مثل غيري ومنذ زمن بعيد وأنا أتابع ما
تنشره هيومان رايتس ووتش من تقارير مغرضة تفوح منها رائحة الغدر والرغبة في
الخراب، والمتابع الجيد لكل ما تقدمه هذه المنظمة المشبوهة من تقارير مدفوعة الأجر
لابد أن يخطر بباله على الفور المثل الشعبي العبقري الذي يقول "هيومان رايتس
ووتش تلهيك واللي فيها تجيبه فيك " ولأن التقارير تكتب حسب الكيف والمزاج
وطبقا لتعليمات "الممول" فلا عجب أن تتحدث المنظمة "الشريفة
قوي" عن انتهاكات وتعذيب وخروقات لحقوق الإنسان في بلدان معينة بينما تغض
الطرف عن بلاوي تحدث في بلدان أخرى - ولنا في التاريخ عبرة- فعلى مر العقود
الماضية، كانت هناك حوادث كثيرة أججت مشاعر الشعوب عبر الدول، لكن (هيومان رايتس)
التزمت الصمت حيالها ولم تخرج بأي تصريح ولو حتى بالتعبير عن الأسف عما حدث مثلا
من انتهاكات يشيب من هولها الولدان في سجن جوانتانامو في كوبا، وفي سجن أبو غريب بالعراق، وجرائم الجيش
الإسرائيلي في فلسطين ، إضافة إلى الحروب الدموية التي تتبعها بعض القطاعات
التجارية في أفريقيا بحثًا عن الموارد من ذهب وألماس وغيرهما !
ثم
أين ضمير القائمين على المنظمة من المآسي التي يخلفها الإرهاب في سيناء والذي يحصد
أرواح عشرات الأبرياء من المدنيين والأبطال من رجال الجيش والشرطة ؟
ويبدو أن اللعب على نغمة التعذيب
والانتهاكات والاختفاء القسري لم يعد ينطلي على بسطاء الناس فكان لابد أن تلجأ
المنظمة الشريفة للبحث عن "سكة تانية " وتفتق عقل المسئولين عنها عن
فكرة جهنمية ، فتحت شعار "لست وحدك" نشرت المنظمة مقطع فيديو على حسابها
على تويتر، أجرت خلاله حوارات مع بعض الشباب المثليين في الدول العربية بحجة أنهم
– يا عيني – يعانون الاضطهاد في مجتمعاتهم ويواجهون ممارسات بشعة عرضتهم لصراع
نفسي مرير، فضلا عن الوحدة والعزلة عن بقية فئات المجتمع الذين يرفضون تلك
الممارسات ويجرمونها !!
والعبد لله احتار والله في الإجابة عن سؤال
بسيط ، وهو كيف استطاع مندوبو المنظمة الوصول إلى هؤلاء ؟ هل مثلا تم إجراء مسح لـ
"الخرابات" والمكن – جمع مكنة- أو تحت الكباري بغية نيل الصيد الثمين
للحديث عن معاناته وأوجاعه ؟ ثم لماذا الإصرار من جانب المنظمة الشريفة على اعتبار
الشذوذ الجنسي نوعا من الحرية ولماذا يجب على المجتمع أن يرضخ أمام رغبات شخص تخرج
عن حدود الطبيعي والمألوف ؟ طب هو عايز يبقى ولامؤاخذة "فيشة" الناس
ذنبها إيه !
المدهش أن هذه ليست المرة الأولى التي
تطالب فيها المنظمة الشريفة بمراعاة مشاعر الشواذ فقد سبق وأن كتبت الست الطاهرة
سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط بالمنظمة تقريرا قالت فيه "يجب إطلاق
سراح كل الضحايا الذين أوقفوا بتهمة الفجور مشيرة إلى محاكمة 34 شخصًا في مصر بسبب
ما سمته بـ"السلوك الجنسي المثلي بالتراضي "أي بموافقة الطرفين" !
ومعتبرة أن القبض على الأشخاص وفق ميولهم الجنسية ، تجاهلا صارخا لحقوقهم ! ولا هذه أيضا هي
المرة الأولى التي يتحدث فيها الجماعة الأمريكان عما يسمونه حقوق المثليين فقد سبق
وأن شنت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية هجوماً حاداً على مصر بسبب
موقفها الرافض للشذوذ الجنسى، وقالت في افتتاحيتها: إن الشواذ هم الهدف الأحدث
لقوات الأمن، فى ظل الممارسات القمعية - على حد وصفها - مشيرة إلى أن الشذوذ أو ما
تسميه "المثلية الجنسية" لا يعد جريمة في مصر، ورغم ذلك يتم القبض على
هؤلاء الأشخاص ويحكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين 3 إلى 12 سنة بتهم التحريض
على الفسوق وتسهيله والاعتياد على ممارسة الفجور، وإساءة استخدام الإنترنت فى ذلك
، ونقلت الصحيفة عن "نشطاء الغبرة" في المحروسة قولهم إن الشواذ فى مصر
يشعرون بالرعب وكثير منهم هاجر والباقون يبذلون قصارى جهدهم لإخفاء حياتهم
الجنسية، وإن قوات الأمن تستخدم أسماء وهمية عبر مواقع السوشيال ميديا للإيقاع
بالشواذ ومعرفة عناوينهم لمداهمتهم، وأن من يتم القبض عليه يخضع لإذلال متعمد,
وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأن الحملة ضد الشواذ فى مصر واحدة من الطرق
العديدة التى فاق بها القمع فى مصر أى نظام آخر فى العصر الحديث !!
طب يا من تسكنون بلاد العم سام إذا كنتم
تعتبرون أن مواجهة الشواذ نوع من القمع و ما دام الجماعة دول صعبانين عليكم قوي
كده ما تريحونا وتاخدوهم عندكم وأهو تبقوا " خواجات" في قلب بعضكم !