يتصدر الاتفاق النووي الإيراني كل قضايا الشرق الأوسط الأخرى التي من المتوقع أن يناقشها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته التي بدأت، اليوم، إلى واشنطن، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، لاسيما مع اقتراب موعد إعلان الرئيس الأمريكي موقف بلاده من الاتفاقية.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم / - إن المرة الأخيرة التي التقى فيها الرئيسان وجها لوجه في الأمم المتحدة سبتمبر الماضي، احتار ماكرون عندما وجد أن ترامب وفريقه لا يبدو أن لديهم أي أجندة ولا يحملون أي أوراق ولا يكتبون أي ملاحظات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي قوله إن المحادثة التي جرت بين الرئيسين كانت كحوار يدور بين صديقين في المقهى، وفي النهاية لا أحد يعرف ماذا كانت تعني المحادثة، مضيفا أنه نظرا لأن ترامب حاليا قضى وقتا أطول في المنصب قد تصبح العملية أصعب.
وأضافت الصحيفة أنه على الأقل خلال هذا اللقاء ستكون أجندة الطرفين أكثر وضوحا، خاصة بعد الهجوم المشترك مع بريطانيا الذي استهدف منشآت الأسلحة الكيماوية لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في وقت مبكر من أبريل الجاري، بجانب قضايا أخرى مثل التجارة وتغير المناخ وروسيا وكوريا الشمالية ومكافحة الإرهاب.
وذكرت الصحيفة أنه رغم ذلك يظل الاتفاق النووي الإيراني أبرز القضايا على طاولة ماكرون وترامب، بعد توعد الأخير بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية إذا لم يتم إصلاحها، وهو ما رفضه الموقعون الأوروبيون على الاتفاقية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مؤكدين عدم وجود تغييرات محتملة على الاتفاق وأنهم لن يتبعوا ترامب.
ولفتت الصحيفة إلى أن الموعد النهائي لتصديق ترامب على التزام إيران بالاتفاق النووي هو 12 مايو المقبل، مشيرة إلى أن إخفاق التوصل إلى تسوية بين الولايات المتحدة وأقرب حلفائها الأوروبيين للحفاظ على الاتفاق النووي سيقود إلى أكبر انقسام في العلاقات عبر المحيط الأطلنطي منذ عقود.
وقالت الصحيفة إن هنا يأتي دور ماكرون بعد الإجماع بين نظرائه الأوروبيين بأنه إذا كان هناك وسيلة للتوصل إلى تسوية مع ترامب حول الاتفاق النووي الإيراني فإن ماكرون هو الرجل المطلوب للمهمة، مشيرة إلى أن مسؤولين فرنسيين وبريطانيين وألمان يتفاوضون منذ شهور مع فريق من وزارة الخارجية الأمريكية بقيادة مدير التخطيط السياسي بريان هووك، للخروج بطريقة تلبي طلبات ترامب دون تغيير الاتفاقية نفسها وبدون دفع الموقعين الآخرين لرفض التغييرات.
وقالت الصحيفة إنه حسب مسؤولين أوروبيين وأمريكيين منخرطين في هذه المحادثات، فإنه تم تحقيق تقدم كبير في معالجة مصادر الخلاف مثل بنود أخر 5 سنوات في الاتفاقية، وغياب وجود قيود على اختبارات الصواريخ الباليستية الإيرانية وتطويرها، إضافة إلى إجراءات جديدة لمكافحة نشاطات إيران في سوريا والشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أنه تم كتابة 4 وثائق يعتقد أنها ستجيب على كل انتقادات ترامب، مضيفة أن إعلان شامل و3 نصوص فرعية سيقدمون إطارا لاتفاق أمريكا وأوروبا على أن الاتفاقيات الدولية ستحظر إيران من تطوير أسلحة نووية بعد انتهاء مدة صلاحية القيود المتواجدة في الاتفاق النووي والتي ستنتهي خلال العقد المقبل، كما تدفع تلك الاتفاقيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوسيع مراقبتها والتعهد بعقوبات حازمة إذا طورت إيران صواريخ عابرة للقارات.