الأحد 16 يونيو 2024

قبل ١٥ شهراً من انتهاء الفترة الرئاسية الأولى للسيسى الرضا الشعبى.. فى خطر

15-3-2017 | 11:01

بقلـم: غالى محمد

منذ تحرير سعر الصرف وزيادة أسعار المنتجات البترولية فى ٣نوفمبرالماضى هناك ارتفاع شكوى الأغلبية من المصريين من ارتفاع الأسعار بشكل علنى وغير علنى، حتى أصبح لايوجد حديث لدى هذه الأغلبية إلا عن المعاناة من ارتفاع الأسعار، وعدم القدرة على الوفاء باحتياجات الحياة اليومية..

أتابع مثل الكثيرين اتجاه الرضا الشعبى لدى المصريين إلى التراجع بمعدلات كبيرة، وتحمل المصريون الكثير، وتقبلوا أية إجراءات اقتصادية تتخذها الحكومة، بل تعايشت الأغلبية من المصريين جبراً مع احتكارات ومافيا الأسواق، والتى لم تتخذ الحكومة بشأنها أية خطوات لردع هؤلاء، بل استمروا فى عملية رفع الأسعار وبشكل مبالغ فيه عن معدلات ارتفاع سعر الدولار.

ومن وقتها وحتى اليوم، وأنا اسأل: وماذا سيفعل الرئيس عبدالفتاح السيسى مع تراجع هذا الرضا الشعبى، خاصة أنه باقِ نحو خمسة عشر شهراً على الانتهاء من الفترة الرئاسية الأولى ومن ثم فعليه أن يستعد من الآن لانتخابات فترة الرئاسة الثانية؟

وعندما نقول ذلك، فإنه لا يعنى أننا نطالب الرئيس بالتفاعل مع الرضا الشعبى للمصريين من أجل انتخابات الفترة الثانية فقط، فهذا ليس صحيحاً، لأن الرئيس السيسى منذ ثورة ٣٠ يونيو وقبل أن يكون رئيساً، وهو لا يعنيه سوى الرضا الشعبى للمصريين، ومن اللحظة الأولى، وهو الأكثر انحيازاً للشعب المصرى بكافة الأشكال.. وتحديداً منذ أن خلٌص المصريين من حكم الفاشية الإخوانية، وأزاح هذا الكابوس الشيطانى، ليس هذا فقط، بل ثمة إصرار لدى الرئيس على تخليص مصر من الإرهاب، وكثيراً ما ذكر أنه يصر على هذا حتى لو كانت حياته هى الثمن.

ناهيك عن المشروعات القومية التى نفذها الرئيس لصالح الأجيال الحالية والأجيال القادمة.

والأهم هو الحفاظ على كرامة الشعب المصرى منذ أن أزاح الإخوان، وبعد أن أصبح رئيساً وحتى الآن، سواء كرامة الشعب فى الداخل أو فى العلاقات الدولية.

لكن الرئيس اضطر إلى اتخاذ عدد من القرارات الصعبة التى أثرت على هذا الرضا الشعبى.. ويخطئ من يتجاهل ذلك.

وكثيراً ما أشاد الرئيس بصبر المصريين على هذه الإجراءات الصعبة، وأشاد بهم لعدم استجابة الأغلبية من المصريين للخروج يوم ١١ نوفمبر الماضى استجابة لدعوة الإخوان.

وتمسك المصريون بالرئيس السيسى، لكن من الصعب أن نتجاهل كما سبق أن ذكرنا أن حالة الرضا الشعبى فى تراجع مستمر.

قررنا التوقف منذ ذلك، خاصة بعد مظاهرات العيش التى شهدتها بعض المحافظات مؤخراً بسبب قرارات غبية من وزير التموين الحالى على المصيلحى.

فهذه المظاهرات التى حملت رسائل عديدة وخطيرة، قالت بوضوح إنه من الصعب الاقتراب من خبز المصريين خاصة الفقراء وأبناء الطبقة المتوسطة، لقد تعايش المصريون مع أزمات السكر والأرز ونقص الدولار وارتفاع أسعار أى سلعة تم رفعها، ولكن عند الاقتراب من خبز الحياة، خرج هؤلاء ليقولوا لا.. إلا رغيف العيش.

من هذه الرسائل قررنا فى «المصور» أن ندق جرس الإنذار إلى ما هو أكبر من ذلك وهو «تراجع الرضا الشعبى».

قررنا إعداد هذا الملف لنسأل: كيف يوقف الرئيس هذا التراجع فى الرضا الشعبى وهو يقترب من فترة رئاسية ثانية؟

قررنا ذلك، لأنه ليس من الحكمة أن نترك الأغلبية من المصريين فى الهواء، لا تجد من يتحاور معها، ويطمئنها بأن توحش الأسعار سوف يتوقف، بأن فرص العمل سوف تتوفر، بأن الحزم فى تطبيق القوانين سوف يتواصل.

