خبراء: القراءة وسيلة لعلاج الأطفال من صدمات العنف والحرب
استضافت ندوة "قلب الحدث" التي ينظمها مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ضمن فعالياته في مركز اكسبو الشارقة بالإمارات العربية، كلاً من الناشطة المدنية، العراقية تقى عبد الرحيم، والكاتبة البريطانية جنيفر بيل، والناقدة السعودية الدكتورة الريم الفواز، أستاذ الأدب والنقد المساعد في قسم اللغة العربية في جامعة الملك عبد العزيز، حيث أكدوا أن القراءة تعد أبرز طرق معالجة الأطفال من الظروف والمواقف غير المناسبة لهم.
وأكد المتحدثون، خلال الندوة التي أدارها تامر سعيد، أن الأطفال لم يعودوا بعيدون عن دوائر العنف والحروب، ورغم محاولات الأهل إبعادهم عنها، إلا أن وسائل التواصل العصرية، لعبت دوراً أساسياً في جعلهم جزءاً من الأحداث التي تجري على أرض الواقع.
بدورها أشارت الناشطة تقى عبد الرحيم إلى أن عمليات النزوح الكبيرة التي شهدها المجتمع العراقي خلال السنوات الأربع الأخيرة، نتيجة النزاعات والحروب التي تشهدها المنطقة، ساهمت بإحداث آثاراً سلبية كثيرة على الأطفال، وأصابتهم بما يعرف بـ "صدمة الحرب".
وقالت: "في الواقع أن عملية حماية الطفل من العنف أصبحت شبه مستحيلة، بسبب كثرة الوسائل التي يمكنها إيصال العنف إلى الأطفال، ومن خلال تجربتنا في العمل بمخيمات اللجوء، اكتشفنا حجم العنف الذي يتعرض له الأطفال في مناطق النزاع، ومدى حاجتهم إلى الدعم النفسي بسبب تعرضهم لصدمة الحرب، والتي عادة لا تظهر آثارها مباشرة، وإنما تحتاج إلى سنوات، حيث تتشكل لدى الطفل عوامل مختلفة تساعد على تحويله إلى طفل عنيف".
من جهتها، لفتت الكاتبة جنيفر بيل، إلى أن القراءة يمكن أن تكون ملاذاً للطفل للخروج من حالة العنف التي تعرض لها.
وقالت: "من خلال تجربتي كبائعة كتب، تبين لي أن عدداً كبير من الأطفال الذين تعرضوا للعنف، استطاعوا تخليص أنفسهم من خلال القراءة، وأعتقد أن سبب ذلك يكمن في أن القراءة تحررهم من العالم الواقعي، ليعيشوا في عوالم أخرى خيالية أو افتراضية، يشكلون ملامحها بأنفسهم، وبالتالي فإن القراءة تشكل بالنسبة لهم لحظة استراحة مهمة".
بدورها، سلطت الدكتورة الريم الفواز في حديثها، الضوء على النقد في أدب الأطفال، حيث بينت أنه لا يزال متأخراً، وأنه لا يواكب مراحل التأليف المتقدمة عليه، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي نعيشه حالياً.
وقالت: "بشكل عام.. نقد أدب الأطفال لا يزال متأخراً في منطقتنا، وهناك الكثير من الكتاب يتطلعون إلى ضرورة وجود معايير معينة تحدد أساليب الكتابة للطفل"، لافتة إلى أن طبيعة النظرة الدونية لنقد أدب الأطفال، يعد سبباً رئيسياً في تأخره، إلى جانب عدم اطلاع النقاد بالشكل الكافي على تفاصيل أدب الطفل على اختلاف أشكاله، وهو ما سبب فجوة كبيرة بين الناقد والأديب.