رأت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن إبرام المكسيك صفقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي يشكل تحديا سياسيا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وذكرت المجلة الأمريكية أن حملة ترامب في إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ساهمت في تحفيز محادثات المكسيك مع بروكسل على مدار العام الماضي حيث تسعى المكسيك إلى التنويع بعيدا عن الاعتماد على الولايات المتحدة التي تتخذ موقفا معاديا تجاهها.
وتعد هذه الصفقة بمثابة تحديث رئيسي للاتفاقية الأصلية التي تم توقيعها في عام 2000 والتي تشمل السلع الأساسية والآلات. وسوف تتفرع الاتفاقية الجديدة إلى قطاعات مثل التمويل والتجارة الإلكترونية والزراعة.
وقال رئيس المكسيك إنريكي بينيتا نييتو: إن الاتفاقية "تؤكد على أننا شركاء ذوي أولوية لأحد أهم الكتل الاقتصادية في العالم".
وفي انتقاد غير مباشر لسياسة ترامب الحمائية، قالت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم: إن مثل هذه الصفقات ممكنة عندما "يتشارك كلا الشريكين بوضوح رؤيتيهما في مزايا الانفتاح والتجارة الحرة والنزيهة"، مضيفة إن الاتفاق "مناسب للتحديات الاقتصادية والسياسية في القرن الواحد والعشرين".
وقال بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي: إن الاتفاقية ستكفل تقريبا تجارة حرة بدون فرض تعريفات جمركية في جميع السلع، بما في ذلك المنتجات الزراعية، مع تبسيط الإجراءات الجمركية في قطاعات مثل المستحضرات الصيدلانية والنقل.
وقال المفوض الزراعي فيل هوجان، الذي شارك في المفاوضات: إن الاتفاقية التي تمت تحديثها ستكون "ايجابية للغاية" بالنسبة لقطاع الأغذية في أوروبا.
وفي حين أن للاتفاق مع أوروبا أهمية سياسية كبيرة، إلا أن إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) تترتب عليها عواقب اقتصادية أكبر بكثير بالنسبة للمكسيك.. فلقد صدرت البلاد حوالي 340 مليار دولار من السلع والخدمات إلى الولايات المتحدة في العام الماضي ولكن 28.8 مليار يورو فقط إلى الاتحاد الأوروبي.