الأحد 19 مايو 2024

بالصور.. شارع محمد على.. تخصص صناعة الدربكة

15-3-2017 | 14:33

 

تمضى الأيام وتتوالى السنين، ويظهر كل ما هو جديد، لكن يظل المكان محتفظا بروحه وأنغامه، التى اعتاد عليها حتى وإن قلت فما أن يأتى فى خاطرك أن تقتنى إحدى الآلات الموسيقية تجد أقدامك تخطو شارع "محمد على" القابع بحى العتبة والذى يصل ما بين حى العتبة وباب الخلق، حيث مر عليه ما يقرب من نصف قرن لكن ما زال ملتقى لمحبى الفن والموسيقى.

على مر الزمان ساهم كثيرا فى تشكيل الفرق الموسيقية وتقديم نجوم الغناء والسينما فقد احترف أهله الطرب والرقص‏ ‏ومن قلب الشارع العتيق خرج ألمع فنانى مصر، وكان منهم صالح عبدالحى وشكوكو وعمر الجيزاوى وشفيق جلال وغيرهم، فمنذ أن تدوس قدماك أوله تستطيع أن تقرأ تاريخه من على جدران مبانيه وفى حواريه وعلى أرصفته، كما ترتبط شهرته بشارع الأنتيكات والآلات الموسيقية ومعروف بفرقته الشهيرة "حسب الله"، فهو الشارع الذى بناه محمد على والى مصر الكبير ومؤسس دولتها الحديثة عام 1845، وجاء تخطيطه على يد المهندس الفرنسى "هوسمان".

فإذا تأملت طبيعة الصناعة للآلات الموسيقية فى الشارع ستجد العديد من الورش لصناعة العديد من الآلات الموسيقية، ولكن أكثرهم العود والطبلة بكل أنواعها وهنا يأتى على أذهاننا نقرة الطبلة الشرقية ومتعة الضرب عليها بدأنها بشكل أسطوانى، والذى كان متعارفا عليه منذ عام 6000 قبل الميلاد، وعادة كانت تصنع من الفخار، أما اليوم بدأت تصنع من الخشب المحاط بمعدن لحماتها، حيث عرفت منذ البداية عند قدماء السومريين والبابليين فى قصورهم، وكان صوت الطبلة عندهم يعنى دعوة الآلهة، وكأن صوتها ملهم للخير لهم، ولخوفهم الشديد عليها كانوا يخصصون للطبل الكبير المقدس حارسا برتبة كاهن.

وبدأ يطلق عليها اسم "أب" بضم الهمزة وتطورنا مع الزمن لنشكل باقى العائلة إلى أن ظهر منها شكل جديد عرف بالدربكة تعد أحد أفراد عائلة الطبل، ويصنع جسمها من الخزف أو الخشب ويشد على الطرف العريض منها سطح جلدى أو بلاستيك، وهذا النوع من الطبل تشتهر به مدينة الإسكندرية اليوم لوجود أكبر مصنعين فيها لصناعة الدربكة، والتى تحدث صوت "دوم تك.. دوم تك " تزخرف من الخزف ويتم تصديرها لجميع أنحاء العالم.

قال شريف مصطفى، صانع الطبول بشارع محمد على: "بقالى 34 سنة أصنع الطبول أبا عن جد ومعروف عنى بأجدع طبلة اصنعها للمدرس وفيه منها للعسكرية وأخرى لدورى كرة القدم وبجانبها الطبول الفرق الموسيقية وبتكون فى شكل مجموعات ولما يجى الزبون يقولى أنا عاوز طبلة مقاس كذا، لأن لكل طبلة مقاس يختلف من طبلة لأخرى لذلك يختلف الصوت من نقرة طبلة للثانية يعنى الطبول تبدأ من حجم 22 حتى 28 وذلك بيكون مقاس الجلدة وبتختلف فى العمق من طبلة للثانية وحسب عرضها يكون الصوت مختلف عن غيرها ومنها الطبول الاستالس وطبول خشب الورد وللطبول مسميات، منها الطبلة باز والطبلة 26 والطبلة 24 والطبلة 28 كلها مقاسات بتختلف فى صوت النقرة والسعر والخامات، مثل الكشافات فى النوادى المصرية أصنعلهم الطبل الاستالس، لكن العسكرية والتربية والتعليم بتكون الطبلة من الخشب وعلى الخامة يتحدد السعر يعنى يبدأ من 200 حتى 2500 جنيه.

اللى اتغير فى الطبلة مع الزمن بدأنا نصنع غطاء الطبلة من البلاستيك فمن الصعب الحفاظ على الجلد فى بعض الأوقات نتيجة تأثره بالعوامل الجوية يعنى فى الصيف والشتاء يضعف رنين نقرة الطبلة بسبب الرطوبة التى تؤثر على الجلد وأثناء الصيف تكون الطبلة جافة ومن الصعب الطرق عليها بشكل به نوع من المرونة فى التعامل معها، وهنا نلجأ كطبالين لبلها بماء عشان تطرى، لكنها فى الجو المعتدل بطلع أحلى صوت من البلاستيك، لكن اتجهنا للبلاستيك نتيجة انه بيعيش أكثر فترة ممكنة عن الجلد، فضلا عن ارتفاع سعر الجلد الطبيعى وكل حاجة وليها شغلها يعنى ليالى الأفراح بتكون الطبول من الجلد الحيوانى أفضل فى صوت به رنين يدل على البهجة لكن البلاستيك يعطى صوتا أعلى ولكن يفضل استخدامه أكثر مع التشريفات العسكرية، فهو مشرف فى تلك المناسبات التى تقام أمام العالم كله.

أما الدف فيستخدم فى الأفراح لكن قلت صناعته فى الشارع هنا بصراحة ما بقاش يجيب همه على عكس صناعة الطبلة الكل يطلبها والزبائن مع التطور بدأت الفرق الموسيقية تطلب مننا نصمم لها "الشيل باك " عبارة عن طبلة أساسية وسونار والطبول الفرعية والزبون لما يجى يشترى يتأكد من إن كل المجموعة بتشتغل كويس، وعلى أساس كده يتم البيع.. مهنتنا دى عمرنا ما هتتغير دى موروثة أبا عن جد".