أعلنت المفوضية العليا لشئون اللاجئين، عودة المجموعة الأولى من لاجئي إقليم دارفور السوداني الذين كانوا قد لجأوا إلى تشاد في السنوات الماضية بسبب القتال في الإقليم.
وقال المتحدث باسم المفوضية، اندريه ماهيسيتش، في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الجمعة، إن المنظمة الدولية وبالتعاون مع حكومتي السودان وتشاد قامت بتسهيل عودة 53 لاجئا من مخيم ايريديمى فى شرق تشاد وتم نقلهم إلى شمال دارفور فى حافلات تابعة للمفوضية، وأعرب عن أمل المنظمة في أن تكون عودة هؤلاء بداية سلسلة من العودة الطوعية للاجئين السودانيين الذين يعيشون في تشاد.
لفت المتحدث إلى أن العائدين هم بداية لآلاف من المتوقع عودتهم خلال الشهور القادمة، حيث يعيش معظمهم في تشاد منذ سنوات، مضيفا أن عمليات العودة تلك جاءت بعد توقيع اتفاق ثلاثي بشأن العودة الطوعية للاجئين السودانيين بين المفوضية وحكومتي السودان وتشاد في مايو الماضي.
أكد المتحدث أن ممثلين عن المنظمة الدولية قاموا بزيارة قرى العائدين قبل عودتهم، في وقت تواصل فيه المفوضية تسجيل المزيد من اللاجئين الراغبين في العودة، والذين يتم توفير وسائل نقلهم إضافة إلى مدهم بحصص غذائية لمدة ثلاثة أشهر، يقدمها برنامج الغذاء العالمي.
ونوه المتحدث باسم المنظمة الدولية إلى أن هؤلاء اللاجئين العائدين كانوا قد فروا بعد اندلاع الحرب في دارفور في عام 2003 عندما بدأت مجموعات المتمردين في قتال القوات الحكومية، وهو ما تلاه تشريد الملايين داخل السودان وعلى حدودها، وأضاف أن المفوضية تعمل على دعم جهود السلطات السودانية لتحسين الخدمات في شمال دارفور مع الوكالات الأخرى للأمم المتحدة والشركاء الآخرين، حيث تحتاج مناطق العودة لإعادة تأهيل عاجلة.
وشدد المتحدث باسم مفوضية اللاجئين على أن دعم المجتمع الدولي مطلوب لجعل العودة مستدامة ودائمة خاصة وأن تمويل المفوضية لعملياتها هناك لعام 2018 والبالغ حوالي 256 مليون دولار، لم يصل منه سوى 14 % فقط.
أكد ماهيسيتش أن المزيد من اللاجئين قد أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى السودان في الأشهر المقبلة، خاصة وأنه مع تحسن الوضع الأمني في دارفور شهدت المنطقة اتجاها متناميا لعودة اللاجئين والمشردين داخليا في السنوات القليلة الماضية، وأفاد المتحدث بأن المفوضية ساعدت في ديسمبر الماضي حوالي 1500 لاجئ على العودة إلى جنوب دارفور من جمهورية أفريقيا الوسطى من خلال عملية جوية.. وأعاد ماهيسيتش رغبة اللاجئين في العودة وجزئيا إلى التحسينات الأمنية العامة في الإقليم نتيجة لاتفاقات السلام بين الحكومة وبعض الجماعات المسلحة، إضافة إلى مساهمة عملية نزع السلاح التي تنفذها الحكومة في جميع أنحاء دارفور وكذلك جهود بعثة حفظ السلام بقيادة القوة المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، في جعل المناطق أكثر أمنا للنازحين.
يشار إلى أن هناك حوالى مليوني شخص نازح داخل السودان بينما يعيش أكثر من 650 ألف لاجئ سوداني في البلدان المجاورة، بما في ذلك تشاد وجنوب السودان، في حين يعيش حاليا حوالى 300 ألف لاجئ من دارفور في 12 مخيما تديرها المفوضية والحكومة في شرق تشاد.