لقد وعد الرئيس السيسى المصريين بالتحمل ستة أشهر، لكن ما يبدو فى الأفق غير ذلك، فاحتكارات الأسواق تقوى ومافيا التجار تتوحش ورموز دولة مبارك وجمال مبارك يعودون والكبار الذين نهبوا الأراضى بأبخس الأسعار يتحدون.

نعم.. الرئيس نفذ العديد من المشروعات القومية وتبنى مشروع القضاء على العشوائيات، ونفذ أكبر مشروع حضارى للإسكان الاجتماعى وأكبر مشروع قومى للطرق ومشروع المليون ونصف المليون فدان، والأنفاق التى تربط سيناء بالوادى والعاصمة الإدارية الجديدة، ونفذ برامج اجتماعية عديدة لدعم الفقراء.

نعم.. الرئيس يحارب الفساد بقوة لم تشهدها مصر من قبل، حتى أصبح لا يمر يوم إلا وهناك قضية رشوة كبيرة تضبطها الرقابة الإدارية وغيرها من الجهات الرقابية.

نعم.. الرئيس يخوض أكبر حرب على الإرهاب، حتى لا تتحول مصر إلى سوريا أو ليبيا أو العراق.

نعم.. الرئيس يعطى أكبر اهتمام لتسليح وتدريب القوات المسلحة حتى أصبح جيش مصر من أكبر وأقوى جيوش الشرق الأوسط وأحد الجيوش الكبرى فى العالم كله.

نعم.. الرئيس يهتم ببناء الشرطة بأحدث القدرات التسليحية والتكنولوجية.

نعم.. الرئيس قرر اقتحام مشاكل الصعيد والبدء فى التنمية الجادة لمحافظاته وكذلك تنمية سيناء، باختصار ما فعله السيسى منذ توليه منصب الرئيس سوف يسجله التاريخ، والمصريون يقدرون ذلك، لكن وحش الأسعار قد شوشر على كل هذا، وتجلى ذلك مؤخراً فى مظاهرات الخبز ومن قبلها مظاهرات لبن الأطفال، الأمر الذى يجعلنا نقول مرة أخرى إن الرضا الشعبى فى تراجع ينذر بالخطر ولم يبق للرئيس السيسى سوى ١٥ شهراً على انتهاء الفترة الرئاسية الحالية.

لابد أن يتحرك الرئيس من الآن لتنفيذ ما سبق أن وعد به المصريين قبل انتخابات هذه الفترة الرئاسية.

على الرئيس أن يتحرك ليضرب الفساد بقوة أكبر، عليه أن يخوض معركة القضاء على وحش الأسعار مثلما يخوض أشرس معركة ضد الإرهاب، فمافيا التجار والاحتكارات هما الخطر الذى لا يقل عن خطر الإرهاب.

إننا نناشد الرئيس أن يتحرك لبحث ظاهرة تراجع الرضا الشعبى، لأن المصريين فى احتياج شديد له فى فترة رئاسية ثانية.

أكتب ذلك بصراحة وعن اقتناع، لذلك كان السؤال الحاسم لهذا الملف هو كيف يتم استعادة الرضا الشعبى حتى فى ظل الأزمات الصعبة التى تشهدها مصر؟!

أقول ذلك ونحن نسجل انحياز الرئيس لحرية الصحافة وهو انحياز واضح لاشك فيه، ونشهد به شهادة حق.

وفى هذا السياق، زارنا هذا الأسبوع فى دار الهلال، وفد من أستاذة وطلاب الجامعات الفنلندية برئاسة الدكتور سعيد صادق، وكان السؤال الرئيسى لهذا الوفد هل تستطيعون انتقاد الرئيس السيسى؟

كانت الإجابة قوية بأننا ننتقد الرئيس السيسى بالفعل طالما أن هذا على أرضية لصالح هذا الوطن.

وهذا الملف نفتحه على أرضية وطنية لكى يسود الرضا الشعبى بين كافة المصريين.

سيادة الرئيس.. أرجو أن تلبى مطالب الشعب المصرى بالتحرك من الآن لخوض انتخابات ٢٠١٨، من أجل مصر، من أجل شعبها، ولا تخذل المصريين فى إعادة الرضا الشعبى إليهم.

سيادة الرئيس.. فى انتخابات الفترة الأولى التف المصريون حولك، خاصة بعد أن خلصتهم من الإخوان الفاشيين، وها هم المصريون يلتفون حولك لأنك الأقدر على الإحساس بهمومهم، لذلك سيادة الرئيس لابد وأن تستعيد الرضا الشعبى للمصريين.