الخميس 27 يونيو 2024

تريزيجيه يتحدث لـ«فيفا» عن لحظات التأهل وآماله في المونديال وتجربة الاحتراف

24-4-2018 | 14:31

بعد تألقه في الدوري التركي، مع فريقه قاسم باشا ومساهمته في تأهل منتخب مصر لكأس العالم بعد غياب 28 عاماً، وأصبح واحداً من أهم اللاعبين في السوبرليج، جعل الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم يجري مع  نجم الفراعنة محمود حسن "تريزيجيه"، حوارا مفصلا تحدث معه عن أحلامه وطموحاته سواء في المونديال أو مسيرته الكروية مع الأندية

وتستعرض بوابة «الهلال اليوم»  أبرز ما جاء في الحوار: 

 

حلم اللعب في كأس العالم: 

كان حلماً كبيراً راودني منذ الصغر، فهذه أكبر ساحة منافسة فى عالم كرة القدم، وأي لاعب يتمنى مجرد التواجد فيها، لقد سعيت بكل جهدي خلال السنوات القليلة الماضية لكي أنال هذه الفرصة، وما زاد من رغبتي هى وصيّة والدي قبل أن يتوفى، فقد تمنى على أن أساهم فى تأهل منتخب مصر مرة جديدة للنهائيات. كم كنت أتمنى أن يكون حاضراً لرؤية ما أنجزته بقميص المنتخب الوطني، ولكن ما يشعرني بالفخر أنني حققت أمنيته ومشاركتي ستكون إهداء لذكراه.



التأهل يقترب من الفراعنة بعد غياب طويل:  

لم تعد المنافسة فى أفريقيا سهلة أبداً، لقد بدأنا التصفيات بخسارة أمام تشاد (0-1) فى الدور الثانى، ورغم فوزنا إياباً (4-0)، لكن كانت تلك الخسارة بمثابة إنذار لنا كلاعبين من أجل عدم الاستهانة بأي من المنتخبات التى سنواجهها لاحقا، من جانب آخر وضعتنا أمام تحدٍ كبير. فى كل تجمع للمنتخب كان الحديث فيما بيننا أن لا يجب إهدار هذه الفرصة، فهذا وقتنا، وعلينا أن نكون متحدين ونضع كل تركيزنا فى التدريبات والمباريات دون النظر سواء للانتقادات أو حتى للترشيحات. فى الحقيقة بدا لنا أن الوصول لكأس العالم بعيدٌ بعض الشيء، إلا أنه وبالصبر والعمل الجاد كنا نعلم أنه يمكننا تحقيق الحلم الذى طال انتظار للشعب المصري.

كما أن الأمر لم يكن منوطاً فقط باللاعبين والجهاز الفني، فقد وجدنا منظومة متكاملة تعمل وتقف خلفنا، إتحاد الكرة ذلل الصعوبات أمامنا، الإعلام المصرى ساندنا كثيراً والجماهير كانت تساندنا بكل قوة، وحتى فى أنديتنا كان الجميع يضع فى الحسبان أهمية المنتخب وضرورة مساندته من أجل مهمته الكبيرة، والحمد لله تكللت الجهود بالنجاح.



اللحظات الإعجازية في لقاء الكونجو:  

أتفهم تلك الحالة التى عمّت الشارع الرياضي فى مصر، بعد تعادل أوغندا وغانا قبلها بيوم، بدا المشهد وكأننا ذاهبون لمباراة "محسومة"، وأن بطاقة التأهل أصبحت مضمونة بيدنا، الجماهير كانت تحتفل منذ ساعات فى الملعب. اللاعبون تفهموا هذا، ولكن لم نكن لننساق وراء هذه الحالة، كنا مدركين لصعوبة المواجهة، لم يكن أمام الكونجو ما تخشاه. وقد كانت بالفعل، انتهى الشوط الأول سلبيا، أخذت فرصتي بداية الشوط الثانى وتقدمنا بهدف محمد صلاح وكان من المهم أن نعزز التفوق لكي لا نفاجئ لاحقا. وحدث ما لا يمكن تصوره قبل دقيقتين من النهاية، عندما اهتزت شباكنا بالتعادل، أتت تلك اللحظات التى قد تفقد فيها العزيمة وتهزم نفسيا خصوصا فى تلك الأجواء.



