الأربعاء 27 نوفمبر 2024

«حتى أنت يا بروتس»؟!

  • 15-3-2017 | 11:53

طباعة

بقلم –  سكينة السادات

لم يصبح لدى المصرى متوسط الحال من حل سوى أن ينسى موضوع اللحوم والدواجن ويكتفى برغيف الخبز ومعه «غموس» بسيط من الباذنجان المقلى أو البطاطس أو الفول أو الطعمية أو الجبن لو تيسر الحال!! لذلك فعندما أشاع البعض أن المصرى البسيط الغلبان المصرح له بخمسة أرغفة فى اليوم بالبطاقة قد تم إنقاصها إلى ثلاثة أرغفة فقط كانت الكارثة والحزن والثورة التى لم تهمد إلا بعد نفى الخبر جملة وتفصيلاً!

 

طبعاً.. أسقط فى يد كل الغلابة وكيف يعيشون وطعامهم الأساسى هو الخبز وإن تيسر الغموس (القرديحى) كان بها وإذا لم يتيسر فعنده لقمة عيش تقيم أوده ولو بملح أو بدقة! فكيف يفكر أحد فى تقليل هذه اللقمة التى تكاد لا تكفى كمياتها الحالية أى أسرة؟

طبعًا.. جرى نفى هذا الكلام وقال وزير التموين الدكتور على المصيلحى إن الخمسة أرغفة باقية ولن يمسها أحد.

ولكن بعد إيه؟ بعد أن ثار الناس وحزنوا وغلطوا فى حق الوزير الذى كانوا يرجون على يديه الكثير من الخير والنعم، ورغم تقديرى الشديد للدكتور على المصيلحى زمان والآن فإننى للأسف أقول.. أيوه معاهم حق!.

طب إزاى؟ أقولها بكل وضوح وصراحة إنه لا يجب المساس برغيف العيش المدعم مهما كانت الظروف والأحوال حتى لو شحتت الدولة وتسولت رسمياً فإن طعام المسكين الشقيان أهم من كل شىء !

قال الوزير: أنا أقصد الكارت الذهبى الذى يستغله أصحاب المخابز! ورد أصحاب المخابز: طيب مافيش عيش خالص وامتنعوا عن تسوية الخبز وأغلقوا وكانت ثورة الناس الغلابة! ما رأى رئيس شعبة المخابز فى هذا؟

أفهم أن أى مواطن معاه بطاقة ورقية يعنى لازم تعطوه بدلًا من بطاقة عادية فورًا ولا يمنع من أخذ نصيبه من الخبز حتى تصرف له البطاقة!.

يا ناس.. الخبز خط أحمر لا يجب الاقتراب منه ولو كنت أعلم أنه فى مقدور الدولة أن تعطى كل الغلابة ما يكفيهم من الخبز مجاناً بدون بطاقات ولا يحزنون لطلبت ذلك رسمياً، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، أتمنى أن يجىء اليوم الذى تنفرج فيه أزمتنا ونأكل جميعاً ما شاء لنا من الخبز، حتى تمتلئ بطوننا ونحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك!.

قال الناس.. حتى أنت يا بروتس على الوزير المصيلحى، فهم كانوا ينتظرون منه أن يتدخل لمنع ارتفاع أسعار كل السلع فى الأسواق، وأن ييسر وجود السلع الأساسية، مثل السكر والأرز والزيت، وأن يضمن أن يبات «الاثنين وتسعين» مليون مواطن مصرى وقد تعشوا وامتلأت بطونهم بنعمة من الله!.

لازلت آمل فى د. مصيلحى أن يصلح حال الأسواق على «قد» ما يستطيع والله الموفق!.

دار التساؤل أكثر من ساعتين حول من هو المواطن المستحق للدعم؟ هل هو الذى يقبض ألفى جنيه شهريا أم ثلاثة آلاف أم أربعة؟ وكانت النتيجة أن الشعب كله فى حاجة إلى دعم، ما عدا من لا يقل دخله عن أربعة آلاف جنيه شهريًا، وقد حسبناها بالورقة والقلم.

حسبنا فواتير الكهرباء والمياه ومصاريف المدرسة والدروس الخصوصية وإيجار المنزل والمواصلات ومصروف الأولاد والطعام.

وما أدراك ما مصاريف الطعام وحده! أقصد الوجبات الثلاث، ووجدنا أن الكل محتاج للدعم ما عدا الأثرياء الذين أزعم أن عددهم لا يزيد عن عشرة أو عشرين فى المائة من الشعب المصرى!.

كلما مرت الأيام أثق فى أن البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إنسان مصرى محترم يستحق كل الحب والتقدير من المسلمين قبل الأقباط.. كل مواقفك مشرفة ياسيدنا واسمح لى أن أقبل يديك الطاهرتين!.

صحيح أن معظم البنات المحترمات أصبحن يخشين من الفشل فى الزواج بعد ارتفاع نسبة الطلاق بشكل وبائى فى السنوات الأخيرة، ولكن هذا لا يصل بنا إلى الموافقة على موضوع الأمومة بلا زواج، هكذا حاولت نيللى كريم إقناعنا فى فيلمها الأخير (بشترى راجل)، لكن أليس من حق الابن القادم أن يعرف له أباً؟

ما رأى وزير الآثار فى موضوع تمثال المطرية وماذا عن مجتمعنا الشرقى؟

- نعم.. هذا الموضوع لا أهمية له فى الخارج، ولكن هنا فى مصر له أهمية كبرى!.

من المضحكات المبكيات أن البعض لا زالوا يفكرون فى ياميش رمضان وكحك العيد والفوانيس المستوردة وعمرة رجب ورمضان، ألم أقل لكم إن بعضنا لازال يعيش عصر الفشخرة والمنظرة ولا يعرف حقيقة المأزق الاقتصادى الذى تمر به الدولة؟

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة