الخميس 20 يونيو 2024

في الذكرى الـ36 لتحرير «أرض الفيروز».. عسكريون: سيناء درع شرقي يحمي مصر ولا تزال مستهدفة.. والتعمير يسير بالتوازي مع العملية الشاملة لتطهيرها من الإرهاب

تحقيقات24-4-2018 | 16:22

«سالم»: سيناء درع حماية شرقي وتعميرها يسير بالتوازي مع تطهيرها من الإرهاب

«عز الدين»: العملية الشاملة استكمال لتحرير سيناء من الإرهاب وبدء التنمية

ناجي شهود: سيناء لا تزال مستهدفة لفصلها عن مصر

 

أكد خبراء عسكريون أن ذكرى تحرير سيناء هي ذكرى غالية على كل المصريين تستدعي إلى ذاكرتهم دور الشهداء الذين حرروا بدمائهم أرضها واستكملها التفاوض السياسي، موضحين أنه بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي تستمر عمليات تطهيرها من الإرهاب وتنميته وتعميرها بالتوازي، لأنها لا تزال مستهدفة.

 

ويحتفل المصريون غدا بالذكرى السادسة والثلاثين لتحرير سيناء والتي تواكب 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استكمل فيه انسحاب آخر جندي إسرائيلي من سيناء، وتتزامن الذكرى هذا العام مع استمرار العملية الشاملة سيناء 2018 منذ أكثر من شهرين لتحرير سيناء من الإرهاب.

 

سيناء لا تزال مستهدفة:

اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، قال إن إسرائيل حاولت عدة مرات احتلال سيناء وفصلها عن مصر الأولى كانت عام 1956 بالعدوان الثلاثي إلا أنها فشلت وتراجعت تحت ضغط والمرة الثانية كانت في 1967 بالقوة العسكرية واحتلالها والمرة الثالثة حينما حاولت تدويل القضية وأن أهل سيناء يريدوا الانفصال عن مصر.

 

وأوضح "شهود"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن إسرائيل نظمت في 31 أكتوبر 1968 مؤتمر الحسنة في سيناء حينما جمع موشي ديان القبائل ليأخذ منها كلمة شرف برغبتهم في تدويل القضية وأنها غير خاضعة لمصر، مضيفا أنه  سالم الهرش أقدم شيوخ سيناء من قبيلة البياضية وقف في ذلك الحين وقال لهم "أترضون بما أقول ؟ سيناء مصرية ولا نقبل بالتدويل ولن تخضع سيناء سوى لمصر وأهلها مصريون".

 

وأشار إلى أن العمل العسكري والسياسي نجح في استرداد سيناء ففي معاهدة السلام أجبرت إسرائيل على الانسحاب من سيناء تحت ضغط بعد عقد الرئيس الراحل أنور السادات لمعاهدة السلام وانسحب جنودها خلال الفترة من 1979 حتى 1982، مضيفا أنه مع الاحتفال بالذكرى 36 للتحرير فإن سيناء لا زالت مستهدفة ومطلوب فصلها عن مصر.

 

وأكد أن حلم إسرائيل بإقامة دولة من النيل للفرات وحاولت على ثلاث مراحل تحقيق ذلك لكنها لم تنجح، مضيفا أن تغيير هوية سيناء لتكون إمارة إسلامية وليست أرضا مصرية ستتخذه إسرائيل سببا للتحلل من معاهدة السلام التي تنص المادة الثانية منها على أن حدود بين مصر وإسرائيل هي الحدود بين مصر وفلسطين تحت الانتداب.

 

وأضاف المستشار بأكاديمية ناصر أن المعاهدة مودعة في الأمم المتحدة، وتحول سيناء لإمارة إسلامية يجعل إسرائيل تفعل ما تريد بها بالتوسع فيها لأن سيناء مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل، مشيرا إلى أن المصريين منتبهون لهذه المخططات، والعملية الشاملة مستمرة لتحريرها من الإرهاب.

 

 العملية الشاملة استكمال لتحرير سيناء:

فيما قال اللواء علاء عز الدين، مدير مركز القوات المسلحة للدراسات الإستراتيجية سابقا، إن ذكرى تحرير سيناء هي ذكرى غالية على جميع المصريين تستدعي للذاكرة دور الشهداء الأبطال الذين استردوا بدمائهم سيناء واستكمل تحريرها عسكريا بالمفاوضات السياسية حتى استرداد آخر شبر من أرض سيناء.

 

وأوضح عز الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العملية الشاملة سيناء 2018 هي استكمال لتحرير سيناء الآن فبعد أن تحررت من الاحتلال الإسرائيلي الآن تحرر من الإرهابيين، مضيفا أن تطهيرها من الإرهاب اقترب لتصبح خالية من أي عناصر إرهابية وتبدأ عملية التنمية بمشروعات كبرى تسير فيها الدولة لتنمية غرب وشرق القناة.

 

وأكد أن المصريين يقفون خلف القيادة السياسية الوطنية ويتحملون الظروف الصعبة حتى تظل راية مصر خفاقة، مضيفا أن المنطقة بها صراعات وجيوش تتناحر وتهدد سياسة الدول وفي ظل هذه الظروف استطاعت مصر عبر القيادة السياسية والقوات المسلحة الحفاظ على مسيرة التقدم والتطوير.

 

درع حماية شرقي:

وقال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، إن سيناء هي هبة من الله لمصر لتكون درعا شرقيا يحمي مصر من حدودها في اتجاه الشرق من أي عدوان قد يهددها، مضيفا أن سيناء تضم 3 مصفوفات جبلية كل مصفوفة هي حائط دفاعي لمنع العدو من الوصول إلى وادي النيل لولاها لدخل إلى قلب مصر بسهولة.

 

وأوضح سالم في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الحفاظ على كل ذرة رمل فيها وعدم السماح بالتفريط هو واجب وطني، مضيفا أن من حاول احتلالها طرده الجيش المصري شر طردة وتصدى له إلا أنهم لا زالوا يحاولوا عرقلة التنمية ويعيقوا الحياة فيها من خلال الإرهاب وخاصة أن الغرب يريد سيناء هي الأرض البديلة والحل للقضية الفلسطينية.

 

وأكد أنهم يحاولون الضغط على القيادة السياسية من خلال الإرهاب للقبول إلا أن القوات المسلحة والدولة المصرية تدافع عنها لكي لا يستطيع أي معتدي أن يغتصب منها شبرا واحدا، مضيفا أن مصر تسير في مخططات لتعمير سيناء ويستهدف خلال من عامين إلى ثلاثة أن ترتفع الكثافة السكانية بها إلى 3.5 مليون نسمة.

 

وأشار سالم إلى أن انخفاض عدد السكان بها كان مشكلة وملئ هذا الفراغ بعدد مناسب يدحض أي طامع لنصل إلى عام 2050 وتصل الكثافة السكانية هناك إلى 8 ملايين نسمة، مؤكدا أن خطوات التعمير مستمرة بالتوازي مع عمليات القضاء على الإرهاب من خلال عمل تنمية زراعية وصناعية وبناء أربعة أنفاق جديدة إلى جانب نفق الشهيد أحمد حمدي.

 

وأوضح الخبير العسكري أن هناك 2 كوبري عائم تم بنائهم إلى جانب كوبري السلام ومع المعديات كل ذلك سينهي الفصل القسري الذي فرضته الطبيعة على سيناء إلى غير رجعة، مضيفا أن القوات المسلحة في العملية الشاملة تسير في أربعة محاور أولها تطهير سيناء من الإرهابيين بقتلهم أو القبض عليهم.

 

وألمح إلى أن المحور الثاني هو تطهيرها من المطلوبين جنائيا والخارجين عن القانون لأنهم نواة للإرهاب فيما بعد والمحور الثالث هو تطهيرها من المفرقعات والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون لكي لا تصيب أبرياء بعد انتهاء العملية والمحور الرابع هو القضاء على تهديد المخدرات لكي لا تصبح هناك أي مجال لتصنيعها وتجارتها بعد العملية لتكون أرض سيناء طاهرة من كل خطر أو تهديد.