اليوم الأربعاء أنه على الرغم من انخفاض عدد اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا في العام الماضي، إلا أن المخاطر التي يواجهها الكثيرون على طول الطريق قد ازدادت في بعض الحالات.
وقالت المفوضية - في تقرير يرصد أنماط الحركة المتغيرة للاجئين والمهاجرين صدر اليوم - "إن عدد الوافدين عن طريق البحر إلى أيطاليا ومعظمهم من ليبيا قد انخفض بشكل كبير منذ يوليو 2017 ، كما استمر هذا الانخفاض في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري بنسبة تصل إلى 47% مقارنة بالعام الماضي".
وتابعت: "أن الرحلات إلى إيطاليا عبر البحر أثبتت أنها محفوفة بالمخاطر إلى حد كبير حيث ارتفع معدل الوفاة بين من يقومون بتلك الرحلات والذين يعبرون من ليبيا إلى شخص لكل 14 شخصا في الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري وذلك مقارنة مع شخص لكل 29 شخصا في الفترة نفسها من عام 2017 في حين أن العدد الإجمالي للعابرين للبحر المتوسط ظل أقل بكثير من مستويات عام 2016 إلا أن هناك ارتفاعا في عدد الوافدين إلى أسبانيا واليونان في الجزء الأخير من العام الماضي.
وفي عام 2017 ، شهدت إسبانيا زيادة بنسبة 101% مقارنة بعام 2016 حيث وصل عدد القادمين الجدد إلى 28 ألف شخص بينما أظهرت الأشهر الأولى من العام الجاري اتجاها مماثلا حيث ارتفع عدد القادمين بنسبة 13% مقارنة بالعام الماضي .. ويعد المغاربة والجزائريون من أكبر الجنسيات عددا بين هؤلاء على الرغم من أن السوريين لايزالون أكبر مجموعة تعبر الحدود البرية لإسبانيا.
وفي اليونان ، انخفض إجمالي عدد القادمين إلى البحر مقارنة بعام 2016 ومع ذلك تلاحظ ارتفاع بنسبة 33% في الفترة ما بين مايو وديسمبر من العام الماضي مع وصول 24 ألفا و600 شخص مقارنة مع 18 ألفا و300 شخص في نفس الفترة من عام 2016 معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان بما في ذلك عدد كبير من الأسر التي لديها أطفال..وقد واجه طالبو اللجوء الذين يصلون عن طريق البحر إلى اليونان فترات إقامة مطولة في ظروف مكتظة ومرهقة في الجزر اليونانية.
وأوضحت المفوضية أن رحلات اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا وعبرها لاتزال محفوفة بالمخاطر حيث يعتقد أن أكثر من 3 آلاف و100 شخص قد فقدوا أرواحهم في البحر خلال العام الماضي أثناء سفرهم إلى أوروبا وذلك مقارنة مع 5 آلاف و100 شخص في عام 2016، بينما توفي أو فقد 501 آخرين منذ بداية العام الجاري.
ولفتت إلى أن هناك ما لا يقل عن 75 آخرين لقوا حتفهم على طول الطرق البرية على الحدود الخارجية لأوروبا أو أثناء السفر في أوروبا في عام 2017 مع وجود تقارير مستمرة ومقلقة للغاية حول عمليات دفعهم للعودة ، مشددة على أن الوصول إلى الأراضي وإجراءات اللجوء السريعة والعادلة والفعالة للأشخاص الساعين إلى الحماية الدولية هو أمر حيوي بالإضافة إلى ضرورة إدارة الحدود وتقديم الحماية للاجئين بما يتماشى مع الالتزامات الدولية.
وأوضحت أنه في عام 2017 وصل إلى أوروبا أكثر من 17 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم حيث وصل معظمهم عن طريق البحر إلى إيطاليا وكان 13% من جميع الوافدين أطفالا يسافرون بمفردهم وهو اتجاه مماثل لعام 2016.