الثلاثاء 25 يونيو 2024

سقطات «الخليفة الفنكوش» بئر النزاعات.. واقتصاديون: سياسات أردوغان الخاطئة تدمر تركيا.. ويضع مخططا للهيمنة على جميع السلطات.. ومصر حرمته من مكاسب الخليج.. والرئيس المضطرب يوسع دائرة خلافاته

تحقيقات21-4-2018 | 19:19

هشام إبراهيم: أردوغان سبب رئيسي في الخسائر الاقتصادية

رشاد عبده: يسعى للهيمنة على كل السلطات

وائل النحاس: الرئيس التركي خطط لخفض قيمة الليرة

اعتبر محللون واقتصاديون، أن الخطوات التي يقدم عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وآخرها تقديم موعد الانتخابات الرئاسية، ستؤثر سلبا على الاقتصاد في البلاد وتراجع قيمة العملة الرسمية أمام الدولار الأمريكي وارتفاع معدل التضخم، مؤكدا أن توترات الأوضاع في المنطقة التي شاركت في تركيا مثل أحداث سوريا وافتعال الأزمات مع اليابان تزيد من حدة الاحتقان في البلاد وتجعل أنقرة طاردة للاستثمار.

ولفتوا إلى أن سياسة القمع تؤثر سلبيا كبرى على حركة التجارة والاستثمار في البلاد، إذ ألقى أردوغان القبض على ما يزيد عن 7800 شخصية من أكبر رجال الأعمال في البلاد من يدفع بالاقتصاد نحو الهاوية.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منتصف الشهر الجاري، إن الانتخابات ستجرى في يونيو، قبل أكثر من عام على موعدها المقرر، موضحا أن البلاد بحاجة عاجلة للانتقال إلى النظام الرئاسي التنفيذي.

وقال أردوغان إنه اتخذ القرار بعد التحدث إلى زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، الذي أشار قبل يوم إلى احتمال إجراء انتخابات مبكرة، وكان من المقرر في السابق أن تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية نوفمبر 2019.

أردوغان والفرعون الجديد

الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاقتصادية، قال إن إقدام الرئيس التركي على تقديم موعد الانتخابات الرئاسية في بلاده، وإجراؤها خلال شهر يونيه، تأتي ضمن محاولات للهيمنة على جميع السلطات في بلاده والانقضاض عليها من أجل أن يكون خليفة للمسلمين حسب زعمه، مشيرا إلى أن أردوغان يريد أن يكون فرعونا جديدا في الشرق الأوسط من خلال وضع كل السلطات تحت قبضته.

وأضاف رئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاقتصادية لـ«الهلال اليوم» أن الرئيس التركي أقدم على ذلك لأنه يعلم أنه سيحصل على أعلى نسبة في الانتخابات رغم التخوفات الكبيرة والمفاجآت المتوقعة، مؤكدا أن أردوغان أقصى كل المعارضين، فضلا عن أن كل الأحزاب الموجودة ضعيفة وهشة.

وأكد أن الرئيس التركي اعتقل 7800 شخصية من أكبر رجال الأعمال في البلاد وألقوا بهم في غياهب السجون، مشيرا إلى أنه استطاع أن يمارس سياسته الديكتاتورية في كل المجالات بعد أن حقق اقتصادا قويا وكبيرا، إذ إنه يحقق 64 مليار دولار سنويا من عوائد السياحة فقط رغم أن تركيا خالية من الآثار والمعالم السياحية الكبرى.

الحرمان من «كعكة الخليج» التصديرية

قال وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن تركيا عانت من تراجع عمليات التصدير خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع عملتها، فضلا عن أن النزاعات الاقتصادية بين الصين وأمريكا رفعت جمارك الصادرات من 25 % إلى 40 % مما أثر على دولة مصدرة مثل تركيا.

وأضاف لـ«الهلال اليوم» أن الحكومة التركية تهدف إلى تخفيض عملتها من أجل زيادة صادراتها باعتبارها دولة مصدرة، وأن انخفاض العملة يساعد في زيادة عملية الصادرات مقارنة بالدول الأخرى، مشيرا إلى أن أردوغان ليس سهلا ويسعى إلى زيادة صادراته للتغلب على أزماتها الاقتصادية، خاصة أن مصر حرمتها من أكبر المكاسب الاقتصادية بعد إلغاء اتفاقية «الرورو» في عام 2014 إذ كانت تدخل إلى الدول الخليجية دون أي أعباء مالية كبيرة من خلال مصر.

ولفت إلى أن إعلان أردوغان تقديم موعد الانتخابات الرئاسية يهدف إلى طرح ثقة واطمئنا للاستثمار الخارجي في بلاده، بعد حالة التوترات والنزاعات الأخيرة التي شارك فيها الرئيس التركي والحروب الخارجية بما يجعل تركيا طاردة للاستثمار.

وشدد على أن أردوغان يهدف إلى تحقيق استقرار سياسي واجتماعي لطمأنة العالم وجذب استثمارات جديدة، مشيرا إلى أن تقديم الانتخابات يهدف به إلى أنه لا يطمع في سلطة على غير الحقيقة وربما يريد اقتناص المنصب قبل زيادة الأزمات الاقتصادية وارتفاع معدل التوتر السياسي في الشارع التركي.

وأكد أن الرئيس التركي يريد أن ينهي الجدل بعد الانتخابات الرئاسية وتحويل النظام في تركيا من نظام ديمقراطي إلى نظام رئاسي وسط انشغال العالم وانغماسه في همومه.

خسائر فادحة بسبب تصرفات أردوغان

قال هشام إبراهيم، الخبير الاقتصادي والمصرفي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول أن يسبق الأحداث المتوقعة في المستقبل جراء الأزمات الاقتصادية المحتملة التي تؤثر على شعبيته بالسلب، فلجأ إلى تقديم موعد الانتخابات الرئاسية إلى شهر يونيه.

وأضاف الخبير الاقتصادي لـ«الهلال اليوم» أن ظروفها الاقتصادية صعبة، وتتأثر سلبا في الأحداث الجارية، خاصة أن أردوغان يعمل على إحداث التوترات والمشاكل بين دول المنطقة.

وأكد أن مشاركة الرئيس التركي بدعم من حزبه الحاكم الذي يسيطر من خلاله على السلطة التشريعية في البلاد، في التوترات والمناوشات في أزمات المنطقة مثل الحرب السورية، وفتح ملفات قديمة مثل النزاعات الحدودية مع اليونان يجعله وضعه سيئا للغاية، ويساهم في هروب الاستثمارات من السوق التركية.

ولفت إلى أن الاقتصاد التركي سيواجه أزمات وعقبات كبيرة بسبب زيادة النزاعات في المنطقة، مؤكدا أن تقديم الانتخابات لن تنجي تركيا من مصير التصرفات الخاطئة التي يقدم عليها الرئيس التركي.