المساهمة في تأهل الفراعنة لروسيا:

فى الوضع الطبيعى لفريق فى طريقه للفوز والتأهل كان ليصاب اللاعبون بالإحباط، ولكن لم أشهد مثل تلك الحالة، استنهضنا عزيمتنا، وصرخنا على بعضنا لكي نعود للعب ولا نستسلم أبداً. مارسنا هجوما ضاغطا خلال دقائق الوقت بدل الضائع، كانت تلك الفرصة الأخيرة، تمركزت فى منطقة الجزاء وفى المرة الأولى وصلتني الكرة قبل أن أتصرف بالكرة قفز المدافع وسقطت أرضا، سرعان ما عادت بكرة عرضية من أحمد حجازي، فى المرة الثانية قررت الأنقاض على الكرة رغم ما قد يحصل لي من إصابة، وحدث ما توقعته تعرضت لإعاقة وكانت ركلة الجزاء التى حسمت الأمور بعد هدف صلاح الثاني. شعرنا بأن الحلم أصبح حقيقة فى تلك اللحظة، ومن ثم بات تأهلنا رسميا بصافرة الحكم النهائية. لقد كانت ليلة ومباراة للتاريخ، أنهينا العقدة التى طالت 28 عاما، وأسعدنا الشعب المصرى وكل العرب الذين وقفوا معنا فى تلك المباراة.



حظوظ مصر في الوصول لدور الـ 16:

 بدون أدنى شك هي مجموعة صعبة، مخطأ من يعتقد أنها ستكون واحدة من المجموعات السهلة، روسيا سيكون لها دافع الأرض والجمهور والتاريخ، أما أوروجواي فهي بطلة سابقة للبطولة وتملك نجوم كبار يمكن لهم تهديد أي فريق، ومباراتنا مع السعودية ستكون بمثابة الدربي. الآن كيف لنا أن نحقق التأهل الذى نعتبره هدفا أولا بالنسبة للمنتخب المصري، سيأتي هذا بالاستعداد الجيد للنهائيات، والوصول لروسيا بثقة وتركيز، واللعب فى كل مباراة كما لو أنها مباراة كؤوس. يجب أن نثق بقدرتنا ونلعب مثلما تعودنا فى اجتياز العديد من التحديات، وسنضع كمرجع لنا تلك المواجهة الودية أمام البرتغال بطلة أوروبا فى المعسكر الأخير. يجب أن نذهب للنهائيات دون أن نخشى أحداً.



كسب ثقة هيكتور كوبر والحفاظ عليها: 

لقد تأسست منذ الصغر على ضرورة العمل بجهد كبير فى التدريبات ما سينعكس حتما على الأداء فى المباريات. ومع قدوم المدير الفني كوبر لقيادة المنتخب، أخذت فرصتي الأولى وتمسكت بها ثم أظهرت رغبة كبيرة فى العمل والتطور. وهو مدرب يحترم من يقوم بهذا العمل والجهد داخل أرض الملعب سواء فى التدريبات أو المباريات، وضرورة الالتزام بالنواحي التكتيكية وتأدية الواجبات على أكمل وجه. ولذلك والحمد لله نلت ثقته وشاركت فى كل مباريات التصفيات والعام الماضي خضت كل المباريات فى نهائيات كأس أفريقيا 2017. أود هنا أن أشكره لثقته التى منحنى إياها وأعده أن أبقى محافظاً على مستواي وأطوره أكثر فى الأسابيع المقبلة.



تجربة كأس العالم للشباب:

كانت تجربة غنية بكل تأكيد، راكمت الكثير من الخبرات منذ التتويج ببطولة أفريقيا للشباب ومرورا بالتحضيرات القوية وصولا لخوض هذه المنافسة العالمية، حيث واجهنا إنجلترا، تشيلي والعراق، صحيح أننا كنا نمنى النفس بالتأهل عن تلك المجموعة، ولكن ما يهم كيف نستفيد من تلك التجربة. بالنسبة لى كانت بمثابة انطلاقة قوية، سجلت هدفا بمرمى إنجلترا، وبعد العودة تم تصعيدي للفريق الأول فى النادي الأهلى. آمل أن أضع هذه الخبرات لخدمة المنتخب الوطني فى نهائيات كأس العالم 2018.



الاحتراف في العامين الماضيين:

بالفعل كان قراراً صعبا، فليس من السهولة أن تخرج من النادي الأهلي، ولكن أعتقد أنها خطوة يجب أن تحدث فى هذا التوقيت. انتقلت لأندرلخت البلجيكي، ورغم عدم مشاركتي هناك صممت على المثابرة لكي أثبت نجاحي. انتقلت بالإعارة إلى موسكرون وأعتقد أنني أثبت قدرتي خلال الموسم الماضي. وأردت خوض تجربة أقوى وتحولت إلى قاسم باشا التركي، فى البداية وجهت لي عدة انتقادات للذهاب هناك، لكن كان هدفي أن أثبت قدراتي فى بطولة تنافسية، والحمد لله مع اقترابا من نهاية هذا الموسم أعتقد أن أرقامي تتحدث عن نفسها "28 مباراة أساسيا، 11 هدفا، 5 تمريرات حاسمة".

مع قاسم باشا أقدم موسما أفضل من سابقه، وأشكر كل من أرسل لي التهنئة على أدائي أسبوعيا، هذه ثمرة عمل وجهد كبيرين.